أجمع الخبراء الدبلوماسيون أن ما قام به رئيس وفد الدوحة خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب يعد تبجحا، وأضافوا أن رد سامح شكري وزير الخارجية وممثلي الدول الداعية لمحاربة الإرهاب كان مناسبا ولقنه درسا قويا. قال السفير محمد مرسي آخر سفراء مصر في قطر ومساعد وزير الخارجية الأسبق أن المشادة التي حدثت في اجتماع وزراء الخارجية العرب هي انعكاس لحالة الجمود التي وصلت إليه الأزمة القطرية العربية، وتعبير عن تمسك كل طرف بموقفه، فمن ناحية دول الرباعي الداعية للحرب علي الإرهاب تصر علي تنفيذ شروطها والمبادئ الستة أما قطر فتواصل توظيف أدواتها المالية للضغط علي الدول الأربع وبالتالي كانت النتيجة ما حدث في الاجتماع. وتوقع مرسي أنه في ضوء هذه التطورات الأزمة ستستغرق بعض الوقت خاصة أن جهود الوساطة الكويتية بدأت تهدأ في هذه المرحلة، وأضاف أن الفترة القادمة ستشهد مزيدا من الوساطة الأمريكية لكنها ستصطدم بالموقف المتماسك للدول الأربع. أكد السفير سيد ابو زيد مساعد وزير الخارجيه الأسبق لشئون الشرق الأوسط ان المشادة من الطبيعي ان تحدث نظراً لتصلب وعناد قطر في مواقفها من ناحية وعدم استجابة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لشأن دعم قطر للارهاب من ناحية أخري. وأضاف أبو زيد أن الممثل القطري كان عليه ان يتوقع أن استخدامه لهذا الأسلوب تجاه الدول الاربع أثناء افتتاح المجلس الوزاري العربي لن يمكن السكوت عليه لان الطريقة والاسلوب الذي استخدمه فيه نوع من التبجح والردح، وأوضح أن قوله عبارة »إيران شريفة» يقصد بها استفزاز الدول العربية وليس من المستبعد انها تهدف الي افشال الاجتماع واستفزاز الدول الأربع، لكن الدول ردت عليه ولقنته درسا قويا. ويري السفير أحمد وهدان عضو المجلس المصري للشئون الخارجية ان ما حدث من قبل الوزير القطري في الجامعة العربية شئ متوقع من دبلوماسي قطري فسياستهم تقوم علي الشوشرة ولفت الانظار بعيدا عن الوصول الي حلول للمنازعات القائمة. وأضاف وهدان أن الدول الاربع ردت ردودا واضحة وصريحة ورد الوزير سامح شكري مناسب بوصف كلام مندوب قطر بانه »مجرد مهاترات وكلمات غير ملائمة مؤكدا انه تضمن عبارات متدنية واشار الي اننا نعلم التاريخ القطري في دعم الإرهاب وما تم توفيره من أسلحة وأموال لعناصر متطرفة في ليبيا وسوريا واليمن وداخل مصر وأدت إلي استشهاد العديد من أبناء مصر» وهو ما يوضح تفهم شكري للوضع القطري وعدم تقبله المساس باسم مصر ولا أمنها القومي. وأشار وهدان إلي ان ما حدث سيؤثر سلبا علي الوضع الحالي وعلي ايجاد حلول للأزمة القطرية وسيؤدي الي تعطيل عملية الحوار مع قطر ودول المقاطعة. واتفق معهم في الرأي السفير كمال عبد المتعال مساعد وزير الخارجية الأسبق،و أضاف أن الأزمة معقدة وأكبر تعقيد فيها هو الدور الأمريكي الذي يريد الحفاظ علي دولة قطر التي كانت أداة وظيفية تقوم بدورها علي مدار العقود الماضية.و أشار إلي ان دول الحصار من ناحية أخري لم تمارس دبلوماسيتها بشكل ناجح أو مؤثر بحيث تنهي هذا الخلاف. وقال عبد المتعال انه من الصعب التنبؤ بمستقبل الأزمة في ظل عامل الضغط الامريكي ليس فقط علي قطر ولكن علي دول الحصار فهي تريد أن تنتهي هذه الأزمة سريعا. وأضاف »أتمني أن تصر الدول الأربع علي مطالبها حتي تتراجع قطر عن دورها الهدام والذي يهدد الاستقرار والأمن الأقليمي».