لم يكن فوز الأهلي علي النجم الساحلي التونسي في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أفريقيا.. مجرد فوز في مباراة كرة قدم يصعد فيها الفائز إلي نهائي البطولة الأفريقية.. فقد كان انتصاراً سداسي الأبعاد.. ضرب بها عدة عصافير في مباراة واحدة. ففي ظل حالة الحزن التي أوجعت قلوب كل المصريين بعد الحادث الإرهابي الغاشم في طريق الواحات يوم الجمعة الماضي والذي راح ضحيته حراس الوطن من جنود وضباط الشرطة. جاءت مباراة الأهلي لتؤكد أن المصريين في وقت الشدائد يدا واحدة فقد لعب الأهلي المباراة في موعدها المحدد سلفا ولم يطلب التأجيل.. بالإضافة إلي أن الأمن كان علي قدر المسئولية وتحمل تواجد 50 ألف متفرج توجهوا لاستاد برج العرب بسهولة ويسر منذ الساعات الأولي من صباح المباراة.. كما أن جماهير الأهلي كانت علي قدر المسئولية والالتزام سواء في مراحل دخول الاستاد أو في أوقات المباراة.. بل إن الجماهير احتفلت بالفوز علي استحياء. وكذلك كانت المباراة رسالة للعالم أجمع أن المصري دائما يظهر معدنه في وقت الأزمات.. فقد كانت المباراة رسالة واضحة للجميع أن الحياة تستمر بالرغم من الظروف وأن القادم سيكون أفضل وأن الحادث الغاشم لن ينال من عزيمة المصريين وأن الأمن والأمان العنوان الدائم لكل المصريين. أما الانتصار في المباراة فقد كان أيضا رسالة واصحة أن الأهلي دائما يغرد خارج السرب وأنه لا يعرف اليأس.. وأن لاعبيه يقدرون المسئولية الملقاة علي عاتقهم وأنهم يرفضون كل دعوات الفرقة المشبوهة التي تظهر بعض الأندية الأخري.. صعود الأهلي المستحق للنهائي الأفريقي رسالة رعب للوداد المغربي.. ويجب علي اللاعبين استثمار الانتصار بالستة وتحقيق فوز كبير في ذهاب النهائي غدا في ستاد برج العرب.. فالأهلي دائما بمن حضر.