مصر مهد الحضارات .. وسيناء ملتقي الأديان السماوية.. هل في هذه الحقائق من شك ؟ .. ومن أين يأتي الشك وفي مصر منطقة مقدسة شهدت حدثا لم تشهده منطقة دينية اخري بما فيها مكةالمكرمة .. فيها جبل التجلي كما يطلق عليه .. وهو المكان الوحيد علي الكرة الأرضية الذي تجلي فيه المولي عز وجل .. بل عن هناك ما يطلق عليه " الجبل المدكوك " وفيه الجزء الذي الذي تجلي فيه المولي عندما ناجاه موسي عليه السلام وطلب أن ينظر الي وجهه الكريم .. ويصف القران الكريم تلك الواقعة الفريدة في سورة الأعراف حيث يقول المولي عز وجل " وَلَمَّا جَاءَ مُوسَي لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ، قَالَ لَن تَرَانِي وَلكِنِ انظُرْ إِلَي الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ، فَلَمَّا تَجَلَّي رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَي صَعِقًا ،فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ " صدق الله العظيم .. وأثار " دك الجبل " من تجلي المولي عز وجل موجودة بالجبل.. هذه الحقيقة قي سيناء يؤمن بها المسلمون واليهود .. وعلي مسافة ليست بعيدة من الجبل المدكوك .. يوجد دير سانت كاترين الذي احتضن السيد المسيح عليه السلام خلال رحلته والسيدة العذراء بمصر .. والشجرة المقدسة بالدير التي استظل بها السيد المسيح .. وإليها تتوق روح المسيحيين بكل بقاع الأرض..إذن نحن امام كنز بسيناء لا مثيل له في العالم .. لكنه مدفون تحت آثار الإهمال الجسيم لعقود طويلة للسياحة المصرية .. كنز من الممكن ان يجمع اًصحاب الديانات الثلاث في رحلات سياحية تدر المليارات علي مصر .. لكن تلك المليارات تذهب أدراج الرياح بفعل تجاهلنا لتلك الحقائق الإيمانية ..وكأن الكلام الذي ذكرناه انفا لا يعلمه المسئولون عن السياحة علي مدار السنين والعقود. والأسبوع الماضي .. جاءت مبادرة مهمة من اللواء خالد فودة محافظ جنوبسيناء بإطلاق مؤتمر " سيناء عاصمة السياحة الدينية " والذي عقد بمدينة شرم الشيخ الخميس الماضي .. وفي يوم الجمعة تجمع الجميع بسانت كاترين في احتفالية " سيناء ملتقي الأديان " ما بين صلاة الجمعة وزيارة للدير .. تلك الفعاليات المهمة التي أولاها محافظ جنوبسيناء إهتمام كبيرا في إطار سعي الرجل للكشف عن كنوز سيناء السياحية .. ولفت نظر الجميع عسي ان يتحركوا لاستغلال تلك الكنوز .. الرجل يبذل هذا الجهد .. لكن ليس عليه إدراك النجاح فيها .. فتلك مهمة أصحاب الاختصاص تلك القعاليات حضرها وزراء التنمية المحلية والآثار والأوقاف والشئون النيابية والبرلمانية والصحة وسفراء وقناصل عدد من الدول ونواب البرلمان والفنانين لكن غاب عنها أهم وزيرين من أصحاب الاختصاص في استغلال الكنوز الا وهما وزيرا السياحة والطيران !! وهنا أذكر أن اللواء خالد فودة عقد منذ شهور قليلة مؤتمرا مهما أيضا لكشف كنوز أرض الفيروز في السياحة العلاجية وما أكثرها وأروعها .. وذهب جهده هذا سدي أو كاد .. لماذا لأن اهل الاختصاص أيضا تراخوا عن الاستفادة من المؤتمر .. واخشي ما أخشاه ان يلقي جهده في السياحة الدينية نفس المصير !! وهنا تثار التساؤلات العديدة حول إهمال هذا الكنز .. فلندع جانبا التوصيات التي خرجت عن المؤتمر .. فمعظمها حقائق انسانية حول أهمية الأديان ومكانة سيناء ودور كل هذا في التعيش السلمي وخلافه .. لكننا نريد ان ننظر نظرة سياحية تجارية .. لماذا لم تستغل الجهات المختصة دعوة اللواء فودة ومبادرته وتجهيز خريطة بكنوز السياحة الدينية في سيناء .. وأين الهيئة العامة للاستعلامات من هذا الحدث المهم الذي يصب اولا واخيرا في صالح تحسين صورة مصر الذهنية بالخارج والترويج السياحي لها .. فلماذا لم نشاهد ممثلي كبري وسائل الإعلام العالمية لتغطية الحدث ؟ .. ثم لماذا لم تقم وزارة السياحة وهيئة التنشيط بدور فاعل لوضع برنامج زمني لتجهيز سيناء لاستقبال السياحة الدينية وعمل خطة تسويقية للمزارات المقدسة.. ولماذا لم تستغل وزارة الطيران الحدث لتعلن بشكل جدي خطة تطوير وتحديث مطار سانت كاترين .. وأين دور القطاع الخاص السياحي .. لقد كنت اتوقع حضورا مكثفا من ممثلي القطاع لاستكشاف أبعاد هذا الكنز والضغط علي الدولة لإطلاقه .. لكن اقتصر الحضور علي مستثمري جنوبسيناء وحتي هؤلاء لم يحضر معظمهم !! محافظ جنوبسيناء أعرفه جيدا واعلم شغفه وولعه ودأبه علي الكشف عن كنوز سيناء .. لكنه ليس مسئولا بكل تأكيد عما يلي ذلك .. سيادة اللواء خالد فودة .. لا تحزن .. ولا يفتر حماسك .. فالمولي الذي تجلي علي أرض محافظتك قادر علي أن يبعث نفس الروح والحماس في النفوس الضعيفة لصالح مصر أولا وأخيرا وليس لصالحك أو صالح محافظتك وحدها .. فربما كان هذا هو العائق !!