وصفها الشاعر شعبان يوسف بعملية »اختطاف طه حسين»!!.. وهي بالفعل كذلك.. قرصنة جهد آخرين، والإطاحة بهم أيضا!!.. قبل أيام صدر عن الهيئة العامة للكتاب، ودار الوثائق القومية، رواية »خطبة الشيخ» لطه حسين، بتصدير من حلمي نمنم وزير الثقافة، وتقديم للناقد د.جابرعصفور وزير الثقافة الأسبق.. والاختطاف المقصود، هو صدور الكتاب بتوقيع وزيرين للثقافة، حرصا علي نسبة سبق اكتشاف رواية مجهولة وغير متداولة لطه حسين لنفسيهما، بعد الإطاحة بقيادتين ثقافيتين قاما بالتنويه عن الرواية!!... فقبل أشهر نشر الناقد محمود الضبع، عندما كان رئيسا لدار الوثائق القومية.. نشر أعدادا من »جريدة السفور» تضم رواية »خطبة الشيخ» لطه حسين منشورة مسلسلة علي مدار 15 حلقة.. وقام الكاتب الصحفي سيد محمود وكان رئيسا لتحرير جريدة »القاهرة» التابعة لوزارة الثقافة، بالتنويه عن الرواية، في مقال بجريدة الحياة اللندنية بعنوان »اكتشاف رواية مجهولة لطه حسين»!.. وهنا قامت الدنيا، وتم إقالة الضبع من منصبه بدار الوثائق، ثم إقالة سيد محمود من رئاسة تحرير جريدة القاهرة، وكتب جابر عصفور مقالا عنيفا »عن الريادات الأدبية وعدم الأمانة» يتهم سيد محمود بعدم الأمانة والدقة العلمية، لأن »خطبة الشيخ» ليست رواية بالمعني، ولأنها ليست اكتشافا أيضا.. فهي منشورة بالفعل في جريدة »السفور» 1915 أي بعد رواية »زينب» لمحمد حسين هيكل، ولا يمكن وصفها بالرواية الرائدة.. كما أنها موجودة ضمن ببلوجرافيا أعمال طه حسين، وسبق للناقد أنور مغيث الكتابة عنها في جريدة الأهرام قبل سنوات!.. ويومها تردد أن غضب جابر عصفور كان وراء الإطاحة برئيس تحرير القاهرة!!.. لكن الوزيرين الغاضبين من الإعلان عن الرواية، من أطراف أخري غيرهم، لم يكتفيا بالإطاحة بمن اقترب من رواية طه حسين بكشف متأخر.. لكن سرعان ما قاموا بطبع الرواية، وكتابة مقدمات لها.. ليتحول المشهد بأكمله إلي فعل اختطاف لا يليق!!