ماجوفولي: دول حوض النيل قادرة علي تحقيق التوافق بما يرضي جميع الأطراف أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر تدعم أشقاءها في دول حوض النيل بالقدرات والخبرات الفنية المصرية لتحقيق التنمية في هذه الدول، مشيراً إلي حرص مصر علي تحقيق أكبر استفادة من نهر النيل لجميع دول الحوض، دون الإضرار بمصالح مصر المائية، ومراعاة شواغلها في هذا الشأن، خاصة أن موضوع مياه النيل يعد مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر. جاء ذلك خلال المباحثات التي اجراها الرئيس السيسي امس مع نظيره التنزاني جون ماجوفولي عقب وصوله صباح امس إلي دار السلام في مستهل زيارته لتنزانيا، حيث كان في استقباله بالمطار الرئيس التنزاني وكبار المسئولين، فضلاً عن السفراء العرب والأجانب المعتمدين لدي تنزانيا. وقد أقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمي فور وصوله، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف. وصرح السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس التنزاني، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس التنزاني بزيارة الرئيس، والتي تعد الأولي لرئيس مصري منذ عام 1968، مشيراً إلي ما تعكسه تلك الزيارة التاريخية من عمق وتميز العلاقات بين الدولتين وما يجمعهما من روابط تاريخية ممتدة. وأعرب الرئيس التنزاني عن تقدير تنزانيا وشعبها لمصر باعتبارها مهد الحضارة، مشيداً بإسهامات المصريين المتنوعة في مختلف مناحي الحياة. كما أشاد الرئيس التنزاني بمستوي العلاقات الثنائية بين البلدين مؤكداً حرص بلاده علي تعزيز هذه العلاقات وتطويرها خاصة فيما يتعلق بالتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري وتشجيع الاستثمارات المتبادلة في الدولتين. وأعرب الرئيس التنزاني عن تقديره للدعم الفني الذي تقدمه مصر لبلاده في مجالات بناء القدرات والتدريب ومشروعات حفر الآبار وغير ذلك من مجالات الدعم التنموي، وتطلعه للاستفادة من الخبرات المصرية في المجالات المختلفة كالسياحة والتصنيع الدوائي، فضلاً عن تطوير مستوي التعاون بين البلدين في مجال الثروة الحيوانية من خلال إنشاء مجزر مصري ضخم في تنزانيا بهدف تلبية الاحتياجات المصرية من اللحوم والاستفادة من الثروة الحيوانية الكبيرة في تنزانيا. وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي أعرب خلال المباحثات عن اعتزاز مصر بعلاقاتها مع تنزانيا وما يجمع البلدين من تاريخ مشترك في الدفاع عن قضايا القارة الأفريقية والسعي لتحقيق مصالحها، مشيراً إلي أن سياسة مصر الخارجية تقوم علي عدم التدخل في شئون الدول الأخري، وعدم التآمر، والعمل لحل الخلافات من خلال الحوار البناء والتعاون لتحقيق السلام والتنمية. كما أكد الرئيس تطلع مصر لتعزيز العلاقات مع تنزانيا في مختلف المجالات في ضوء المقومات الاقتصادية الكبيرة التي تتمتع بها كل من الدولتين. وأكد الرئيس علي أهمية العمل علي تعزيز التعاون المشترك بين القطاع الخاص في كل من مصر وتنزانيا، منوهاً إلي الأنشطة الناجحة التي يقوم بها عدد من الشركات المصرية العاملة في تنزانيا، وتطلع مصر للعمل مع الجانب التنزاني علي زيادة حجم التعاون بين الشركات المصرية والتنزانية في مجالات المزارع المشتركة وتصنيع المنتجات الزراعية وصيد الأسماك والثروة الحيوانية والصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية والتعدين. وأضاف السفير علاء يوسف أن المباحثات بين الرئيسين شهدت تناول عدد من الموضوعات منها جهود تحقيق التنمية في دول حوض النيل.. ومن جانبه أكد الرئيس التنزاني تفهم بلاده الكامل لأهمية نهر النيل بالنسبة لمصر، كونه يمثل المصدر الأساسي للمياه في مصر، وأعرب الرئيس التنزاني عن ثقته في قدرة دول حوض النيل علي التوصل لتوافق يرضي جميع الأطراف. وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد تباحثاً حول عدد من القضايا والملفات الإقليمية، حيث أكد الرئيسان أهمية تفعيل التعاون الأمني والعسكري بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، خاصة مع ما يمثله الإرهاب من مخاطر علي أمن واستقرار مختلف الدول. كما اتفق الرئيسان علي تطوير التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الفساد، وتفعيل اللجنة المشتركة بين الدولتين وانطلاق اجتماعاتها في أقرب وقت، بهدف تعزيز التعاون بين مصر وتنزانيا بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين.