تنسيق الثانوية العامة 2025 ..شروط التنسيق الداخلي لكلية الآداب جامعة عين شمس    فلكيًا.. موعد إجازة المولد النبوي 2025 في مصر و10 أيام عطلة للموظفين في أغسطس    رسميًا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الجمعة 1 أغسطس 2025    5 أجهزة كهربائية تتسبب في زيادة استهلاك الكهرباء خلال الصيف.. تعرف عليها    أمازون تسجل نتائج قوية في الربع الثاني وتتوقع مبيعات متواصلة رغم الرسوم    إس إن أوتوموتيف تستحوذ على 3 وكالات للسيارات الصينية في مصر    حظر الأسلحة وتدابير إضافية.. الحكومة السلوفينية تصفع إسرائيل بقرارات نارية (تفاصيل)    ترامب: لا أرى نتائج في غزة.. وما يحدث مفجع وعار    الاتحاد الأوروبى يتوقع "التزامات جمركية" من الولايات المتحدة اليوم الجمعة    باختصار.. أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. مستندات المؤامرة.. الإخوان حصلوا على تصريح من دولة الاحتلال للتظاهر ضد مصر.. ومشرعون ديمقراطيون: شركات أمنية أمريكية متورطة فى قتل أهل غزة    مجلس أمناء الحوار الوطنى: "إخوان تل أبيب" متحالفون مع الاحتلال    حماس تدعو لتصعيد الحراك العالمي ضد إبادة وتجويع غزة    كتائب القسام: تدمير دبابة ميركافا لجيش الاحتلال شمال جباليا    عرضان يهددان نجم الأهلي بالرحيل.. إعلامي يكشف التفاصيل    لوهافر عن التعاقد مع نجم الأهلي: «نعاني من أزمة مالية»    محمد إسماعيل يتألق والجزيرى يسجل.. كواليس ودية الزمالك وغزل المحلة    النصر يطير إلى البرتغال بقيادة رونالدو وفيليكس    الدوري الإسباني يرفض تأجيل مباراة ريال مدريد أوساسونا    المصري يفوز على هلال الرياضي التونسي وديًا    انخفاض درجات الحرارة ورياح.. بيان هام من الأرصاد يكشف طقس الساعات المقبلة    عملت في منزل عصام الحضري.. 14 معلومة عن البلوجر «أم مكة» بعد القبض عليها    بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين    حبس المتهم بطعن زوجته داخل المحكمة بسبب قضية خلع في الإسكندرية    ضياء رشوان: إسرائيل ترتكب جرائم حرب والمتظاهرون ضد مصر جزء من مخطط خبيث    عمرو مهدي: أحببت تجسيد شخصية ألب أرسلان رغم كونها ضيف شرف فى "الحشاشين"    عضو اللجنة العليا بالمهرجان القومي للمسرح يهاجم محيي إسماعيل: احترمناك فأسأت    محيي إسماعيل: تكريم المهرجان القومي للمسرح معجبنيش.. لازم أخذ فلوس وجائزة تشبه الأوسكار    مي فاروق تطرح "أنا اللي مشيت" على "يوتيوب" (فيديو)    تكريم أوائل الشهادات العامة والأزهرية والفنية في بني سويف تقديرا لتفوقهم    تمهيدا لدخولها الخدمة.. تعليمات بسرعة الانتهاء من مشروع محطة رفع صرف صحي الرغامة البلد في أسوان    النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بعدد من مدارس التعليم الفني ب الشرقية (الأماكن)    الزمالك يهزم غزل المحلة 2-1 استعدادًا لانطلاقة بطولة الدوري    اصطدام قطار برصيف محطة السنطة وتوقف حركة القطارات    موندو ديبورتيفو: نيكولاس جاكسون مرشح للانتقال