لا تعتبر التعريفة الجديدة هي المسئول الوحيد عن رفع قيمة الفواتير، حيث تشير أصابع الاتهام إلي أن نقص عدد المحصلين واستهتار بعضهم تسبب في أزمة كبري، حيث أدي إلي استسهال الشركات وضم قراءات شهرين، بعد إسقاط قراءة شهر، مما يجعل الاستهلاك يدخل في شريحة أكبر، ويضاعف القيمة المطلوبة، وهو الأمر الذي أكده عدد من المواطنين، الذين رفضوا الإذعان وتقدموا بشكاوي واستردوا حقوقهم في النهاية. الغريب أن أخطاء المحصلين لا تتوقف رغم اهتمام وزير الكهرباء شخصيا بمتابعة هذه النوعية من الشكاوي. يروي أحمد حسن » صيدلي » ما حدث معه قائلا : » منذ أن تم تشغيل تطبيق قراءة العداد من الانترنت ، بدأت وضع قراءات العداد الكترونيا بنفسي ، بجانب كتابة القراءة في ورقة وأقوم بوضعها علي الباب في ميعاد محدد من كل شهر ، وأقوم بحساب الفاتورة مسبقا من خلال برنامج مختص بذلك ، ودائما كانت الفاتورة تأتي متوافقة مع حساباتي ، إلي أن جاءت فاتورة شهر أغسطس الماضي ، لأجد أن قراءة العداد فيها 1300 كيلو علي الرغم من أن قراءة عدادي لاتزيد علي 650، وفوجئت بالمحصل يطالبني بدفع 1800 جنيه في الحال ، ويرفض أن يعطيني »كعب الايصال» ، وبعد نقاش حاد وافق أن يعطيني » الكعب» ، وتحققت من القراءات الموضوعة فوجدت القراءة السابقة هي الخاصة بشهر يونيه والحالية الخاصة بشهر أغسطس ، ولا توجد قراءة لشهر يوليو ، ذهبت لشركة الكهرباء واكتشفت أنه لم يتم الأخذ بقراءة العداد من الانترنت في شهر يوليو ، بجانب عدم أخذ القراءة خلال نفس الشهر من الأساس ، وذلك نتيجة نقص العمالة المختصة بقراءة العدادات، ويضيف : أدركت أنهم قاموا بحساب قيمة استهلاك شهرين ، وبعد مفاوضات ومناقشات تفهم المسئولون الأمر ، وقاموا بتقسيم الاستهلاك علي شهرين ، لأنني لن أقبل بتحمل نتيجة أخطاء أو تقصير الغير ، وتم حساب الفاتورة من جديد بعد تقسيم الاستهلاك فانخفضت قيمة الفاتورة إلي 670 جنيها.. وقمت بعدها بتنبيه كل أصدقائي وجيراني، ليتفادوا النصب عليهم ولا يستسلموا للأمر الواقع. قراءات خاطئة بدوره اعتاد مروان سعد »مهندس كمبيوتر» وضع قراءات عداده علي الانترنت منذ أن تم إطلاق هذا النظام مع بداية السنة الحالية ، ويقول: فوجئت أنه تم ايقاف التطبيق في شهر يونيو الماضي فتحدثت إلي الشركة عبر الهاتف ، وطلب مني الموظف الدخول وتسجيل القراءة في موقع شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء ، وفعلت ذلك بالفعل ، لكنني فوجئت بأن قراءة العداد في الفاتورة لم تأت كما وضعتها ، مما أدي إلي ارتفاع قيمة الفاتورة إلي 1690 جنيها ، علي الرغم أن استهلاكي الشهري لا يزيد في كل الأحوال علي 700 جنيه في الصيف و150 جنيها في الشتاء ، فدخلت إلي موقع الشركة وقمت بنشر شكوي عليه ، وانتظرت الرد لمدة أسبوع بدون جدوي ، توجهت للشركة وأوضحت أمر القراءة الخاطئة التي أدخلتني في الشريحة الخامسة ، وجلست مع مسئولي إدارة الإيرادات وأوضحت الخطأ ، وفتحت القراءة التي وضعتها مسبقا علي موقع الشركة لتأكيد كلامي ، فقاموا بحل المشكلة وخفضوا قيمة الفاتورة بالفعل إلي 800 جنيه.. ويضيف : بعد حل المشكلة بيوم فوجئت بتليفون من مدير الشكاوي والمتابعة بوزارة الكهرباء ليتحقق من الشكوي التي قمت بتقديمها علي الموقع ، فقلت له انه تم حلها بعدما توجهت للشركة ، بعد انتظار الرد علي الشكوي في الموقع لمدة أسبوع ، وفوجئت برده : لابد من التحقيق في المشكلة لأن الوزير يتابع هذه المشكلات وحلولها بنفسه ، واتصل بي أحد المسئولين في الشركة ووضحت له أنني نشرت المشكلة قبل توجهي للشركة ،ولم أكن أعلم أن الوزير يهتم شخصيا بهذه الشكاوي.. وتم تدارك الموقف بعد أن أرشدوني إلي كتابة الرد وما حدث معي علي »الواتس آب» الخاص بمدير الشكاوي والمتابعة وفعلت ذلك بالفعل. معدل استهلاك ويؤكد »م.د» »علي المعاش» أن معدل استهلاكه الشهري يدور حول 400 جنيه منذ بداية الصيف، لكنه فوجئ بفاتورة شهر يوليو الماضي بمبلغ 1920 جنيها ، ويواصل: تفحصت قراءة العداد ، وتأكدت أن المحصل قام بقراءة خاطئة ، أو أنهم أضافوا قراءة أكثر من شهر مع بعضها لتكون الفاتورة بهذا المبلغ ، ويتساءل: كيف لصاحب معاش دخله لا يتجاوز 2000 جنيه شهريا أن يدفع دخله بالكامل لسداد فاتورة كهرباء فقط ، دون أي التزامات للمعيشة أو العلاج؟ ويري أن مشكلة شركة الكهرباء تتمثل في نقص العمالة المختصة بقراءة العدادات ، وهو ما يعود بالسلب علي المواطنين لأنهم يحاسبون علي شرائح أعلي من استهلاكهم بسبب تجميع قراءات الشهور مع بعضها ، واقترح حلا لهذه المشكلة بأن يقوم محصل الفواتير بقراءة العدادات في آن واحد ، أو إعادة تطبيق إبلاغ القراءات علي الانترنت مع تنظيم حملات انتقائية وعشوائية للتأكد أن القراءات التي يبلغها المستهلك صحيحة ، بجانب فرض عقوبات علي من يتلاعب.. ويشير إلي أن البعض أصبحوا يرددون أن أي »معرفة» في شركة الكهرباء يمكن أن يدخل العداد في معمل المعايرة ليلف بمعدل بطيء ، كما أن هناك من يزعمون أن وضع كيس ملح علي العداد يجعله ثقيلا ويقلل من قراءته.