اسمحوا لي أن أبدأ الحديث بتهنئة جميع المصريين بالعام الهجري الجديد متمنياً لكم عاماً سعيداً، وإجازة سعيدة أينما كنتم. في المملكة المتحدة في يناير من كل عام جديد، حيث يكون وقت التفكير فيما حققناه في العام الماضي، والتخطيط لما نأمل أن نحققه في العام المقبل، كالعيش بأسلوب صحي أفضل مثلا. لذلك كانت أول فكرة تجول بخاطري في العام الهجري الجديد هي اتخاذ قرار ما تماماً كما نفعل. لذلك فحضوري في العام الجديد، بصحبة وفد أعمال بريطاني، سبعون في المائة منهم يتواجدون للمرة الأولي في مصر، هو وقت مثالي للتفكير في الاقتصاد المصري والآفاق المتاحة للشركات الراغبة في القيام بأنشطة تجارية هنا. وقت للتفكير حقق الاقتصاد المصري تقدماً كبيراً خلال الاثني عشر شهراً الماضية، ففي مثل هذه الفترة من العام الماضي كان الاقتصاد يعاني من بعض المشاكل كتباطؤ النمو الاقتصادي، وأزمة النقد الأجنبي، وانخفاض في ثقة المستثمرين. إلا أن الحكومة المصرية والشعب اتخذوا خطوات صعبة ولكنها ضرورية نحو الإصلاح الاقتصادي، وتجني مصر الآن أولي ثمارها، فالنمو الاقتصادي آخذ في الارتفاع، وكذلك الاستثمار الأجنبي المباشر، والتحويلات المالية، والسياحة، والصادرات كلها آخذة في الارتفاع، كما أن احتياطيات النقد الأجنبي في أعلي مستوياتها، وثقة المستثمرين تزداد كذلك. فكلما فكرتم في العام الماضي، يجب أن تكونوا فخورين للغاية بما حققتموه. حان وقت القرارات أعلم أن الطريق الذي سلكتموه صعبٌ للغاية. فالجهد الشاق الذي بُذل حتي الآن للوصول إلي هذه المرحلة يزيد من أهمية أن نجتهد في أن تحقيق تقدم علي المدي القصير سيؤدي إلي نجاح اقتصادي بعيد المدي يعود بالنفع علي جميع المصريين. فالقطاع الخاص يجب أن يكون قائد المرحلة المقبلة. لقد استحوذت مصر علي اهتمام المستثمرين، ونحن بحاجة لتحويل ذلك إلي استثمارات وفرص عمل جديدة، حيث تنتظر الشركات البريطانية التنفيذ الكامل لقانون الترخيص الجديد الذي أصدرته الحكومة المصرية، والذي سيخفض زمن التعامل بنسبة تصل إلي 99٪، وقانون الاستثمار الجديد، ومن خلال التنفيذ الكامل لهذه القوانين، فإن هذه الإصلاحات يمكنها أن تحول مناخ الاستثمار في مصر. كما يتطلع المستثمرون كذلك إلي رؤية الحكومة المصرية تواصل التزامها بمنافسة حرة ومفتوحة ونزيهة في الاقتصاد.وتستطيع مصر أن تفوز بسباق الاستثمار من خلال الحد من عبء اللوائح علي الشركات، ومن خلال جعل الإجراءات أكثر شفافية، فمن خلال ضمان إنفاذ العقود، يتم دفع المستحقات، وتصبح شروط المناقصات واضحة. ويعتمد النجاح في المدي البعيد كذلك علي رؤية مصر لتحفيز اقتصاد عادل، مع التمكين الاقتصادي والاندماج المالي للمرأة كدافع للازدهار. لذلك فإننا ندعم مصر في تنفيذ هذه التغييرات لإطلاق عجلة القطاع الخاص، وستمنح هذه الرؤية الثقة لرجال الأعمال كي يقوموا بتوسيع نشاطهم التجاري، كما أنها ستمنح المستثمرين الأجانب المزيد من الثقة للاستثمار، وقبل ذلك كله، فإنها ستخلق فرص عمل. البحث عن دعم من الأصدقاء من خلال تجربتي، فإن تنفيذ القرارات يصبح أسهل بكثير عندما توفر لك العائلة والأصدقاء الدعم، ولدعم جهود مصر في تنفيذ رؤيتها الاقتصادية، فإن المملكة المتحدة حريصة علي تحمل مسؤولياتها كشريك اقتصادي أول. ولهذا السبب فقد وصلت هذا الأسبوع، لأقود وفداً بريطانياً من رجال الأعمال لاستكشاف فرص التوسع وخلق فرص عمل في مصر. نحن بالفعل المستثمر الأول في مصر بوجود أكثر من 1450 شركة بريطانية عاملة فيها، ليس فقط في مجالي النفط والغاز ولكن في قطاعات أخري كالاتصالات السلكية واللاسلكية، والسلع الاستهلاكية وصناعة الأدوية، والبنوك والتمويل. وهذه الشركات آخذة في التوسع من خلال إنشاء مصانع جديدة وخلق وظائف جديدة خلال الأشهر الأخيرة مثل SEWS، GSK، وأسترا زينيكا، ويونيليفر وغيرها الكثير. والآن فإن موجة جديدة من الشركات البريطانية تري فرصا ذهبية للاستثمار في مصر، حيث تبلغ نسبة الشركات الجديدة في الوفد الذي أقوده سبعين في المائة، وهي تشمل الشركات العاملة في مجالات البناء والنقل والرعاية الصحية والزراعة والأمن، فنحن نريد فتح آفاقا جديدة خارج المجالات التقليدية، واستكشاف فرص جديدة. وفي الوقت نفسه، نستكشف طرقاً جديدة لدعم الإصلاح الاقتصادي في مصر، بما في ذلك صندوق المشاريع الاجتماعية الذي تبلغ قيمته 25 مليون جنيه مصري، والمساعدة الفنية لمساعدة الوزارات علي تنفيذ الإصلاحات. التطلع إلي المستقبل تشهد مصر حالياً ثمار الإصلاح الأولي، وهي فرصة فريدة وجديدة للمستثمرين، لذا يجب ألا نضيع هذه الفرصة الذهبية لإحياء الاقتصاد، وفي هذه المرة يجب أن نضمن أن يستفيد جميع المصريين من خلال تحويل النمو والسياسات إلي وظائف وخدمات عامة مفيدة للجميع. وتؤمن بريطانيا أن ازدهار مصر ازدهار لنا جميعا، ونحن حريصون علي العمل مع المصريين خلال العام القادم، وما يليه، لضمان أن يؤدي الاستثمار والإصلاح إلي نمو اقتصادي مستدام يحسن حياة المصريين جميعاً، ولهذا السبب يستهل هذا الوفد البريطاني ذو الأهمية العام الجديد في القاهرة هذا الأسبوع.