ما يجري لكابتن الأهلي المحبوب عماد متعب يعكر مزاج الأهلاوية، القبيلة الحمراء لا تقبل علي فتاها المدلل القهر الذي يمارسه الجهاز الفني بغية إجباره علي الاعتزال، ينهون حياة متعب الكروية بالموت البطيء، متعب يلفظ انفاسه الاخيرة علي دكة الاحتياطي. يوماً تسامرت من المحترم محمود طاهر رئيس النادي الأهلي، وسألته عن اسمين، الأول عصام الحضري، والثاني عماد متعب، وتوقف عند الأخير، وقال عماد متعب مطلب جماهيري، وعنوان أهلاوي، ويصعب التفريط في من يحمل كل هذا الإخلاص للقلعة الحمراء، وحديثه يحمل الإجابة عن السؤالين معاً. ورغم أن المجالس أمانات، ولكن نشر هذا الذي جري بيني والأستاذ محمود طاهر ضرورة، لأبرئ ذمته من جريمة ذبح متعب علي العشب الأخضر، مَن ذا الذي يتحمل كل هذا العسف والتعنت؟.. متعب يدخل إلي كل مباراة مذبوحاً ويشاهدها من علي دكة البدلاء وهو ينزف، ويغادر الملعب مشيعاً بهتافات الجماهير تقعده عن الرحيل المحتوم. يوماً ما رجوت متعب ألا يغادر القلعة الحمراء، خشيت من مصير غامض يتهدده، وطالبته بالاعتزال في القلعة الحمراء، هذا أكرم وأبقي، وألا يخسر جمهوراً عريضاً لايزال يهتف باسمه ويطالب باستمراره، واليوم أعيد تذكيره، لا ترحل عن الأهلي، واذا كان الاعتزال محتوما فليكن في القلعة الحمراء، الجماهيرالحمراء تسامح إلا في خلع الفانلة الحمراء، كبيرة من الكبائر الكروية. ليس هكذا تورد الإبل، متعب يجلس منذ عام احتياطياً ثالثاً أو رابعاً، وكأنه كمالة عدد، وإذا لعب فلدقائق معدودة ربما لا يلمس الكرة فيها، وكأنها عملية حرق مستمرة، حرق اللاعب وحرق دم الجماهير، هناك مخطط شرير لإجباره علي الاعتزال في لحظة غضب عاتية تجتاحه. اذا قرر الاستمرار، أرجو متعب أن يجتهد اكثر، ويستنفر قواه، ويقف علي قدميه، ويتحدي نفسه ويلقي بقفاز الإجادة في وجه من يعمدون إلي كسره، وإحباطه، وإجباره علي الاعتزال، مصير متعب في القلعة الحمراء يحدده متعب وحده، هل هو قادر هذه هي القضية. الكبار في ملاعب الكرة يعاملون في فرقهم كأمراء، » فرانشيسكو توتي» كابتن» روما » نموذج ومثال، ظل يلعب لربع قرن من الزمان، لم يخلع فانلة الذئاب، ويوم وداعه المستطيل الأخضر كان حدثاً عالمياً، توتي تجاهل كل من طالبوه بالاعتزال، وظل يحمل شارة الكابتن رغم أنف من ناصبوه العداء، واختار هو موعد اعتزاله دون إجبار، ولو أراد الاستمرار لبقي في الملاعب أني شاء. صعب أن تفرط في توتي، يصعب أن تفرط في متعب، تكريم متعب بإتاحة الفرصة الكاملة ليلعب اولا، ثم ياخذ قراره بنفسه دون إجبار، وليعلم من يعمد إلي إجبار متعب علي الاعتزال أو الرحيل، كلاهما مر، أنه لن يهنأ بحب جماهير القبيلة الحمراء، طالما الثالثة شمال تهتف باسمه. يبدو أن رسالة هدف متعب الأخير في وادي دجلة، وصنعه زملاؤه جميعاً في عزف محبة جماعي لم يصل إلي أصحاب القرار في الجزيرة، وأعلم أن هذا الهدف أشعل النار في قلوب الحاقدين، فقرروا ذبحه تماماً، وأعلم أن هناك من يتبضع قضية متعب لأسباب انتخابية، لا تدخلوا متعب في المزاد الكبير !