قيادي بحزب مستقبل وطن: محاولات الإخوان لضرب الاستحقاق الانتخابي مصيرها الفشل    كرة سلة - منتخب مصر يواجه إيران وديا استعدادا ل الأفروباسكت    أسعار الفراخ البيضاء اليوم الاثنين 21-7-2025 في الدقهلية    النفط والضرائب والسوق السوداء.. ثلاثية الحوثيين لإدارة اقتصاد الظل    الزراعة تطلق منافذ متنقلة لبيع منتجاتها للمواطنين بأسعار مخفضة فى الجيزة    من هو عدي الدباغ المرشح لخلافة وسام أبو علي في الأهلي؟    الأهلي يخوض وديتين مع فرق الدوري الممتاز بعد العودة من تونس    وصول الطفل ياسين مع والدته إلى محكمة جنايات دمنهور مرتديا قناع سبايدر مان    27 شهيدا جراء غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليوم    ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: حديث القرآن الكريم عن الليل والنهار شامل ودقيق لإظهار التعبير والمعنى المراد    ما الضوابط الشرعية لكفالة طفل من دار الأيتام؟.. الإفتاء توضح    المفتي يوضح حكم كيِّ الماشية بالنار لتمييزها    رئيس الوزراء يتابع موقف تقنين الأراضي المضافة لعدد من المدن الجديدة    وزير الداخلية يهنئ الرئيس السيسي والقوات المسلحة بذكرى ثور يوليو    وزير الخارجية يتوجه إلى نيجيريا في مستهل جولة بغرب أفريقيا    بدون احتلال بل تقطيع الأوصال.. خطة جيش الاحتلال في حال فشلت المفاوضات    بدء اللقاء بين الرئيس اللبناني والموفد الأمريكي لبحث الرد على ورقة نزع سلاح حزب الله    لأول مرة.. 3 دبلومات بآداب قناة السويس للعام الجامعي 2025–2026    "شارك وخليك إيجابي".. حملة للتوعية بأهمية المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ 2025    جامعة القاهرة تحتل المركز 487 بتصنيف ويبومتريكس الأسبانى يوليو 2025    الجزيرة يعلن ضم إبراهيم عادل قادمًا من بيراميدز    أيمن منصور: الحكم على صفقات الزمالك سابق لأوانه.. وفتوح أخطأ لكنه سيعود    تقارير تكشف مصير جارسيا من الرحيل عن ريال مدريد    وزير العمل: التأمين الطبي لعمال «الدليفري» من ضمن أشكال السلامة المهنية    رسميًا الانتهاء من تصحيح الثانوية العامة 2025.. مسؤول في التربية والتعليم يوضح (تصريحات خاصة)    بالفيديو.. الأرصاد: ارتفاع تدريجي في الحرارة والقاهرة تسجل 40 درجة مئوية    مصدر قضائي عن وفاة 5 أطفال أسرة ديرمواس: نتائج تحاليل مركز السموم سترد خلال 48 ساعة    سوداني يوجه رسالة شكر للمصريين على متن «قطار العودة»: «لن ننسى وقفتكم معنا» (فيديو)    السيطرة على حريق في مصنع زجاج بشبرا الخيمة    تمهيدا لرفع الكفاءة.. متابعة علمية لمحطة بحوث الموارد المائية بطور سيناء    بعد جدل إصابتها بالسرطان.. أنغام تنشر أحدث جلسة تصوير والجمهور يعلق (صور)    نادية رشاد تكشف كواليس انفصالها عن محمود الحديني: حالتي الصحية لا تسمح    فات الميعاد.. أحمد مجدي: شخصية مسعد تعبتني.. وبحاول أتخلص منه لحد دلوقتي    أحلام تتألق على مسرح مهرجان جرش في ليلة طربية خليجية 25 يوليو    مكتبة الإسكندرية توثق التراث المصري بسلسلة أفلام قصيرة موجهة للشباب    ضبط مصنعين غير مرخصين لإنتاج الشوكولاتة والحلويات بعلامات تجارية وهمية في الباجور    الرئيس السيسي يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات