رئيس الوزراء عقب افتتاح المنتدى الاولى مسارات التحولات الدىمقراطىة أكد د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء ان الحكومة تسعي لترجمة مطالب الثورة الي خطط عمل واقعية ومستمرة تتسم بالابداع ولا تخلو من الطموح، وان التغيير الذي نادت به ثورة 52 يناير هو تغير شامل يمتد من اعمق الجذور ليصل الي أبعد الفروع.. ليس تغييرا في اللافتات ولا تغييرا شكليا وانما نسعي الي اصلاح لمؤسسات استشري الفساد بها حتي تم منهجته ومؤسسته واصبح للأسف يشكل ثقافةعامة وعرفا سائدا. جاء ذلك عقب افتتاح المنتدي الاولي مسارات التحولات الديمقراطية خبرات دولية دروس مستفادة والذي ينظمه البرنامج الانمائي للأمم المتحدة وحضرته هيلين كلارك مدير البرنامج أوهه العليم السوسوة مدير المكتب الاقليمي للدول العربية لبرنامج الاممالمتحدة الانمائي.. وميكونكشيل باسكيت الرئيس السابق والمدير التنفيذي لهيئة الاممالمتحدة للمرأة وبشار الدين يوسف حبيي رئيس اندونيسيا الاسبق وعدد من الوزراء والبرلمانيون والخبراء من افريقيا وامريكا اللاتينية والدول العربية ووزراء الداخلية والعدل والاتصالات والتربية والتعليم والتخطيط والتعاون الدولي والامين العام لجامعة الدول العربية ووجه شرف الشكر لبرنامج الاممالمتحدة الانمائي وقادة العالم الحر الذين يعرضون تجاربهم في التحول الديمقراطي لنسترشد بها في مصر في هذه المرحلة المهمة والخطيرة. ان ما تشهده مصر الآن هو بدايات لعملية التحول الديمقراطي بكل ما تحمله من صعوبات وعقبات وربما عثرات.. نحن علي ثقة ان مبادئ الحكم الرشيد في مصر لن تكون مجرد شعارات بل ستكون اسلوب عمل ودافعا بعيشة المواطن.. ان واقع مصر الان وتداعيات الاحداث التي اعقبت انهيار النظام السابق تضعنا امام تحديات كثيرة وكبيرة. وقال شرف: إنكم بحضوركم هذا تشاركوننا منعطفا هاما وخطيرا في حياة مصر.. من شأنه أن يرسم مستقبل أجيالها القادمة بإذن الله.. فثورة الخامس والعشرين من يناير العظيمة التي بدأها شباب هذا البلد واتسعت لتضم كل نساء ورجال وحتي اطفال هذا الشعب.. جاءت بعد عقود من التهميش والفساد وافتقاد للعدالة الاجتماعية.. وجاءت لتحقق لنا جميعا ما كنا لفترة نعتقد انه ضرب من الخيال.. لقد اختصرت الثورة بمنتهي البلاغة والعفوية ما يصبو اليه كل مواطن مصري في ثلاثة أهداف.. الحرية.. والديمقراطية.. والعدالة الاجتماعية. حياة افضل هذه المباديء والمطالب التي نادي بها الثوار شكلت الاجندة الفعلية لعمل الحكومة.. ونسعي الي ترجمة هذه المطالب الي خطط عمل واقعية ومستمرة تتسم بالابداع.. ولا تخلو من الطموح.. وبقدر بساطة التعبيرات.. إلا أننا نعلم أن تحقيق هذه المطالب العادلة المحددة لن يتأتي بسهولة.. ولا بالسرعة التي نرجوها جميعا.. فعندما نجحت الثورة في تغيير نظام سياسي في ثمانية عشر يوما فقط رفعت سقف التطلعات.. وهو أمر مشروع نتفهمه بل ونقدره.. ونتمن ان ننال شرف الاستجابة لكل تطلعات المصريين في حياة أفضل.. ونعرف ان جميع المصريين ونحن معهم ينتظرون خطوات تغيير سريعة ومتعاقبة وحاسمة.. ولكننا جميعا نعلم أيضا أن التغيير الذي نرجوه