»لكنك لا تفهم يا مستر كوبر، الحطابون في الجبال النائية والفلاحون في الحقول، والعجائز حول نار المدفأة كلهم ينتظرون هدف محمد صلاح في مرمي اوغنده». (كوبر قلب الأسد / من وحي فيلم الناصر صلاح الدين). العيد عيدين ان شاء الله، ونكسب اوغنده رايح جاي، ونقترب من حلم مراوغ عصي علي التحقق منذ العام 1990 عندما نزلت عدالة السماء علي استاد »باليرمو»، وتعادلت مصر مع المنتخب الهولندي الرهيب بجول مجدي عبد الغني الذي يطاردنا في احلامنا. ولتعلم يا مستر كوبر ان آمال تسعين مليون مصري معلقة بأقدام شباب المنتخب الوطني، لم يحدث ان اقتربنا بكل هذه الثقة من حلم الوصول إلي نهائيات كاس العالم، الفرصة سانحة، واقتناص الفرصة واجب وطني، وخلف اللاعبين الاحد عشر ملايين البشر يحركون الجبل، اعملوها في كمبالا والباقي علينا في برج العرب. العارف لا يعرف، ومستر كوبر يعلم علم اليقين ان المهمة وطنية، وحلم تاريخي، وما احتملنا طريقته الدفاعية الكئيبة، وصبرنا علي خططه العقيمة تهديفيا الا بغية الوصول إلي روسيا، فليلعبها كما شاء وشاء له الهوي، دفاع حذر، هجوم مندفع، يختار من بين المحترفين والمحليين، الملعب ملعبه، والخطة من ابداعاته، والتوفيق من عند الله. مستر كوبر أمامك فرصة ذهبية لدخول قلوب المصريين جميعا، فلتسجل اسمك نقشا علي الهرم الاكبر، وترسم نفسك رمزا كرويا، وتكتب لنفسك تاريخا كرويا، سيبك من المكافآت المليونية المنتظرة، الأهم جائزة الجمهور المصري. بامكان كوبر والذين معه ان يحولوا الوقفة غدا ان شاء الله إلي عيد مبكر، سيحتفل المصريون بالعيد في الوقفة اذا تم المراد، تسعون دقيقة ستمر علي المصريين دهرا، سيفطرون بعد صيام ان شاء الله علي طبق من السعادة، في مكنة محمد صلاح والذين معه اسعاد هذا الشعب في العيد. لا ينقص مستر كوبر كلمات ولا تعليقات ولا فسفسات ولا تغريدات، كوبر يعلم انها مباراة العمر، مباراة مصيرية، تفكرك بمباراة مصر والجزائر في »امدرمان»، بالسوابق كلما اقتربنا من محطة الوصول تظهر العكوسات التحكيمية، ربنا يستر، التحكيم الافريقي خارج التوقعات، ومن ثم يلزم المنتخب الدعوات، ودعوة الصائم لا ترد. نفسي ومني عيني يعملها مستر كوبر، المصريون مشتاقون لفرحة، يعيشون علي امل، والمنتخب هو صانع الفرحة، تاجر السعادة، ولم يتوافر للمنتخب الوطني ظرفٌ مُواتٍ كما يتوافر الان، وكتيبة من المحترفين الجاهزين المتألقين في الدوريات الاوربية، وبدائل محلية مقاتلة، وقرعة سعيدة، ودعوات الملايين خالصة من الهوي الكروي، لم يتبق سوي خطة كوبر او لدغة الكوبرا علي طريقته الأرجنتينية. لو فعلها كوبر في اسبوع العيد، وفاز رايح جاي سيغير مود البلد، الفرحة حلوة، والفوز جميل، والحلم اخضر، تفاءلوا بالخير تجدوه، من بين الحجيج من سيدعون للمنتخب الوطني من فوق جبل عرفات لنصرة منتخب الساجدين.