الهيئة العربية للتصنيع    "الزراعة" تطلق منافذ متنقلة لبيع منتجاتها بأسعار مخفضة في الجيزة    أسامة الجندي يوضح حكم الأفراح في الشرع الشريف    الصحة: تقديم التوعية بمخاطر الإدمان ل457 ألفاً من طلاب المدراس    رئيس هيئة الرعاية الصحية يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير الصحة والسكان ومحافظ الإسماعيلية خلال جولة ميدانية موسعة    استمتع بمذاق الصيف.. طريقة عمل آيس كريم المانجو في المنزل بمكونات بسيطة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 21-7-2025 في محافظة قنا    محافظ مطروح يهنئ السيسى بمناسبة الذكرى ال73 لثورة 23 يوليو المجيدة    ناقد رياضي يكشف تطورات صفقة وسام أبو علي بعد الأزمة الأخيرة    ترامب ينشر فيديو مفبرك بالذكاء الاصطناعي لاعتقال أوباما في البيت الأبيض    زعيم المعارضة الإسرائيلية: نهاجم في الشرق الأوسط حيثما نشاء دون سياسة واضحة    اخصائية طب تقويمي: تأثير السكريات على القولون يسبب آلامًا في الرقبة    أحمد غنيم: المتحف المصري الكبير هدية مصر للعالم    "صعبة".. وكيل مصطفى شلبي يكشف تفاصيل انتقاله للبنك الأهلي    شهداء وجرحى فى قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    وزير الثقافة يناقش حصاد لجان الأعلى للثقافة ويطالب بتطوير وتيرة العمل    اليوم.. «الداخلية» تعلن تفاصيل قبول دفعة جديدة بكلية الشرطة في مؤتمر صحفي    قمة صينية-أوروبية في بكين الأسبوع الجاري    لكل ربة منزل.. إليك أفضل الطرق لتحضير مكرونة الميزولاند    جريمة داخل عش الزوجية.. حبس المتهمة بقتل زوجها بالقليوبية    "شباب النواب" تثمن الضربات الاستباقية لوزارة الداخلية في دحر البؤر الإرهابية    أنغام فؤاد ومنيب تتألق في صيف الأوبرا 2025 بحضور جماهيري كبير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفيرة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد للجامعة العربية : الرئيس السيسي مهموم بالتنمية..والإعلام «همه» السياسة
نشر في الأخبار يوم 13 - 09 - 2017


دخول إسرائيل مجلس الأمن »مصيبة كبري»‬ نسعي لمنعها
أداء الفضائيات انحدر وكثرة برامج »‬الرقص» خربت العقول
يجب أن يكون لدي كل دولة ميثاق شرف ينظم الفوضي الإعلامية
صاحبة تجربة نيابية وسياسية وتنفيذية كبيرة.. تولت وزارة السياحة والآثار في الأردن وكانت عضوا بمجلس الأعيان الأردني لمدة 4 سنوات وسبق لها أن عملت مديرة إقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للمرأة لأكثر من 8 سنوات ومنذ تعيينها كأمين عام مساعد للجامعة العربية ورئيس قطاع الإعلام والاتصال كان لها بصمات واضحة علي مسار الإعلام في الجامعة العربية وخلق نوع من التواصل الجيد والمثمر بين الأمانة العامة ووسائل الإعلام العربية والمؤسسات الدولية.. هي السفيرة هيفاء أبو غزالة التي أكدت في حوارها مع »‬الأخبار».. أن المشهد الإعلامي يتسم بالضبابية بسبب تعدد المواقع الاخبارية غير الموثوق فيها ومواقع التواصل الاجتماعي، دون الاعتماد علي الصحف الوطنية الهادفة، كما أكدت أن الاخوان هم منبع الجماعات الإرهابية التي استطاعت أن تستغل الإعلام بشكل ذكي وتمخض عن ذلك ظهور تنظيم »‬داعش».. وإلي نص الحوار..