إلى برشلونة    مجلس الشيوخ 2025.. "الوطنية للانتخابات": الاقتراع في دول النزاعات كالسودان سيبدأ من التاسعة صباحا وحتى السادسة مساء    «إيجاس» توقع مع «إيني» و«بي بي» اتفاقية حفر بئر استكشافي بالبحر المتوسط    مجلس الوزراء : السندات المصرية فى الأسواق الدولية تحقق أداء جيدا    فتح باب التقدم للوظائف الإشرافية بتعليم المنيا    رئيس جامعة بنها يصدر عددًا من القرارات والتكليفات الجديدة    أحمد كريمة يحسم الجدل: "القايمة" ليست حرامًا.. والخطأ في تحويلها إلى سجن للزوج    فوائد شرب القرفة قبل النوم.. عادات بسيطة لصحة أفضل    متى يتناول الرضيع شوربة الخضار؟    تكريم ذوي الهمم بالصلعا في سوهاج.. مصحف ناطق و3 رحلات عمرة (صور)    حركة فتح ل"إكسترا نيوز": ندرك دور مصر المركزى فى المنطقة وليس فقط تجاه القضية الفلسطينية    أمين الفتوى يوضح أسباب إهمال الطفل للصلاة وسبل العلاج    الداخلية: مصرع عنصر إجرامي شديد الخطورة خلال مداهمة أمنية بالطالبية    الإفتاء توضح كفارة عدم القدرة على الوفاء بالنذر    الشيخ خالد الجندى: من يرحم زوجته أو زوجها فى الحر الشديد له أجر عظيم عند الله    الوطنية للصلب تحصل على موافقة لإقامة مشروع لإنتاج البيليت بطاقة 1.5 مليون طن سنويا    وزير الخارجية الفرنسي: منظومة مساعدات مؤسسة غزة الإنسانية مخزية    ممر شرفى لوداع لوكيل وزارة الصحة بالشرقية السابق    رئيس جامعة بنها يشهد المؤتمر الطلابي الثالث لكلية الطب البشرى    حملة «100 يوم صحة»: تقديم 23 مليونًا و504 آلاف خدمة طبية خلال 15 يوماً    تنسيق الجامعات 2025.. تفاصيل برنامج التصميم الداخلي الإيكولوجي ب "فنون تطبيقية" حلوان    وزير الصحة يعلن تفاصيل زيادة تعويضات صندوق مخاطر المهن الطبية    طارق الشناوي: لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل موهوب بل إنسان وطني قاتل على الجبهة.. فيديو    أمانة الاتصال السياسي ب"المؤتمر" تتابع تصويت المصريين بالخارج في انتخابات الشيوخ    حالة الطقس ودرجات الحرارة المتوقعة اليوم الخميس 31-7-2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طفح الكيل.. والصبر علي قطر نفد
نشر في الأخبار يوم 20 - 07 - 2017

مصالح القاهرة ودول الخليج متوافقة... وواجبنا دعم أمن واستقرار مصر
لا نستهدف الشعب القطري... ولا نسعي لفرض الوصاية علي قرارات الدوحة
القوائم المقدمة من الدول الأربع لزعماء الإرهاب تتوافق مع مثيلتها الأمريكية والدولية
قطر دمرت المنطقة بدعمها جماعة الإخوان الإرهابية والتنظيمات المتطرفة في ليبيا وسوريا
هو حديث الساعة، زاد من أهميته الأجواء التي تعيشها المنطقة بعد القرار الذي اتخدته مصر والسعودية والإمارات والبحرين بقطع علاقاتها مع قطر، وربطت بين عودة الأمور إلي طبيعتها ووقف الدوحة لدعمها للإرهاب بعد أن أصبح الأمر حديث العالم الذي يجمع علي الدور التخريبي للدوحة في دول عربية عديدة، ودعمها للجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم.
