شارك أكثر من 100 ألف شخص في "حماة" أمس في مراسم تشييع عشرات الأشخاص الذين لقوا مصرعهم بنيران قوات الأمن السوري في "جمعة أطفال الحرية" التي شهدت أضخم مظاهرات ضد نظام الرئيس بشار الأسد حيث تظاهر عشرات الآلاف في عدة محافظات في أرجاء البلاد. وقالت المنظمة السورية لحقوق الإنسان "سواسية" إن ما لا يقل عن 63 قتلوا برصاص قوات الأمن بينهم 48 في حماة فقط. فقد أطلقت قوات الأمن وقناصة النار علي عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين تجمعوا في مدينة حماة. ووصف شاهد عيان أحداث الجمعة في مدينة حماه قائلا لرويترز "بدأ إطلاق النار من فوق أسطح المنازل علي المتظاهرين. رأيت عشرات الأشخاص يسقطون في ساحة العاصي والشوارع والأزقة المتفرعة منها. الدماء في كل مكان". وأضاف "يبدو لي وكأن مئات الأشخاص قد أصيبوا". وفي مدينة درعا الجنوبية حيث تفجرت الاحتجاجات أول مرة قبل 11 أسبوعا قال اثنان من السكان إن مئات تحدوا حظر تجول ونظموا احتجاجات أمس الأول وهم يهتفون "لا حوار مع القتلة". وأطلقت القوات السورية النار أيضا علي مظاهرات في مدينة دير الزور الشرقية وفي منطقة برزة بدمشق. وقال نشطاء وسكان إن الآلاف خرجوا في مسيرات بمحافظة ادلب بشمال غرب سوريا وبالشمال الشرقي الذي يغلب علي سكانه الأكراد وفي عدة ضواح بدمشق ومدينتي حمص وبلدتي مضايا والزبداني في الغرب. من جهة أخري، أفادت مصادر سورية كردية بأن الرئيس السوري بشار الأسد دعا قادة 12 حزبا كرديا محظورا للاجتماع به أمس لبحث الأوضاع التي تشهدها البلاد. ونقلت الأنباء عن عضو اللجنة السياسية لحزب ياكيتي الكردي "فؤاد عليكو" قوله إن موفدا للأسد ابلغ قادة الأحزاب الكردية بالاجتماع ولكنه قال إن قادة هذه الأحزاب طلبوا مهلة يومين أو ثلاثة للتشاور حول هذا الموضوع. في الوقت نفسه عادت خدمة الإنترنت أمس للعمل في سوريا بعد 24 ساعة من انقطاعها يوم الجمعة. وعلي صعيد ردود الفعل الدولية، طالب السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون السلطات السورية "بالوقف الفوري للقمع العنيف وانتهاكات حقوق الإنسان". كما أعربت الممثلة الخاصة لبان كي مون مارتا سانتوس عن قلقها العميق من العنف ضد الأطفال في سوريا وحثت حكومة دمشق علي حمايتهم.