ما رؤيتك للمشهد الإعلامي العربي الحالي؟
- اعتقد أن هناك اتفاقا علي أن المشهد الإعلامي العربي الآن يشوبه الكثير من الضبابية بسبب غياب الاذاعة العربية التي تجمع الكلمة العربية ، كما لم تعد توجد الصحيفة العربية التي تجمع كل الوطن العربي، وحتي الفنون العربية غابت.. والآن اصبح الأمر أكثر تشتتا، حتي الصحف التي تصدر..فكل صحيفة تصدر بلسان حالها دون وجود إجماع علي رؤية واحدة ، بالإضافة إلي دخول وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح لكل مواطن صفحة وأصبح الاعلاميون يكونون وجهات نظرهم ويعرضونها وهي مبنية علي مواقع التواصل، والمواقع الإخبارية غير الموثوق فيها دون الاعتماد علي الصحف الوطنية الهادفة وللاسف الشديد مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت تسبب حالة من التشتت التي نعاني منها وأصبحت الضبابية هي المسيطرة علي المشهد الإعلامي، وبالفعل لابد من إعادة نظر فيه وأنا أعمل في قطاع الإعلام منذ سنوات ولكن المنطقة العربية لم تشهد تراجعا في المستوي الإعلامي لهذا الحد.
نقلة نوعية
وهل ترين آلية التعامل مع المشهد الإعلامي العربي إيجابية أم سلبية؟
- اعتقد أنه بعد عام 2011 اختلف المشهد الإعلامي العربي واصبح هناك نقلة نوعيه سلبية خاصة في الفترة المسماة ب »‬الربيع العربي» وكان هناك خيط رفيع جدا بين الديموقراطية والانفلات ، ولكن للأسف تم فهم الديموقراطية بطريقة مختلفة تماما علي الرغم من أنها قيد ومسئولية وتحمل للواجبات ولكن بمجرد الخروج عن هذا الخط أصبح كل واحد يحكي ما يريد ويقوم بأي شئ دون مسئولية .
إذن لماذا المشهد الإعلامي أصبح اكثر سوءا منذ عام 2011؟
- قبل ثورات الربيع العربي لم يكن لدينا هذا الكم الهائل من الصحف ولا المواقع الإلكترونية ولا المحطات التليفزيونية الكثيرة، كما لا يمكن الآن حصر الاذاعات التي انطلقت عقب ذلك الربيع، وللأسف لا يوجد عليها رقابة، خاصة أن المشهد السياسي أصبح مسيطرا علي كل شيء وكل الوطن العربي يدرك أن الازمة السياسية في المنطقة خلفت أزمات اقتصادية واجتماعية وثقافية وتأثرت الفنون وأصبح الحديث عن الشأن التنموي قليلاً جداً او منعدماً، واذا تحدثنا عن مصر كمثال نجد أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يعمل بشكل واضح وكبير جدا علي المسار التنموي بينما الحديث فقط إعلاميا عن السياسة وسط غياب عن المجال التنموي المهم وأهمية إعادة بناء القطاعات المهمة الضرورية، واعتقد أن الحركات الإسلامية والإخوان المسلمين بشكل خاص انطلقت من عباءتهم الجماعات الإرهابية وتقسمت إلي فئات مختلفة أثرت علي المجتمعات العربية بشكل كبير.