زاد من أهميته الطرف الآخر من الحوار السفير أحمد قطان سفير المملكة العربية السعودية بالقاهرة، والمندوب الدائم للسعودية بالجامعة العربية، وعميد السلك الدبلوماسي العربي، والذي يعتبرموسوعة في العلاقات العربية العربية بعد مشوار طويل من العمل الدبلوماسي امتد لسنوات سواء كمندوب في الجامعة العربية قبل ان تضاف اليه مسئولية الإشراف علي العلاقات بين مصر والسعودية في ادق مرحلة، وهي ما بعد ثورة 25 يناير 2011 وحتي الان، والذي نجح بالعبور بها من مطبات سياسية وأجواء أزمات وتغييرات متعددة شهدتها الاوضاع في البلدين، يضاف إلي هذا خبرات دبلوماسية كبيرة من خلال العمل لسنوات طويلة في سفارة بلاده في واشنطن.
أوضح السفير السعودي في حواره أن قرار قطع العلاقات مع قطرلم يتم اتخاذه بشكل مفاجئ، ولكن علي مدي سنوات تبذل الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي جهوداً صادقة لإقناع قطر بإيقاف تمويلها للتنظيمات المتطرفة وتغيير سياستها العدائية ضد جيرانها، ولكن دون أي استجابة من جانب الدوحة، حيث وَقع أمير قطر بنفسه علي اتفاق الرياض عام 2013 والاتفاق التكميلي عام 2014، ومع ذلك لم تف قطر بما التزمت به. كشف السفير عن كثير من ابعاد الأزمة، نفي ان يكون هناك اي ارتباط بينها وبين قمة الرياض الامريكية العربية الاسلامية، تحدث عن ادلة ومعلومات لدي الدول العربية - بعيدا عن الاعلام - عن الدور التخريبي لقطر في العديد من الملفات والازمات العربيةً.
وإلي نص الحوار:
اعتقد ان البداية المنطقية للحوار تبدأ من تساؤل مهم حول لماذا الآن؟ وكانت قطر قبلها بأيام احدي الدول المدعوة إلي القمة العربية الاسلامية الامريكية في الرياض، وخصصت للبحث في موقف دولي من الارهاب، وما هي أدلة اتهامكم لقطر، والتي علي أساسها جاء قرار قطع العلاقات؟
- علي مدي سنوات طويلة، استمرت هذه الدول الأربع تطلب من قطر الكف عما يزعزع أمنها ويخالف الاتفاقيات الموقعة بينها، ثنائياً وجماعياً، في إطار مجلس التعاون الخليجي. وسبق أن قدمت المملكة والدول الأخري لقطر قوائم بأسماء مطلوبين متورطين في أعمال إرهابية ونشاطات استهدفت أمن واستقرار المملكة ومواطنيها، ورغم الوعود بوقف نشاطاتهم إلا أن قطر استقبلت المزيد منهم، وسمحت لهم بالتآمر ضد دولهم، وبعضهم منحته جنسيتها، ومن بينهم قيادات وعناصر تابعة لجماعات إرهابية ومتطرفة، فوفرت لهم الحماية والدعم الكامل علي أراضيها، وخارجها.
أما التحرك في هذا التوقيت ، فقد جاء بعد أن »طفح الكيل»‬ من تصرفات السلطات في الدوحة. وما قامت به قطر واقع تجب قراءته علي نهج مستمر سارت عليه من سنوات. واتخاذ الدول قرار المقاطعة إنما هو لإرسال رسالة للدوحة تحضها علي ضرورة تصحيح وضعها الراهن، وإيقاف دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية والمتطرفة.
