تعذيب الحيوان قبل الذبح »جريمة شرعية» ومخالفة لسنة النبي »صلي الله عليه وسلم» “ الأضحية من السنن المؤكَّدة، وشرعت شكرًا لله تعالي، وإحياءً لسنة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام، كما أن فيها تعظيمًا لشعائر الله سبحانه، حيث قال تعالي {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَي الْقُلُوبِ}، وقال “لَنْ يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَي”.. وللأضحية ثواب عظيم عند الله تعالي فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عندما سأله أصحابه عن الأضاحي »سُنَّةُ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ. قَالُوا مَا لَنَا مِنْهَا؟ قَالَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ حَسَنَةٌ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَالصُّوفُ؟ قَالَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ مِنَ الصُّوفِ حَسَنَةٌ». يقدم العلماء نصائح للمضحين حتي تجعل ثواب أدائهم للسنة كبيرا وغير مصحوب بأخطاء تقلل من الأجر أوتذهب به كلية ولا تجعلها تحقق الهدف منها كما أراده الله تعالي. في البداية يقول الشيخ عبدالحميد الأطرش الرئيس السابق للجنة الفتوي بالأزهر إن هناك عدة مسائل في الأضحية ينبغي توضيحها والالتزام بها ومنها أنه يشترط في الأضحية أن تكون من الأنعام كالغنم والماعز والبقر والجاموس والإبل أما غير ذلك كالدواجن وغيرها فإنه لا يجزئ وإن ما قيل عن أن التضحية بديك فهذا وقع من سيدنا بلال بن رباح مؤذن الرسول صلي الله عليه وسلم عندما قال للنبي: لا أبالي إن ضحيت بديك.فتبسم النبي عليه الصلاة والسلام وقال: مؤذن يضحي بمؤذن. ولكنها ليست أضحية. ويوضح أنه لا يجوز ذبح الأضحية قبل صلاة العيد ومن ذبح قبل ذلك فإنما هولحم قربه لأهله ويجوز تأخير الذبح حتي قبل غروب شمس اليوم الرابع للعيد لمن كان لديه عذر. التقسيم أما عن تقسيمها فيجوز أن تكون أثلاثا للفقراء وللأهل والأحباب وللمضحي وأهل بيته حيث قال النبي صلي الله عليه وسلم :كلوا وأطعموا وادخروا” ولا يجوز أن يقل نصيب الفقراء عن الثلث ولوأراد المضحي أن يخرج نصفها أويخرجها كلها للفقراء فله ذلك وسيجد ثوابه يوم العرض علي الله خاصة في ظل ظروف الغلاء وحاجة الناس. وأكد الأطرش أنه لا يجوز أن يباع من الأضحية شيء أبدا كرأسها أوجلدها أوأمعائها وإنما يتصدق به ويجوز بيع الجلد ووضع ثمنه في أحد المشاريع الخيرية ولا يحوز أن يعطي الجزار منها أجره وإنما يعطي علي سبيل الهدية وينبغي أن يباشر المضحي أضحيته بنفسه ويجوز أن يوكل غيره ومن الأفضل أن يشهد أهل البيت إراقة الدم لقول النبي صلي الله عليه وسلم لابنته فاطمة:قومي فاشهدي أضحيتك فإن الله يغفر لك بأول قطرة من دمها”. وينبه علي ضرورة الالتزام بأن تذبح الأضحية في مكان نظيف ولا تذبح في الطرقات لعدم إيذاء الناس وإن كانت هناك ضرورة فيجب علي المضحي أن يقوم بتنظيف مكان الذبح علي الفور وألا يلقي بشيء من مخلفاتها في الشارع لأن ديننا دين نظافة والمؤمن بطبعه نظيف ولا يؤذي غيره. لجنة الفتوي واخيرا يدعو رئيس لجنة الفتوي السابق إلي أهمية إراحة الأضحية واتباع تعليمات النبي عليه الصلاة والسلام حيث حث علي عرض الماء عليها قبل الذبح وعدم إرهاقها أوضربها ونخسها بالسكاكين أوقطع أجزاء منها قبل الذبح كما نري حاليا فهوأمر حرام نهي النبي عنه حينما قال : »إذا ذبحتم فأحسنوا الذبح» ويعاقب مرتكبه أشد العقاب وينبغي ألا تري الأضحية السكين ويجب ان تكون أداة الذبح حادة حتي لا يتعذب الحيوان يقول النبي: »ليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته وليكبر وليسم الله» ولو لم يكبر جاز الأكل منها. ويؤكد الشيخ عبدالتواب قطب - وكيل الأزهر السابق - علي ضرورة الحرص علي عدم إيذاء الناس بمخلفات الأضحية عبر الذبح في الطرقات الضيقة أوالممرات وإنما يجب انتقاء الأماكن التي تضمن عدم إيذاء الخلق اوتلويث البيئة أوإعاقة المرور لأن في ذلك إلحاق الضرر بالخلق ويخالف قول النبي: ”لا ضرر ولا ضرار”. ويضيف من الأفضل عند عدم توافر مكان متسع يملكه المضحي ويمكنه من الذبح وتنظيف الذبيحة بمنأي عن إيقاع الضرر بالناس وتلويث الشوارع أن يذهب إلي المجزر أوإلي المكان المخصص للذبح أوأن يتفق أهل المنطقة علي تخصيص مساحة أومكان للذبح بحيث لا يتم تلويث كل الشوارع أوإعاقة المرور. تعدد النيات ويوضح الشيخ أحمد ممدوح - أمين الفتوي بدار الإفتاء - أنه يجوز اشتراك أكثر من شخص في ذبح بقرة واحدة بنيات مختلفة -كما هومذهب جمهور العلماء- كما يجوز أن يذبح الشخص الواحد بقرة واحدة بنيات متعددة . كما يسن لمن يحسن الذبح أن يذبح أضحيته بيده ويقول باسم الله، الله أكبر، اللهم هذا عن فلان، ويسمي نفسه، فإن كان لا يحسن الذبح فليشهده ويحضره فيما قال العلماء إنه يجوز نقل الأضحية من بلد إلي آخر. وأكد أن ترك مخلفات ذبح الأضاحي والصدقات في الطرقات العامة وعدم القيام بتنظيفها والتسبب في أذي المواطنين وتعريضهم لمخاطر الإصابة بالأمراض حرام شرعًا وهوعمل غير شرعي ويعتبر من السيئات العظام التي يجب البعد عنها وتجنبها وذلك لما نصت عليه الأدلة من الكتاب والسنة المطهرة. وقال إن تقسيم الأضحية إلي ثلاثة أثلاث لم يرد فيه نص صريح عن سيدنا رسول الله –صلي الله عليه وسلم- مؤكدا أن هذا الأمر هومجرد استحباب ذهب إليه الفقهاء أن تقسم الأضحية بهذه الطريقة حيث يسن للمضحي أن يأكل من أضحيته ويهدي الأقارب ويتصدق منها علي الفقراء ويدخر منها؛ لقوله صلي الله عليه وسلم يوم عيد الأضحي لأصحابه »كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا» وقال العلماء الأفضل أن يأكل الثلث، ويتصدق بالثلث، ويدخر الثلث، وليس المقصود تحديد الثلث بالضبط وإنما علي وجه التقريب. وأوضح مدير الفتوي، أنه يجوز للمسلم أن يخرج جميع أضحيته للفقراء كما قال سيدنا رسول الله ولكن يستحب له أن يبقي منها شيئا حتي يكون قد أكل من أضحيته.