سلاح الإعلام
هل يفهم من ذلك ان الإعلام خرج عن إطار دعم التنمية .. وأصبح يمثل ازمة خاصة بعد طلب الدول المعنية بمكافحة الإرهاب بوقف قنوات إعلامية معينة تثير الفتن؟
- الإعلام أصبح هو المشهد نفسه في كثير من الأحيان وليس الوسيلة لتوصيل المشهد، وأصبح احد الأسلحة ضمن منظومة الجيوش التي تستخدمها الدول والمنظمات الإرهابية كانت ذكية في استغلال ذلك السلاح.. الجميع يدرك أن »‬داعش» عصابة إرهابية ولكن استطاعت ان تضع بصمتها خلال 24 ساعة من ظهورها واستطاعت بث الرعب في قلوب الناس بالقتل والذبح والحرق مستخدمة وسائل الإعلام بشكل واضح وذكي.
سبق لك القول إن الدول العربية لم تستطع استخدام الإعلام خلال إدارتها للأزمات .. ما المقصود؟
- في كثير من الأحيان الدول لم تتنبأ أن هناك أزمة من الأساس، واذكر تواجدي للمشاركة في احدي جلسات الاتحاد الاوربي وسألت إدارة الأزمات في الاتحاد هل تنبأتم بقيام ثورة في مصر؟.. كان ردهم واضحا أنهم طالبوا بمراقبة الاوضاع في مصر وأن الاحداث في طريقها للتصاعد ، بينما لم يكن هناك تنبه علي المستوي الداخلي خاصة أن المواطن البسيط الذي خرج في الثورة لم يكن يعلم أنه يستطيع ان يغير النظام، وبالتالي هناك غياب لدور إدارة الأزمات بشكل عام في المنطقة العربية قبل أن تستغل الأزمات من طرف جهات أخري، وللأسف تم استغلال تلك الأزمات في ليبيا والعراق ودمرت بسببها تاريخنا وحضاراتنا وثقافتنا لعدم التنبه للأزمة من البداية.
إدارة الأزمات
وماذا عن آلية الجامعة العربية لإدارة الأزمات للتنبه بها علي المستوي العربي خاصة بعد إنشاء إدارة جديدة؟
- إدارة الأزمات استحدثت، وأعدت جامعة الدول العربية مشروعا بالتعاون مع الاتحاد الاوربي لإدارة الازمات، المرحلة الأولي تم إنشاء غرفة للأزمات وتم إعداد موظفي الإدارة والأمانة العامة والدول العربية، من خلال المرحلة الاولي منها كان هناك توصية بإنشاء شبكة لإدارة الازمات في الوطن العربي لإدارتها بالدول العربية علي أن تقوم الشبكة المجمعة بتعزيز القدرات المؤسسية وتقديم الخبرات وليس المعلوامات حتي تكون واضحة في عملها، لأن المعلومات تكون بين الدول بعضها البعض وعن طريق أجهزة معينة، وعرضنا خطة الإدارة علي مجلس الجامعة الذي طلب مزيدا من الدراسة لمعرفة احتياجات الدول وأعددنا تقريرا شاملا عن الادارة ، وفي نفس الوقت بدأنا المرحلة الثانية التي من المقرر البدء في تدريب موظفي الأمانة العامة من خلال إنشاء ثلاث فرق ميدانية.. بعد أن ظهرت مشكلة المتابعة الميدانية في سوريا عندما أرسلنا فريق متابعة في بداية الأزمة لتقصي الحقائق ولم تكن مدربة ولم يكتب لها النجاح بسبب غياب التوجيه قبل أن تدول قضية سوريا.
علي الرغم من بداية عمل الإدارة.. ولكن هل كان هناك استشعار للأزمة الحالية للدول العربية مع قطر؟
- تقوم الإدارة يوميا بإرسال تقارير إخبارية وتحليلية للأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط ولكن بشكل داخلي وتضمن كل الموضوعات المختلفة الاقليمية والدولية خاصة التي لها تأثير علي المجتمع العربي.
وهل يمكن أن يكون للإدارة الجديدة دور أكبر في المرحلة القادمة؟
- نعمل علي ذلك من خلال تطوير مجموعات العمل الخاصة بالإدارة وتطوير العمل الميداني، ونجهز الان لاجتماع تشاوري مع المنظمات الدولية التي تعمل في مجالات إدارة الأزمات للتعرف علي خبراتهم والاستفادة من تجاربهم.
