صفعة قوية وجهتها روسيا إلي الولاياتالمتحدة عبر تناولها السياسي المحترف إزاء التصعيد الأخير الذي قامت به بيونج يانج بتجربة نووية أعلنت في أعقابها عن امتلاك رأس هيدروجيني فتاك. فقد استعرضت روسيا قوتها ونفوذها السياسي والدبلوماسي وأثبتت أنها ملجأ وملاذ حلفاء واشنطن وقت الشدة وأن أمريكا بدا أنها تتخلي عنهما ولا يمكن الاعتماد عليها أكثر من ذلك لتفك ارتباط أمريكا بحلفائها القدامي. وبحسب تحليل نشرته »أسوشيتد برس» فإن الأزمة الكورية قد أحرجت واشنطن إذ كشفت عن ضعف التزامها تجاه حلفائها في المنطقة؛ كوريا الجنوبية واليابان واللذان سارعا بدوريهما إلي موسكو ودعواها للتدخل لدي بيونج يانج، موقنين أن النهج الأمريكي لا طائل منه في صد الخطر عنهما.. فترامب لطالما أكد خلال حملته الانتخابية علي أن التواجد العسكري الأمريكي في كل من البلدين بات مكلفا للغاية واقترح أن تسعي سول وطوكيو لامتلاك أسلحة نووية للدفاع عن النفس بدلا من الاعتماد علي واشنطن. كما أنه انتقد الرئيس الكوري الجنوبي صراحة وعلنا »مون جاي» الحليف بسبب دعوته للتهدئة مؤخرا، وفضّل ترامب بدلا من هذا أن تسعي سول نحو تعزيز ترسانتها الدفاعية فأعلن إلغاء سقف القدرات الصاروخية لها وقرر أن يبيعها أسلحة بمليارات الدولارات، في حين كررت واشنطن مرارا أنه ليس هناك أي خطر كوري شمالي علي أراضٍ أمريكية. ومع تشكك في الرأي العام في البلدين حول مدي التزام واشنطن تجاه البلاد، سارعت سول وطوكيو إلي موسكو التي دعتهما إلي عدم الانصياع وراء ما وصفه الرئيس الروسي ب»الهستريا العسكرية» وأكدت لهما أن الحوار وحده الحل معلنة أنها ستتحدث مع بيونج يانج.