أصدرت محكمة جنايات القاهرة أمس أحكاماً رادعة ضد المتهمين باغتيال شهيد العدالة المستشار هشام بركات النائب العام.. حيث قضت المحكمة بإجماع الآراء وبعد موافقة فضيلة مفتي الجمهورية بإعدام 28 متهما منهم 15 حضوريا و13 غيابيا. كما عاقبت 15 متهما بالسجن المؤبد والسجن المشدد 15 عاما ل 8 متهمين ومعاقبة 15 متهما بالسجن 10 سنوات مع إلزام المتهمين برد قيمة الممتلكات التي قاموا بإتلافها وتخريبها.. وأكد المستشار حسن فريد رئيس المحكمة في كلمة ألقاها قبل النطق بالحكم بأن أدلة الإثبات وأقوال شهود الإثبات أكدت ارتكاب المتهمين التهم المنسوبة لهم.. وأن الإخوان خوارج العصر وأنهم أرادوا الانتقام من النائب العام بسبب زعمهم بأنه من أعطي الأوامر بفض اعتصامي النهضة ورابعة. وشهدت الجلسة غياب أهالي المتهمين وحضور مكثف من وسائل الإعلام. بدأت الجلسة بكلمة للمستشار حسن فريد رئيس المحكمة وجهها للشعب المصري ولضمير شعوب العالم من الدول التي تعي خطورة الإرهاب قائلا: إن قضية اغتيال الشهيد المستشار هشام بركات جريمة تكاتفت فيها قوي الطغيان والمفسدون في الأرض وهي إحدي مكائد الإرهاب الأسود الذي تمارسه فئة باغية تكشف عن الوجه الحقيقي للتطرف واستغلال الدين.. مشيرا إلي أن أوراق القضية كشفت عن اتفاق قيادات جماعات الإخوان الهاربة خارج البلاد في قطر وتركيا وجناحهم العسكري »حركة حماس» لارتكاب عمليات عدائية ضد رجال الشرطة والجيش والقضاء والإعلاميين واستهدافهم لعمليات اغتيال خسيسة ليس لها هدف سوي سفك الدماء البريئة وإزهاق الأرواح الزكية. النيابة: المتهمون تدربوا في غزة وخططوا مع قياداتهم لعملية الاغتيال المستشار حسن فريد رئيس المحكمة:الإخوان خوارج العصر.. قتلوا مسلماً صائماً في رمضان في العاشرة والنصف صباح أمس اعتلت المحكمة منصة القضاء بكامل هيئتها.. وسط إجراءات أمنية مشددة.. وحضور جميع المتهمين والمحبوسين.. وغياب الأهالي. قبل النطق بالحكم.. تلي المستشار حسن فريد رئيس محكمة جنايات القاهرة كلمة.. رصد فيها وقائع القضية.. وجرائم المتهمين. تضمنت الكلمة اتوجه إلي الشعب المصري وإلي ضمير شعوب العالم وإلي الدول التي تعي الإرهاب بهذه الكلمات... نحن قضاة مصر ليس لنا علاقة بالسياسه بل نحكم في القضية بالادلة والقرائن والبراهين والشواهد. أضاف ان واقعات الدعوي حسبما استقرت ووقرت في يقين المحكمة واطمأن لها وجدانها وإرتاح اليها ضميرها مستخلصة من أوراق الدعوي وما حوته من مستندات وما دار بشأنها بجلسات المحاكمة تتحصل في أن المؤامرة الغاشمة التي حاكت ودبرت في الخفاء من المأجورين علي إغتيال الشهيد المستشار هشام بركات النائب العام السابق تكاتف فيها قوي الطغيان والمفسدين في الأرض ألا وهي مكائد الإرهاب الاسود الغادر الذي لا يقوم بها إلا فئة باغية قدمها مجتمع مهترئا تتحكم فيه السياسه القبيحه التي تخلط الدين بالدنيا وتكشف عن وجه المتطرفين ضعاف النفوس من عشاق الدم مستغلين الدين ومتخذين منه ستارا لاعمالهم والدين منهم براء. وأكد رئيس المحكمة ان الجرائم الإرهابية لن تنال من إرادة الشعب المصري ودولة