»وعندما رأيت الرصاصة في صدره سعدت لأنني علمت أنه كان يهاجم وأصيب من الأمام.. الفراق صعب بحق ولكن مصر غالية علينا جميعاً». شد حيلك يا خال، شد حيلك يا سيادة اللواء مشهور، ابنك مات بطل، إسلام مات شهيداً، تلقي الرصاصة بصدره، لم يجبن ولم يخف أو يخش علي حياته، نذر حياته مستكملاً تضحية أبيه، يا بخت اللي ربي وكبر، وزف إلي الجنة وكبر، والشهيد حبيب الله. ورد الشهيد نقيب إسلام مشهور بدمه وروحه علي المجترئين علي خير أجناد الأرض، قضي شهيداً علي أرض المعركة في الواحات، الشهيد النقيب هو (ابن) اللواء محمد مشهور، ابن اللواء في مقدمة الصفوف، أولاد اللواءات علي الجبهة كتفاً بكتف مع إخوانهم أولاد الريف، ويكتبون تاريخ الوطن بدمائهم، عقيدة الجند المصري لا تفرق بين أبناء مصر في الفداء، وكلهم وكلنا جنود. سبحان الله، الرد علي شياطين الأرض جاء من السماء التي اختارت النقيب مشهور (الابن) شهيداً، ويشيعه اللواء مشهور (الوالد) في صورة يعجز عن وصفها القلم، وتصفع كل من تسول له نفسه أن يتنطع علي أكتاف الشهداء. شهادة مشهور آية هذا الوطن العظيم الذي يصر قادته علي أن يكون فلذات أكبادهم علي الجبهة في مقدمة جند الوطن، لا يدخرونهم لقادم الأيام، ولا يعزونهم عن الشهادة، ولا يجنبونهم خطوط النار، بل يهبونهم للوطن فداء، يقول والد الشهيد: »أبناء الجيش والشرطة المصرية يتمتعون بقدر كبير من الشجاعة والإقدام والدفاع عن وطنهم». قف حيث أنت يا هذا، وتمثل كونك لواء، مدرساً لأجيال في الكلية الحربية، وابنك في طريقه إلي الجبهة، أكنت سترسله، أكنت ستحجم وتعمد إلي تجنيبه الشهادة، أكنت ستقف ع الحياد وابنك يطلب الشهادة طوعاً، اسأل نفسك صريحاً، يقيناً ستعرف من أي أحجار كريمة تشكلت العقيدة القتالية لهؤلاء القادة يبتعثون أولادهم إلي النصر أو الشهادة. قبلا، لو أقسمت ع المصحف أن أولاد القادة مثل أولاد العاديين في الجيش المصري لكذبك الإخوان والتابعون، قضي ربك أن يبرهن بشهادة النقيب مشهور أن الواجب عارف صحابه، وأمام الواجب كلهم جنود، لا فرق بين صعيدي أو قاهري، مسيحي أو مسلم، هذا جند عظيم لا يعرف تمييزاً، ولا تفرقة، والرد هنا بالدم، والشهادة بالدم لا تمحوها الأيام. الخجل لا يعرف طريقه إليهم، من ظلوا طويلاً يفسفسون ويغردون ويفترون علي الجنود، ويكذبون علي صدق الشهداء، ويجرمون كذباً بأن من يقاتل الارهاب أولاد البسطاء، أولاد الغلابة، خرسوا جميعاً الآن، ألجمهم الشهيد »مشهور» بدمه وشهادته لوجه الوطن من بعد الله سبحانه وتعالي. عجباً لم يمن علينا اللواء والد الشهيد مباهياً، احتسبه شهيداً، اللواء مشهور شيّع ويشيع كل يوم شهداء كراماً، وها هو يودع ابنه شهيداً، ويحمد الله علي نيل الشهادة، ويتمناها شخصياً، ولكن ابنه سبقه إلي الجنان.. شد حيلك يا قائد، لقد نلت وساماً مستحقاً، اللهم ارزقنا النصر أو الشهادة، هذا دعاء المصريين الصالحين.