فى حجرة صغيرة ببدروم المبنى الرئيسى للمركز القومي للبحوث عُلق على بابها «معمل البويات»، طرح الأستاذ سؤالًا على أربعة من تلامذته حول تصوراتهم عن مكونات «الاستيكة». كان ذلك فى 1997، حين راقب الأستاذ ممحاة أحد أحفاده وفكر فيما كان بإمكاننا تصنيع «أستيكة مصرية». بدا له الأمر سهلًا وشاركه فى ذلك تلامذته الأربع الذين خاضوا معه محاولات التجريب. فى غضون شهر عرف الفريق الخماسى تركيبة جديدة للممحاة تتوافر خاماتها فى السوق المصرية، لينتهوا فى المعمل إلى مجسم مطاطى صغير أبيض اللون، مستطيلى يمحو الرصاص، كانوا يتوقعون أن يكون للخبر ثقله؛ خاصة أن معناه أن مصر ستوفر 15 مليون جنيه سنويًا كانت تصرفهم على استيراد الممحاة. وفى حديث صحفى له عام 2002، أعرب صاحب المشروع العالم الدكتور بدران محمد بدران، ورئيس قسم البوليمرات بالمركز آنذاك، عن سعادته وراحته للاختراع، إلا أن ما حدث كان عكس ذلك. فئة ما استفزها الخبر لاستفادتهم من الاستيراد فهاجموا الفكرة حتى أغلق الملف . لكنه فُتح مجددًا بتصريحات احتفائية من المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، الذى تحدث عن بدء مجموعة تجارية مشهورة فى إنشاء أول مصنع لصناعة الأستيكة المصرية. وعلى الرغم من الحفاوة الذى زف بها الوزير الخبر إلا أنه أفاد أن المصنع سيقام بخبرات أجنبية رفضت أن تمنحنا تكنولوجيا التصنيع... إذا هو أول مصنع وبخبرة أجنبية فى حين طرحت الفكرة قبل عشرين عامًا وبخبرة مصرية!!