لم يكن يتخيل عندما جاء الي هذه الدنيا ان يعيش تلك الحياة المليئة بالمشقة والعناء، لم يتوقع أن ينشأ في عائلة هجرها الاب وتركها بدون سند، لم يجد من يحنو عليه سوي أمه التي لم ير غيرها منذ ان جاء الي الحياة، لم يكمل الطفل محمد خالد يسري السادسة عشرة من عمره نشأ مع أمه بعد ان تركها والده مع 3 اطفال وسافر الي الخارج وتزوج من أخري وانجب، وانقطعت صلته بأولاده وزوجته التي مازالت حتي الآن علي ذمته، عملت الام في اكثر المهن المهينة والشاقة حتي تستطيع ان توفر قوت يومها هي وأولادها تحملت المسئولية كاملة بمفردها بدون عائل. تابع محمد والدته وهي تجمع مخلفات القمامة من زجاجات المياه الفارغة وعلب الكانز وورق الكرتون والاسفنج وتنقلها علي العربة الكارو الي مخازن جمع القمامة. لاعادة تصنيعها ولم يكن المكسب الذي تحصل عليه كافيا لمصاريف الثلاثة أولاد، فكانت تلجأ الي تنظيف السلالم في المناطق المجاورة لمحل سكنهم بمصر القديمة لزيادة دخلها حتي تستطيع تربية الاطفال وتلبية احتياجاتهم.. ويؤكد محمد ان والدته اضطرت الي إرغامه هو وشقيقه علي ترك المدرسة والتفرغ لمساعدتها بعد ان ارهقها العمل الشاق وزيادة المسئولية علي كاهلها.. وعندما وصل الي العاشرة من عمره، بدأ يتعلم حرفة أمة الشاقة حتي يتحمل هو وشقيقه مسئولية الانفاق علي المنزل وجعلها تستريح من مشقة العمل، وتعلم نفس الحرفة هو وشقيقه احمد، وعمل علي نفس العربة الكارو التي كانت تعمل والدته عليها، وقاما بنقل خردة الحديد ومخلفات البناء من العقارات المهدومة، ومخلفات الزجاج والبلاستيك وغيرها.. واشار محمد الي انه يتحمل طبيعة عمله برغم الظروف الشاقة التي يعمل بها فنظرا لان العربة مكشوفة تصبح درجات الحرارة شديدة الارتفاع واشعة الشمس الحارقة تلفح وجوههم في الشتاء تفرقهم مياه الامطار وأوضح انه تحمل كل هذه الظروف العصيبة يهدف توفير نفقات تعليم شقيقته البنت التي تبلغ من العمر 12 عاما وتدرس بالصف السادس الابتدائي وأكد انه سيسعي جاهدا لتوفير نفقات تعليمها حتي لا يتم حرمانها من التعليم كما حدث معه وهو وشقيقه، واشار إلي أن التي يحصلان عليها لا تكفي حتي مصاريف اليوم، فأسرتهم تعيش تحت خط الفقر.. وأوضح محمد ان مهمته هو وشقيقه تتمثل في شراء الخردة الحديدية والبلاستيك والبراميل التالفة من منطقة القطامية، حيث يوجد اصحاب العقارات الذين يقومون بعمليات هدم وبناء تحملها علي العربة الكارو وتبلغ قيمة النقلة 100 جنيه، وثم نقلها بعد ذلك الي منطقة مصر القديمة تحديدا بجبل السعود والتي تحتوي علي العديد من المخازن والورش المتخصصة في شراء الخردة والمخلفات الحديدية.. والبلاستيكية ويشتري اصحاب المخازن كيلو الخردة ثلاثة جنيهات ونصف، ليعيدوا بيعها الي المصانع بالسادس من اكتوبر لاعادة تصنيفها من جديد.