ما مدي تجاوب الدول الأعضاء بالجامعة العربية مع نشاط الإدارة؟
- اتصالنا دائم مع الدول العربية فيما يتعلق بعمل الإدارة علي الرغم من اختلاف هيكلها وشكلها من دولة لأخري، الأردن مثلا لديها إدارة ضخمة للاستشعار بالأزمات ولكن في بعض الدول تكون إدارة الازمات بها تابعة لأي من الوزارات كوزارة الخارجية مثلا، دون الحديث عن إدارة الازمات بالوزارات الأمنية او العسكرية ولكن حديثنا عن إدارة ازمة مستقلة مثل الموجودة في مصر ويرأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبالمناسبة أعرب عن سعادتي بتعيين السفيرة فايزة أبوالنجا مستشارة للرئيس للأمن القومي وهي أول أمرأة في المنطقة تتولي هذه المنصب، بينما في بعض الدول لا تجد ذلك الاهتمام وندعو دول المنطقة إلي البدء في تشكيل هذه الإدارة.
الإعلام والإرهاب
هل أنت راضية عن الدور الذي يلعبه الإعلام العربي في مواجهة الإرهاب؟
- الإعلام العربي له دور كبير جدا في مواجهة الإرهاب وله تأثير واضح علي المواطن البسيط ولم يعد السلطة الرابعة ولكنه السلطة الأكثر تأثيرا لانه احد جيوش حروب الجيل الرابع، وللأسف الناس غير منتبهة لتوجيه الإعلام.. وفيما يتعلق بعمل الجامعة شكل مجلس وزراء الإعلام العرب لجنة إعلامية من الخبراء لمحاربة الإرهاب من جميع الدول العربية، وتجتمع كل عام في بلد عربي، وستجتمع هذا العام في العراق الشهر القادم، واستضافت البحرين اجتماع العام الماضي.. ووضعنا خطة عمل لهذه اللجنة، نتابع من خلالها هذا الموضوع، من خلال الأمانة العامة للجامعة ومن خلال بعثات الجامعة في دول العالم، وكل ستة أشهر نكتب تقارير حول ما قامت به اللجنة من متابعة للموضوعات المختلفة، وعلي سبيل المثال تابعنا دخول إسرائيل لمجلس الأمن، وهذه قضية مهمة جدا، وتتحرك الجامعة العربية مع كل مجالس السفراء العرب بكل دول العالم، وخاصة الدول التي تستضيف علي أراضيها منظمات دولية، لعمل لوبي لعدم دخول إسرائيل مجلس الأمن..فإسرائيل دولة مارقة محتلة ومغتصبة، وهي آخر احتلال بالعالم وتريد أن تدخل مجلس الأمن!.. وهذه مصيبة كبري.
مع تعدد وسائل الإعلام العربية بشكل غير مسبوق..البعض يتهم الجامعة العربية أنها غائبة عن الكثير من الأزمات..هل هذا قصور في الإعلام، أم عدم فهم، أم تربص؟
- نحن أمانة عامة للدول العربية.. أي نحن ننفذ قرارات الدول العربية..وهذا الأمر كثير من الناس لا يفهمونه، وكذلك الأمر في الأمم المتحدة فينفذ أمينها العام قرارات الدول.. ونحن كلنا موظفون عند الدول العربية..فينفذ الأمين العام للجامعة قرارات مجلس الجامعة، وإطار تحرك الأمين العام محدود، لكنه يحاول باستمرار..فلدينا حدود، حتي خططنا وبرامجنا، نضعها في إطار موافقة الدول العربية عليها.. كما أن لدينا قطاع إعلام نشيط، ومندوبين إعلام غاية في النشاط.