بعراقة وحجم مصر، إلا إن الاوراق والتحقيقات وإعترافات بعض المتهمين التفصيلية والمعاينات التصويرية لمكان الاحداث وعرض السيديهات المصورة وإنتقال النيابة العامة لمعاينة المقارات التنظيمية التي وجدت بها الاسلحة والمتفجرات المضبوطة وطابور العرض الذي اجرته المحكمة الذي تعرف فيه شاهد الاثبات رقم 30 علي المتهم الحادي عشر أبوالقاسم احمد علي الذي اشتري منه السيارة الاسبيرنزا مرتكبة الحادث، وأشار إلي ان التحريات أكدت صحة حدوث الواقعة ومن بعد قامت المحكمة بتحقيق مطالب الدفاع بتحقيق القضية تحقيقا قضائيا بسماع 113 شاهد إثبات واستمعت إلي الفريق الطبي من أطباء بمستشفي النزهة الدولي واستمعت إلي اللجنة الثلاثية لاطباء الطب الشرعي ثم إلي شهود النفي. وأوضح المستشار حسن فريد أن أوراق القضية كشفت عن اتفاق قيادات جماعة الإخوان المسلمين الهاربة خارج البلاد في دولتي قطر وتركيا وداخلها وقيادات الجناح العسكري لهم من حركة حماس علي نشر جذور الشقاق والفتن بوضع مخطط لتنفيذ عمليات عدائية ضد مؤسسات الدولة خاصة من رجال الجيش والشرطة والقضاء والإعلاميين القائمين علي إدارة مؤسسات الدولة وكذلك المنشآت العامة واستهداف مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية بالبلاد والشخصيات العامة المعارضة لافكار الجماعة بغرض تعطيل سلطات الدولة ومنع العاملين بها من ممارسة عملهم وترويع المواطنين وصولا لإشاعة الفوضي وأكد القاضي أن المتهمين جمعتهم نية واحدة تمثلت في الانتقام والفتك لشفاء صدورهم من الغيظ من فرط الضغينة التي تكنها أنفسهم ممن ينفخون نوافير الشر ويدسون فتيل الفتنة ويزيدوا الفرقة بين أبناء الوطن الواحد ويلصقون الاعمال الإرهابية بالاسلام. وأضاف رئيس المحكمة أن المتهمين استحلوا دماء طاهرة سفكتها طائفة فاجرة واستباحوا لانفسهم دماء معصومة وجردوا من مشاعر الرحمة والانسانية، فتلوا مسلما صائما في شهر رمضان »خوارج هذا العصر». وأوضح أن القضاة في حرب ضد المتطرفين يخوضون معركة خبيثة شرسة دبرت في الخفاء، فالشعب كله ضد دعاة الفوضي فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم »أهل مصر في رباط إلي يوم القيامة».. وأضاف أن سفاك الدماء البريئة التي تراق والأرواح الذكية المظلومة التي تزهق ممن يتشدقون بالإنكار فهم فئة ضاله منافقة يظهرون خلاف ما يبطنون ويسلموا عقولهم وتفكيرهم للدعوات التي تربط ربطا خاطئا بين الإرهاب بالسلام، فإن اشرس اعداء الإسلام هو مسلم جاهل يتعصب لجهله فقال الله سبحانه وتعالي في محكم آياته »فلا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون» فاللهم اجعل هذا بلدا آمنا مطمئنا سخاء رخاء فاللهم من اراد بنا شر فاشغله في نفسه ورد كيده في نحره وأجعل تدبيره تدميرا له يارب وازرقه اضعاف ما يتمناه وقال الله تعالي في محكم آياته »إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وارجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض»، وقد استقام دليل الاتهام ووقر في عقيدة المحكمة علي صحته علي وجه القطع والحزم واليقين في حق المتهمين.