السائد الآن في مؤسسات الدولة وأجهزتها التنفيذية ولدي المصريين بصورة عامة هو منح الأولوية للمشروعات الخدمية كنتيجة للحياة والممارسات التي جاءت بها القيادة السياسية واسهمت في القضاء علي روح الاتكالية وضعف الشعور بالمسئولية وبالتالي تبدل وتغير حال العديد من المشروعات التنموية والخدمية علي نحو ملموس وتحولت إلي صورة مشرقة ومزدهرة نعيشها اليوم. عاشت قري محافظة الشرقية سنوات طويلة واقعا مريرا حيث كانت تعاني من ضعف مياه الشرب وانقطاعها لساعات طويلة بل لأيام متتالية وندرتها في بعض المواقع وكان الحصول علي كوب ماء نظيف حلما يصعب تحقيقه واشبه بعشم ابليس بالجنة ولم يكن امام اهالي تلك القري سوي شراء جراكن المياه من اماكن بعيده ودق طلمبات حبشية والنزول الي الترع لغسل ملابسهم وادواتهم المنزلية الأمر الذي ترتب عليه انتشار الامراض المتوطنة بين الأهالي... ومنذ عامين تقريبا حدثت انفراجة كبيرة في مشكلة المياه في تلك القري حيث تم انشاء وتوسعة العديد من المحطات ومد شبكات جديدة وتجديد شبكات المياه المتهالكة وتحولت الاحلام إلي واقع وردي. من بين تلك القري (الصوفية) وهي احدي قري مركز أولاد صقر تأسست عام 1512ويبلغ عدد سكانها 35 ألف نسمة منتشرين في 22 عزبة وهي تعد الآن من القري النموذجية التي تمتلك المقومات التي تؤهلها ان تكون مدينة ورغم ذلك كانت تعاني من مشكلة ضعف مياه الشرب. يقول ثروت إبراهيم محمود رئيس الوحدة المحلية للقرية: عاشت الصوفية سنوات طويلة تعاني من ضعف مياه الشرب بل وندرتها في اطرافها حيث كان يتم تزويدها بالمياه من محطة القواسم التي تبعد عنها نحو 23 كيلو مترا من خلال خط واحد يتوسط القرية بنظام المناوبات الأمر الذي يترتب عليه انقطاعها لأيام متعددة وضعفها في جميع انحاء القرية ولم يجد الاهالي امامهم سوي دق الطلمبات الحبشية لتوفير احتياجاتهم من المياه وكذلك شراء جراكن المياه من المحطات الاهلية التي تبعد عن مقر اقامتهم مسافات طويلة الامر الذي كان يشكل مشقة عليهم ولكن الحمد لله حدثت انفراجة في تلك المشكلة بعد انشاء محطة مياه تلراك التي تقدر طاقتها الانتاجية ب 36 ألف متر مكعب يوم تكلفت 46مليون جنيه والتي افتتحها المحافظ اللواء خالد سعيد خلال احتفالات المحافظة بالعيد القومي ويستفيد من تلك المحطة أكثر من 100ألف نسمة ليس في قرية الصوفية فقط بل في قري زور أبوالليل وتلراك وبعض قري مركز صان الحجر وأصبحت المياه حاليا متوافرة وتكفي احتياجات أهالي القرية. ويقول المهندس محمود النجار: كان اهالي القرية يعيشون مأساة حقيقية بسبب ضعف مياه الشرب في جميع ارجائها بل وندرتها في أطرافها وكان الأهالي يندفعون إلي الترع الملوثة لغسيل ملابسهم وأدواتهم المنزلية ونظافة أبنائهم الأمر الذي يترتب عليه اصابتهم بالأمراض المتوطنة مثل البلهارسيا وامراض الكبد والكلي ويكفي القول ان هناك ضغطا علي 7وحدات غسيل كلوي بمستشفي المركزي بالقرية والذي تم تنفيذه بالجهود الذاتية وأضاف: لقد تنفس الأهالي الصعداء بعد انشاء محطة مياه تلراك التي تبعد عن القرية بحوالي 4كيلو مترات واصبحت مصدرا للمياه النقية عديمة الرائحة واللون والطعم. ويقول علي منصور عبدالخالق ان قرية الصوفية من القري النموذجية وسبق لها الحصول علي كأس التميز في المسابقة التي نظمتها المحافظة بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية ورغم ذلك فإن اهلها كانوا يئنون من مشكلة المياه وعدم توافر مياه الشرب النقية ولم يجدوا أمامهم سوي الهرولة وراء سيارات المياه التابعة لشركة المياه والصرف الصحي لملء الجراكن بالمياه منها مجانا وعندما تتأخر تلك السيارات لم يجدوا امامهم سوي شراء جراكن المياه من السيارات التي تجوب القرية والتي كان يشتبه في عدم صلاحية بعضها ولكن الحمد لله فقد انعم الله علي القرية بإنشاء محطة تلراك والتي تضخ المياه لقريتنا بكميات كبيرة وساهمت في رفع المعاناة عن الأهالي. ويقول سيد بهي ان حصولنا علي كوب ماء نظيف كان حلما يصعب تحقيقه حيث كانت المياه ترد لقريتنا بنظام المناوبات مع القري المجاورة وكانت دائما تصل ضعيفة ويصعب وصولها لأطراف القرية والمنازل الواقعة في الاماكن المرتفعة وكانت مشكلة المياه اشبه بالكابوس فوق رؤوس الاهالي الذين لم يجدوا أمامهم سوي دق الطلمبات الحبشية التي تشكل خطرا داهما علي صحة المواطنين ولكن ما باليد حيلة وكان غير القادرين منهم يلجأون الي مياه الترع لقضاء احتياجاتهم إلا انه بعد انشاء وتشغيل محطة مياه تلراك المرشحة والمزوده بأحدث أساليب التكنولوجيا الحديثة تحقق حلم اهالي القرية واختفت ظاهرة انقطاع المياه ولم يعد هناك حاجة لمولدات الكهرباء الخاصة برفع المياه أو الطلمبات الحبشية. وفي سياق متصل صرح اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية بأن نسبة الاكتفاء الذاتي من المياه بمدن وقري محافظة الشرقية خلال السنوات الماضيه لم تتعد50٪ وكان نصيب الفرد لم يتجاوز 102لتر في اليوم ولذلك كان لابد من اعطاء قطاع مياه الشرب دفعة قوية بمنح مشروعاته اولوية خاصة لرفع المعاناة عن المواطنين. وقد نجحت المحافظة خلال العامين الماضيين في انشاء مشروعات عديدة تكلفت 4 مليارات و630مليون جنيه ساهمت في زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي إلي 85٪ ونصيب الفرد الي 220 لترا يوميا حيث تم انشاء 7 محطات جديدة واجراء توسعات في 4 محطات لتزداد طاقتها الانتاجية 3 أضعاف كما تم احلال وتجديد شبكات مياه الشرب بأقطار مختلفة بطول 56كيلو مترا واحلال وتجدد 29محطة آبار ارتوازية وأخري سطحية وتم شراء 4سيارات مزودة بتانكات مياه امنة سعة كل منها 40مترا مكعبا وذلك لنقل المياه للمناطق المحرومة.