أنا في عرضكم.. يكفينا هذا القدر من المليونيات.. فمع كامل الاحترام والتقدير لهذه المليونيات التي نقوم بها بين الحين والاخر.. إلا أنني في كل مرة اجد سؤالا ملحا يقفز امام عيني وينزل خبط في رأسي.. ماذا نجني من المليونيات المتكررة غير المزيد من وقف الحال.. وخاصة انه في كل مليونية تنشق الارض عن مجموعة ترفض مغادرة المكان وتتمسك بالبقاء والاعتصام لحين تنفيذ المطالب.. وهم يعتقدون ان مطالبهم هي مطالب الشعب جميعا.. حتي ولو كان عددهم »الاحاد« فاذا كان الشعب وهذا بديهي وليس بالجديد يطالب بسرعة محاكمة الرئيس السابق واسرته ورجاله وكذلك سرعة استرداد الاموال المنهوبة.. الا ان الشعب لا يطالب باستبدال المجلس العسكري الاعلي بمجلس رئاسي مدني في ادارة شئون البلاد.. ان الشعب المصري يتمسك بالمجلس العسكري الاعلي وهو الذي اعطي الشرعية للجيش من خلال اكثرمن 08٪ قالها ملايين المصريين في استفتاء مارس الماضي.. كيف نأتي الان ونطالب باستبدال المجلس العسكري بمجلس مدني.. هل نسينا ان الجيش هو الذي حمي ثورتنا المجيدة، ولولا دوره البطولي ورفضه توجيه اسلحته الي صدور ابنائنا، ما كانت الثورة قد نجحت ولنا ان نتخيل ماذا كان سيحدث في مصر وحولنا النماذج الحية في كل من سوريا وليبيا واليمن.. لو ان الجيش لم يتخذ هذا الموقف البطولي منذ البداية. أرجوكم ايها الثوار وايها المعتصمون، لا تتحدثوا باسم الشعب.. تحدثوا باسم انفسكم فقط.. ولو اني اعتقد ان المعتصمين الذين رفضوا مغادرة ميدان التحرير يستحيل ان يكونوا من ثوار 52 يناير.. فالثوار الحقيقيون موجودون الان في ميادين العمل المختلفة وشغلهم الشاغل هو زيادة الانتاج في كل المجالات.. لان مصر الان في حاجة للانتاج وليس للاعتصامات.. فالاعتصامات لن تحل مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية والسياحية.. وانما الذي سيحلها هو العمل الجاد والدءوب. ارجوكم.. كفايانا مليونيات ولاتشوهوا اجمل ثورة في التاريخ.. الثورة التي ابهرت العالم اجمع.. ماذا سيعود علينا او علي ثورتنا من الدعوة الي مليونية جديدة كل بضعة اسابيع إلا المزيد من اهدار الوقت الثمين والدفع بالبلاد الي حافة الخطر. نفس النداء أوجهه للمعتصمين امام مجلس الوزراء للمطالبة بمطالب فئوية.. لقد اخترتم التوقيت الخاطيء لهذه المطالب.. فاذا كنتم تطالبون بتحسين اوضاعكم المالية من خلال زيادة الاجور والحوافز والميزانيات وقد تركتم اعمالكم وتفرغتم لمطالبكم.. فمن اين ستأتي تلك الزيادة والدولة موشكة علي الانهيار الاقتصادي لولا لطف الله ووقوف مختلف دول العالم معنا للنهوض باقتصادنا مرة اخري والخروج به من عنق الزجاجة. اصبروا قليلا وسيأتي الفرج من وسع ان شاء الله.. ولكن علي ان تواصلوا العمل والانتاج.. لاشك اننا جميعا نريد لبلادنا ان تكبر وتقوي بنا لتستعيد مكانتها ودورها الريادي في المنطقة.. ولانريد لها ان تنتقل من وضع سيئ الي وضع اسوأ. ارجوكم.. فكروا في مصر شوية وكفاية انانية. »لاتكذبي« اقولها لزوجة كل مسئول سابق تمثل امام جهاز الكسب غير المشروع.. فالكذب لن ينفع ولن يجدي بأي حال »فكل شيء انكشف وبان« ولا تعتقدي انك اكثر ذكاء من المحقق.. وتذكري بأن الصدق منجي.. قولوا بقي كل حاجة وهاتوا لنا المستخبي كله..كيف تضخمت ثروات ازواجكن بهذا الشكل الفاضح يا من كنتن نازلات فينا وعظا وارشادا »وافعل ولا تفعل« وانتوا واكلينها والعة.. الله لا يسامحكم.