مُني الإسلام بأبنائه قبل أعدائه. ذلك أن أعداء الإسلام معروفون، فإذا خرج أحدهم بما يسيء لهذا الدين العظيم، أخذ كلامه علي محمله المعروف وهو العداء للإسلام والرغبة في الاساءة له وتشويه صورته. أما عندما يخرج من أبناء الإسلام المحسوبين عليه ما يسيء لهذا الدين يصبح الأمر أشد خطرا، وعندما يكون هؤلاء من علمائه الأجلاء، فيصدرون فتاوي شاذة تضع الإسلام والمسلمين في صورة بغيضة، يصبح الأمر فرصة للمتصيدين، وكأنما شهد شاهد من أهله. وهذا ما فعله -للأسف- عالم كنا نجله ونحترمه هو الدكتور صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، عندما خرج علينا في إحدي القنوات الخاصة بفتوي تجيز معاشرة الزوج لزوجته الميتة، وعدم اعتبار ذلك زنا، الشيء الغريب أن الدكتور صبري عبدالرءوف تقدم منذ فترة ليست بالبعيدة ببحث -وكان ذلك خلال مؤتمر للبحوث الإسلامية- طالب فيه الفضائيات بعدم استضافة سوي المتخصصين في الفتوي من خلال عمل ميثاق شرف بين جميع القنوات الفضائية يلزمها ألا تستضيف إلا المختص الدقيق حتي لا تصبح الأمور - علي حد وصفه - فوضي!! وفاته أن من الابجديات التي ينبغي أن يلتزم بها من يتصدر للافتاء، أن يراعي فهم من يستقبل فتاواه، فيبسطها له قدر المستطاع، ولا يطرح عليه ما يعجز عن فهمه من الأمور الشاذة والغريبة، فليس كل ما بحثه الفقهاء ودرسوه في الغرف المغلقة للبحث يصلح للعرض علي العامة في شاشات الفضائيات، ما يطرح علي العامة هو الفقه الوسطي البسيط. لا يجوز ولا يصح أن يخرج علينا بعض العلماء بقضايا مثل إرضاع الكبير، ومضاجعة الزوجة الميتة، ومعاشرة البهائم، فمناقشة هذه القضايا الشاذة يضر أكثر مما يفيد، عليهم أن يطرحوا علي أنفسهم هذا السؤال قبل ظهورهم علي شاشات الفضائيات، ما الفائدة المرجوة للعامة وللدين الإسلامي من الفتاوي التي سأطرحها عليهم اليوم؟!