لست ضد تصنيع "الأستيكة" في مصر بالطبع, ولا تصنيع الأقلام الجاف, ولا الأدوات المكتبية التي نستورد 70% منها إلي الآن!!..وأيضا لست مع الساخرين, من تصريح وزير الصناعة والتجارة(طارق قابيل) بالبدء في صناعة الأستيكة بمواد خام مصرية بنسبة 98% بما يوفر15مليون جنية سنويا, قيمة مانستورده من الخارج.. ما يستوقفني ويدهشني ليس صناعة الأستيكة..لكن تأخرنا في صناعتها, وكيف أننا إلي الآن عاجزون عن تصنيع بعض الأدوات المكتبية البسيطة, تلك الصناعات الصغيرة؟!...مصر التي عرفت في منتصف خمسينيات القرن الماضي صناعة الحديد والصلب(بوابة الصناعات الثقيلة) وأقامت مجمع الألمونيوم في نجع حمادي و1200مصنع في الستينيات..تمرالسنوات والسنوات, وتتوقف معظم الصناعات(أكثر من 5 آلاف مصنع متوقف عن العمل, بحسب تقرير اتحاد الصناعات المصرية عام2016)!! وتتعثرالمصانع, وتخصخص العشرات منها, ليحولها أصحاب القطاع الخاص إلي أراضي بناء وعقارات ومشاريع سياحية!!..ليصبح خبرالبدء في تصنيع أستيكة (انتاج مصري مشترك بخبرات أجنبية)انجازا يستحق الاحتفال.. وبالفعل هي صناعة بسيطة وخطوة ليست كبيرة, لكن التصنيع (خفيفا أو ثقيلا) والصناعات(كبيرة أو صغيرة)هي أمر حتمي للنهوض لا بديل عنه,وخطوة هامة في تحويل الشركات التجارية للعمل في مجال الصناعة, وإحلال المنتجات المحلية محل المستوردة, بكل ما تحققه من فرص عمل للكثيرين, وتوفيرللعملة الأجنبية,وإسهاما في تخفيض العجز في الموازنة العامة...البدء في صناعة الأستيكة, أيضا يعيد السؤال حول الصناعة المصرية أين ذهبت؟ ومتي تعود؟