والذي نادت به الثورة.. هو تغيير شامل يمتد من أعمق الجذور ليصل الي أبعد الفروع.. ليس فقط مجرد تغيير للافتات ووجوه.. لأننا لا نسعي الي تغييرات شكلية.. وإنما نسعي الي اصلاح لمؤسسات استشري الفساد بها حتي تم منهجته ومؤسسته.. وحتي أصبح للأسف يشكل ثقافة عامة وعرفا سائدا. التحول الديمقراطي واشار رئيس الوزراء الي ان ما نشهده في مصر الآن هو بدايات لعملية التحول الديمقراطي بكل ما تحمله من صعوبات وعقبات وربما عثرات.. فنحن ندخل الي هذه المرحلة بتاريخ طويل من قمع الحريات وسلطوية التعامل.. وهذا التحول الديمقراطي هو الضامن الاساسي لتحقيق ما نطمح اليه من تطبيق عملي لمباديء ونظم الحكم الرشيد.. وأعلم جيدا ان مصطلح »الحكم الرشيد« وما يحمله من مبادئ مثل سيادة القانون والانصاف، والشفافية ومكافحة الفساد، والمساءلة والتوافق المجتمعي والاستجابة، والكفاءة والفاعلية، وغيرها.. لطالما استخدمت بشكل أفرغها من مضمونها.. فلم ير المواطن سوي المزيد من الفساد، والمزيد من الغموض، والمزيد من التهميش.. ولكننا الآن نسعي جاهدين لتبني أساليب الحكم الرشيد في ادارة شئون مصر بطريقة فعلية تغير من حياة المواطن. واكد د. شرف ولا أدعي أننا سنبدأ من الصفر.. فهناك الكثير من الدراسات والتقارير التي أعدت عن حجم الفساد وأماكن وكيفية تمركزه.. ولكنها كانت جميعا اما تعرض علي استحياء.. او لا تعرض من الاساس.. وتبقي حبيسة الادراج.. وأنا لا أتكلم هنا عن فساد الافراد. فهذا أمر يتعامل معه القضاء ولكن فساد المؤسسات.. فلابد من ترجمة توصيات هذه الدراسات الي واقع عملي يستشعره الجميع. وحول دور المجتمع المدني والنقابات المستقلة في المراقبة والمشاركة وايضا المساءلة.. قال رئيس الوزراء ان هناك الكثير من الانشطة التي تبنتها هيئات دولية مثل البرنامج الانمائي للأمم المتحدة من خلال مشروعاته المتعددة التي قامت بدعم مؤسسات المجتمع المدني.. وبتدريب العاملين بها علي العديد من الانشطة المتعلقة بالمراقبة والمساءلة والمشاركة.. لقد آن الأوان ان يتاح لمؤسسات المجتمع المدني ان تؤدي دورها كعنصر اساسي وليس هامشيا في ادارة شئون البلاد.. وفي العمل كحلقة الوصل المباشرة بين مؤسسات الحكومة وكل افراد الشعب.. وأن يكون هذا الدور معترفا به.. وجزءا لايتجزأ من اسلوب ادارة الدولة. وقال نحن علي ثقة من أن مبادئ الحكم الرشيد في مصر لن تكون مجرد شعارات.. بل ستكون اسلوب عمله.. وواقعا يعيشه الموطن. العدالة الاجتماعية واضاف إننا علي يقين تام بأن تحقيق مطالب العدالة الاجتماعية والإنصاف يرتبطان بشكل مباشرة بنجاحنا في بناء نظام مؤسسي لمصر.. يضمن الكفاءة والفاعلية والاستجابة لمتطلبات المواطن بناء توافق مجتمعي حول القضايا الاساسية. وقال ان واقع مصر الآن وتداعيات الاحداث التي أعقبت انهيار النظام السابق.. تضعنا امام تحديات كثيرة وكبيرة.. وعلي الرغم من قناعتنا بأنها تحديات مرحلية مرتبطة بموروث طويل من انعدام الثقة وبمحاولات مستمرة لإجهاض الثورة.. إلا اننا لا نقلل من شأنها بل نعرف مدي خطورتها اذا لم تقابل وتعالج بمنتهي الحرص وايضا بمنتهي الحسم والحزم.