الانتخابات الرئاسية
هل ستراقب الجامعة العربية الانتخابات الرئاسية القادمة في مصر؟
- نعم، نعمل منذ الآن علي التجهيز لمتابعة الانتخابات الرئاسية القادمة في مصر، وسنبدأ في متابعتها في شهر فبراير القادم.
وكيف تقيمين الفترة الأولي لحكم الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
- يركز الرئيس عبد الفتاح السيسي جدا علي البعد التنموي.. وأري أن تحرك الرئيس سريع، وإذا انتخب لفترة رئاسية أخري، سيحصد نتيجة ما قام به من تنمية في الفترة الأولي، وهذا المهم.. وأقول دائما أنه مثلا إذا عُين أمين عام للجامعة لفترة أولي سيبني، وفي الفترة الثانية سيري نتيجة بنائه.
في حضرة الرئيس
‏ شاركتي في اجتماع الرئيس السيسي مع وزراء الإعلام العرب.. ماهو انطباعك عن اللقاء؟
- كانت المرة الأولي التي التقي فيها الرئيس السيسي.. وتحدثت معه بعد انتهاء الاجتماع.. ولاحظت أن الرئيس يتحدث بعفوية، وبقلبه، ولاينمق حديثه، ويحكي بتلقائية، ولا يضع إطارا لكلامه، فهو متواضع جدا..والحقيقة يهتم جدا بالإعلام ويعلم أهميته.
كان اللقاء مهم جدا، وعفوي، وتحدث الرئيس من قلبه.. ودار بيني وبينه حوارا وديا، وقلت له: »‬أنا السيدة الوحيدة التي حضرت اللقاء.. وأنا من نظم هذا الاجتماع..فلماذا لم تجعلوني أتحدث؟».. وكان رده »‬ودود»، فهو بالفعل إنسان ودود وشخصية لطيفة، ويتحدث بتواضع، وقال لي: »‬احترم المرأة كثيرا، وأقدر المرأة».. فقلت له: »‬أتابع أحاديثك جيدا ياسيادة الرئيس».
الإسلام السياسي.. والإعلام
هل يفوز تيار الإسلام السياسي في معركة الإعلام، وهل يستطيع أن يؤثر أكثر علي الشارع؟
- أعتقد أن وسائل الإعلام التابعة للإخوان المسلمين في مصر مثلا، استغلت فترة الثلاثين عاما الماضية وكانوا نشطين جدا في المجال الاجتماعي والاقتصادي، وانتشروا بين المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود والمتوسط والمتدني، ونفذوا مشروعات وبرامج وقدموا خدمات كثيرة للمواطنين، واستقطبوا الشارع بدون أن تنتبه الدولة.. فأنشأوا قاعدة كبيرة، ومن ثم استغلوا هذه القاعدة في ثورة 25 يناير 2011، فقامت الثورة وخطفت جماعة الإخوان ثمار تلك الثورة..ولا شك أن الإخوان استغلوا وسائل الإعلام، وكذلك كل الوسائل الأخري، فاستغلوا أيضا الوضع الاجتماعي والاقتصادي للناس، وطبعا استغلوا الإعلام بذكاء حيث خططوا لكل شئ بشكل كامل.. والحمد لله أنه في 30 يونيو تم توقيفهم عند حدهم.
هل تعتقدين أن الفترة الأخيرة التي شهدت إجماعا عربيا علي رفض تيار الإسلام السياسي وربطه بالإرهاب، نجحت في تنبيه الناس لخطورته؟
- طبعا.. ولاشك أن هذا من حسنات الإعلام، أنه استطاع أن ينبه المواطن العادي أن هناك خطورة من فئات إرهابية.. وتنبه الإعلام جيدا لزرع بعض الفئات الإرهابية للشر والفساد بين الناس.
