اتهمت رئيسة الوزراء أونج سان سوتشي في تعليقها الأول علي أزمة الروهينجا الأخيرة في ميانمار ما اسمتهم ب »الإرهابيين» بأنهم وراء »جبل جليدي ضخم من التضليل» بشأن العنف في ولاية راخين، في حين وصفت صحيفة »واشنطن بوست» الأمريكية صمتها إزاء هذه المذابح وفرار نحو 146 ألفا من مسلمي الروهينجا عبر الحدود إلي بنجلادش منذ 25 أغسطس الماضي ب»المخجل». وقالت سو تشي إن حكومتها بدأت في الدفاع عن الجميع في راخين بأفضل طريقة ممكنة. وجاءت تصريحات سوتشي في بيان نشره مكتبها عقب محادثة هاتفية مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان. يأتي ذلك مع إعلان حكومة بنجلادش أن ميانمار تقوم منذ 3 أيام بزرع ألغام أرضية علي مسافة قريبة من حدودها، مؤكدة أنها علمت بالأمر من خلال أدلة تصويرية وأفراد مراقبة. ورجحت الحكومة أن يكون هدف هذه الخطوة هو منع عودة مسلمي الروهينجا الذين فروا من العنف إلي بنجلادش. وقال مصدر بالحكومة إن سلطات ميانمار وضعت الألغام في أراضيهم علي امتداد سياج الأسلاك الشائكة بين سلسلة من الأعمدة الحدودية. وأضاف أنهم رصدوا 3 أو 4 مجموعات تعمل قرب سياج الأسلاك الشائكة وتضع شيئا علي الأرض وتأكد بعد ذلك من خلال المراقبين بأنهم كانوا يضعون ألغاما. وأكدت السلطات أنها ستتقدم باحتجاج رسمي علي زرع الألغام. في المقابل، قال مصدر عسكري في ميانمار إن الألغام زرعت علي طول الحدود في التسعينيات من القرن الماضي لمنع التسلل، مشيرا إلي أن الجيش سعي منذ ذلك الحين لإزالتها لكن لم يزرع أي ألغام في الآونة الأخيرة.. وخلال رحلة فرار الروهينجا من المذابح في ميانمار، لقي خمسة أطفال مصرعهم، عندما غرقت مراكب محملة باللاجئين في مصب نهر ناف الذي يفصل بنجلادش عن ولاية راخين، وسط مخاوف من احتمال وقوع مزيد من الضحايا. من جانبها، قالت فيفيان تان المتحدثة باسم مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين إن مخيم كوتوبالونج في بنجلادش امتلأ علي آخره وإن الضغوط شديدة علي الموارد في مخيمات أخري. ولاستيعاب مسلمي الروهينجا، تعتزم بنجلادش إقامة مخيم جديد في مدينة تينخالي جنوب منطقة كوكس بازار. وعلي الساحة الدولية، شارك آلاف الإندونيسيين أمس في مظاهرة قرب سفارة ميانمار في العاصمة جاكرتا احتجاجا علي أعمال العنف ضد الروهينجا الذين يبلغ عددهم نحو 1,1 مليون شخص وطالبوا بوقف العنف ضدهم. ودعا بعض المتظاهرين إلي طرد سفير ميانمار وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.. وحذر السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من مخاطر حدوث تطهير عرقي أو زعزعة استقرار المنطقة. ودعا جوتيريش مجلس الأمن الدولي إلي الضغط لضبط النفس والهدوء. كما طالب سلطات ميانمار بوضع حد للعنف واتخاذ إجراءات لمنح الروهينجا حياة طبيعية.. من جانبها، ذكرت صحيفة »هآرتس» الإسرائيلية أن مسلمي الروهينجا يقتلون بأسلحة إسرائيلية حيث رفضت وزارة الدفاع الإسرائيلية وقف بيع السلاح لميانمار، علي الرغم من الجرائم المرتكبة ضد الروهينجا.