تعددت المشاكل التي تواجه مصر الثورة والتي تمثلت تطوراتها وتداعياتها في مظاهر الانفلات الأمني والفوضي والممارسات غير المسئولة. تحت هذه المظلة جاءت احداث الفتنة الطائفية المريبة التي اتسمت بالتطرف الاجرامي المدمر ومازال المسلسل في عرض مستمر بدون توقف. وبالطبع فإن ما يحدث كان لابد ان يكون له ثمن فادح يدفعه اقتصادنا القومي الذي يواجه كارثة حقيقية. ان الحكومة المنوط بها إدارة شئون الوطن تحاول ايجاد وسيلة للخروج من هذا المأزق.. من خلال طلب القروض التي سوف يتحمل أعباءها الشعب المصري كي يعاني بعد ذلك الأمرين في معيشته وطموحاته في بناء المستقبل. ان المشكلة التي نواجهها ليست في كلفة هذه القروض وإنما المشكلة الحقيقية في استمرار قصور الانتاج وغياب الإرادة والرغبة في مضاعفة الجهد والعطاء من أجل تعويض ما فات. ان ما نحتاجه هي العزيمة الشعبية لاعادة البناء بما يؤدي إلي تعظيم الأهداف والمبادئ الطاهرة لثورة 52 يناير بدون عمليات سطو من المغامرين والانتهازيين. في كل أسبوع تنطلق الدعوات والتجمعات لمليونيات تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان.. تغذيها الأهداف والشعارات التي تزخر بها الساحة المصرية حاليا. كم كنت أتمني ان تتعالي أصوات شرفاء هذا الوطن المؤمنين بأهمية انقاذه واعادة بنائه داعية إلي مليونية للعمل والانتاج ومساندة عودة الأمن والأمان. أملي ان تكون ضمن شعارات هذه المليونية اعلاء شأن سيادة القانون التي يجب أن تكون الفيصل في محاسبة كل من يرتكب جرما ضد أمن واستقرار الوطن. نعم نتطلع ان تكون هذه المليونية تجمعا يضم الملايين من المصريين القلقين علي حاضرهم ومستقبلهم والذين يشعرون بالخوف والهلع لما يسمعون ولما يجري أمام أعينهم من مظاهر ضياع للوطن. مطلوب ألا يُرفع بين هذه الملايين سوي شعار واحد نعمل جميعا من أجله ألا وهو.. انقاذ مصر. - انقاذها للخروج من محنتها الاقتصادية. - انقاذها من تطرف الشراذم التي خرجت من الجحور لتهدد بممارساتها الاجرامية غير المسئولة أمنها الوطني وطموحاتها في الحرية والديمقراطية والتقدم. - نريد ان ترتفع اصوات الملايين في صوت هادر واحد.. معلنة التمسك بالوحدة الوطنية ودعم المساواة في ظل المواطنة الحقيقية. - الوقوف صفا واحدا وراء قواتنا المسلحة لمواجهة الانفلات والتسبب والاستهتار بالمصلحة الوطنية. ان مسئولية هذه القوات تستحق المساندة خاصة بعد ان كفلت الحماية والنجاح للثورة من أجل إعلاء شأن الدولة المصرية. لا يجب ان يكون هناك أي قيد علي استخدام كل الوسائل لاعادة هيبة الدولة وتوفير الأمن الذي يعيد الاستقرار والطمأنينة إلي كل أطياف أبناء هذا الوطن. - نريدها مليونية للملايين تدعو للنهوض بمصر القوية اقتصاديا وعسكريا وأمنيا والقادرة علي حماية مقدراتها والقيام بمسئولياتها الوطنية والقومية. - نريدها مليونية الملايين.. تطالب بالتصدي للشعارات التي لا هدف من ورائها سوي الضعف والتشتت ونفاذ قوانا فيما لا يفيد. - نريدها مليونية الملايين تعيد الثقة لرجال الشرطة الوطنية من اجل اعادة الامن والامان وتبني شحذ الهمم وبعث روح الانتماء في أبناء مصر الشامخة لتنطلق فيهم طاقة التحدي التي سبق وأن تجلت في حرب أكتوبر المجيدة وحققت النصر المبين. - نريدها مليونية الملايين لتكون مسك الختام لكل انواع التظاهر.. تعبيرا صادقا عن الثورة التي اندلعت لإصلاح مصر وليس هدمها.. رافعة أعلامها التي استهدفت اسقاط النظام.. دون المساس بكيان دولة مصر الشامخة. جلال دويدار [email protected]