هل كان الدكتور مطاوع سيقول ما قاله لو أنه استمر في موقعه ولم يصدر قرار إقالته؟ قيمة الكلمة ترتبط بالتوقيت الذي يختاره الانسان لإطلاقها، أما عندما تكون مجرد رد فعل، أو محاولة للثأر ممن أضره أو حرمه من ميزة، فانها لا تصبح لوجه الله والوطن والحقيقة، ولكنها تكون من أجل شيء صغير وشخصي في الغالب! وبمنتهي الصدق أتمني أن أكون مخطئا، وألا يكون د.عبدالفتاح مطاوع مقصرا. الرجل كان مسئولا حتي أيام قليلة عن أحد أخطر الملفات التي تمس أمن وحياة ومستقبل مصر وأبنائها: مياه النيل. فجأة يخرج مطاوع ليكشف اسرارا ويفضح أدوارا بعد صمت 8 سنوات ظل خلالها ساكنا، وإذا تغاضينا عن ثلاثة أرباع هذه الفترة، فلا يمكن أن نغفر له سكوته خلال العامين الأخيرين، ومصر علي شفا الكارثة لأن شريانها سوف يُقطع أو يتهدده النضوب عن عمد. 3 وزراء ري، ووزيران للخارجية، ومسئولون رفيعو المستوي في مواقع عدة لم يكونوا بعيدين عن نيران مطاوع، ولاشك أنه يتفق مع كثيرين حذروا من الطريقة التي تم ادارة الملف بها، لكن الفرق بينه وبيننا انه كان يستطيع إذا تحدث قبل ذلك أن يكون لتحذيره اثر قوي، لكنه اختار الاستمرار والصمت، حتي بعد الثورة لم ينطق إلا بعد مائة يوم عندما أقالوه، فهل يكشف لنا لماذا خرج الآن؟ وهل هناك علاقة بين إقالته وكسره لحاجز الصمت وكشفه للمستور؟! [email protected]