في رأيك، كيف تواجه الدولة المصرية التحريض ضدها من بعض وسائل الإعلام الموجهة؟
- ليس بالضرورة أن تكون المواجهة عداء مقابل عداء..فيجب أن تكون الاطروحات واضحة..مثلا عندما يختلف طرفان دائما يكون أحدهما هادئ والآخر يصرخ ويكون هو صاحب الحق ولكنه يضيع حقه بصراخه..فيجب ان يكون هناك حجه قوية، ويتم تناول الموضوعات بهدوء، أي نعري من أمامنا من الأكاذيب التي يطرحها.
وفي مصر ترعرع الفن والثقافة، »‬وطول عمرنا عشنا علي فنون مصر»..ولكن للأسف لايتم استخدام الفن والثقافة في تلك المواجهة، فهناك انحدار كبير في برامج المحطات الفضائية، فكثرت برامج »‬الرقص» التي تخفض من مستوي المواطن، وللأسف تحقق أعلي مشاهدة، في حين أن دار الأوبرا تعرض أشكالا رائعة من الفنون.. وهذا الانحدار خرب الجيل القادم، ومنعه من القراءة والتثقيف.
وكيف تواجه الدولة مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر الفتنة التي تحرض ضد الدولة المصرية؟
- يجب أن تكون المواجهة بالمثل..فهناك جيوش من الشباب تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتحريض.. ويعملون بخطط متتابعة..وبالمقابل يجب أن يكون هناك جيوش أخري من الشباب ليردوا علي هؤلاء ويواجهونهم أيضا بالبناء مقابل الهدم..»أعتقد أنه يجب أن نرد عليهم بأسلوبهم وطريقتهم، ونستخدم نفس أساليبهم».
وأشير هنا إلي أننا أعددنا برنامجا موجها لتنمية الشباب وسميناه »‬مستقبلنا»، وفتحنا حوارا علي »‬فيس بوك» و»تويتر»، ونجح كثيرا.. كما أن بعضهم حضر للجامعة العربية وشاركوا في مناقشات وحوارات بناءه.
خريطة الإعلام
كيف تفسرين الفوضي في الإعلام في ظل الحديث عن خريطة للإعلام العربي؟
- عندما نظرت إلي التنمية المستدامة 2030، وجدت 19 هدفا، ووجدت أنه يجب أن يكون للإعلام دور وهدف من الأهداف.. وبدأت بوضع خريطة إعلامية للتنمية المستدامة 2030، وهي أول وثيقة علي المستوي الدولي تضعها جامعة الدول العربية..ونظرت إلي الأمم المتحدة ومؤسسات أخري، ووجدت أنه لم يذكر الإعلام في قضية التنمية، ولهذا ربطت الإعلام بقضية التنمية المستدامة، وذلك لإعادة إحياء الإعلام التنموي.
وهذه الخريطة الإعلامية سيتم تقديمها لاجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي الوزاري خلال اجتماعه القادم.
أبرز الضوابط التي يجب تطبيقها للسيطرة علي الفوضي في المشهد الإعلامي الحالي؟
- يجب أن يكون لدي كل دولة ميثاق شرف إعلامي.. وقد طرح مجلس وزراء الإعلام العرب ميثاق شرف إعلامي، ووافق مجلس وزراء الإعلام علي أن يكون ميثاقا استرشاديا.. وألاحظ أن بعض الدول بدأت في إنشاء منظمة سلوك إعلامي.
كما أن في الكثير من الأحيان نستخدم أي وسائل للكتابة في حرق شخصياتنا الوطنية بدون أي سبب، من خلال الكتابات، كما أنها من الممكن أن تستخدم في إطلاق شائعات وأكاذيب تنتشر كالنار في الهشيم..ولكي يكون هناك ضوابط لتك العملية، يجب أن يكون لدي كل دولة »‬منظم» لتنظيم الإعلام فيها، وليس معني ذلك تكميم الأفواه، وهذا حق السيادة الوطنية لكل دولة أن تنظم الإعلام.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.