لم يكن يحلم المغني البورتريكي (فويسي) بأكثر من أن يرقص الناس مع أغنيته.. لكن »ديسباسيتو» تجاوزت الدعوة إلي الرقص، إلي تحريك العالم كله، لتتحول إلي حدث فني يجتاح العالم ويؤثر فيه.. وتحقق الأغنية أعلي نسبة مشاهدة 4 مليارات و600 مليون مشاهد خلال أقل من 6 أشهر، منذ إطلاقها الأول في يناير الماضي!.. وتحولت موسيقي الأغنية إلي عشرات الأغاني بلغات مختلفة.. المدهش جدا أن الأغنية أعادت الروح (لبورتريكو) لتصبح هي البطل الحقيقي للأغنية.. بورتوريكو هذه المستعمرة الأمريكية الصغيرة علي البحر الكاريبي (دولة تابعة للولايات المتحدةالأمريكية) والتي أعلن رئيسها قبل أشهر قليلة إفلاسها.. فجأة تأتي أغنية »ديسباسيتو» لتنعش اقتصادها، وترفع معدلات السياحة في المدينة بنسبة 45%.. يذهب السياح حاليا إلي بورتوريكو ليشاهدوا حي (اللؤلؤة) والأماكن الذي صورت فيها الأغنية، في العاصمة (سان خوان)... »ديسباسيتو» وتعني بالإسبانية (بهدوء).. الكلمات لشاعرة بنما (أريكا).. هي دعوة للحب والاستمتاع بالحياة والموسيقي والرقص مع من تحب.. دعوة لأن يعيش الإنسان حياته ببساطة وهدوء، دون توتر ودون ضغوط ودون خوف، وإيقاع أقل سرعة.. الأغنية بسيطة ومممتلئة بالبهجة... لكن دولة (ماليزيا) أقصي قارة أسيا، صادرت الأغنية، ومنعت دخولها تماما لماليزيا، بحجة إباحيتها وإيحاءاتها الجنسية!!.. طبعا اللغة ليست سببا وراء نجاح الأغنية (وأظنها أيضا ليست سببا وراء منعها في أي دولة).. فالكثيرون في العالم لا يتكلمون الإسبانية ولا يعرفونها، لكنهم يرددون الأغنية ويتفاعلون معها... هي الموسيقي والتكرار الإيقاعي لكلمة »ديسباسيتو» الذي يسكن الذاكرة والوجدان.. ولعلها حيوية الموسيقي اللاتينية، وإيقاعات السامبا والرومبا والتانجو والصلصلة.. وتلك الفلسفة اللاتينية المفعمة بالبهجة والاستمتاع بالحياة.