قرارات متوقعة
ولكن سيادة السفير، ألا تتفق ان الامر مثّل مفاجأة لقطر وجهات دولية عديدة باتخاذ الدول الاربع لمثل هذه الاجراءات، وبعضها قد لا يكون مسبوقا علي الاقل علي الصعيد الخليجي ؟
- إن كافة الإجراءات التي تم اتخاذها حيال دولة قطر لم تكن مفاجئة علي الإطلاق خاصته وان اتفاق الرياض 2013 والاتفاق التكميلي في العام التالي تضمن نصوصاً صريحة تنص علي أن لدول الخليج الحق في اتخاذ إجراءات تضمن أمنها واستقرارها إذا لم تنفذ قطر تلك الاتفاقيات. لقد اتخذت المقاطعة ذلك القرار بعد أن نكثت قطر العهد مرتين: الأولي كانت في اتفاق الرياض 2013 ، والثانية بعد أن أعادت الكرة مرة أخري رغم توقيعها علي اتفاق الرياض التكميلي عام 2014 ، وتجدر الاشارة إلي ان أغلب ما تضمنته قائمة الطلبات ال 13التي قدمتها الدول الاربع لقطر كان مذكورا في اتفاق الرياض سنة 2014 ، وقد نص بيان مشترك لدول مصر والبحرين والسعودية والإمارات في اجتماع القاهرة، أن موقف الدول الأربع يقوم علي أهمية الالتزام بالاتفاقيات والمواثيق والقرارات الدولية والمبادئ المستقرة في مواثيق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي واتفاقيات مكافحة الإرهاب الدولي مع التشديد علي المبادئ التالية:
1 - الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب بكافة صورهما ومنع تمويلهما أو توفير الملاذات الآمنة.
2 - إيقاف كافة أعمال التحريض وخطاب الحض علي الكراهية أو العنف.
3 - الالتزام الكامل باتفاق الرياض لعام 2013 والاتفاق التكميلي وآلياته التنفيذية لعام 2014 في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربي.
4 - الالتزام بكافة مخرجات القمة »‬ العربية »الإسلامية- الأمريكية التي عقدت في الرياض في مايو 2017.
5 - الامتناع عن التدخل في الشئون الداخلية للدول ودعم الكيانات الخارجة عن القانون.
6 - مسئولية كافة دول المجتمع الدولي في مواجهة كل أشكال التطرف والإرهاب بوصفها تمثل تهديدا للسلم والأمن الدوليين.
تقزيم الأزمة
وماذا عن ادعاء قطر بأن الأزمة معها تعتمد علي »‬قرصنة» علي موقع وكالة الأنباء الرسمية »‬قنا» وحاولت الترويج من خلال تسريبات لاجهزة إعلام دولية إلي تورط دول في تلك العملية ؟
- هذه المزاعم محاولة من السلطات القطرية لتقزيم المشكلة والتهرب من التهم الخطيرة الموجهة ضدها. المملكة والبحرين والامارات ومصر، أخذت موقف المقاطعة بعد فشل جميع المساعي مع الدوحة، وعدم التزامها بعدة مطالبات متكررة، كان آخرها في عامي 2013 و2014 بوقف دعمها للتطرف والإرهاب، والتدخل في الشئون الداخلية للدول، وتأجيج الصراعات التي تؤدي إلي زعزعة أمن المنطقة. واتخاذ القرارات الأخيرة جاء لإرسال رسالة للدوحة مفادها »‬لقد طفح الكيل».
تحاول قطر الترويج بأن قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق الأجواء والحدود هو حصار لها وتحاول في هذا الإطار استنفار منظمات دولية لدعم هذه المزاعم ؟
- أولاً: لا يوجد حصار بل مقاطعة، والمقاطعة تعني: عدم التعامل، بناءً علي قطع العلاقات الدبلوماسية والقنصلية.
المملكة لم تحاصر قطر، فالموانئ والمطارات القطرية مفتوحة، إنما منعنا فقط شركات الطيران القطرية والطائرات المسجلة في قطر من استخدام مجالنا الجوي، ومنعنا سفنها من استخدام مياهنا الإقليمية، وذلك حق سيادي للمملكة. والمملكة مستعدة لإمداد قطر بالمواد الغذائية والطبية عن طريق مركز الملك سلمان إذا كانت بحاجة لذلك، ونحن نعلم جيداً أنها ليست بحاجة لها، فالمواد الغذائية والطبية موجودة لديها وكل ما يحتاجه القطريون يحصلون عليه، والدليل علي ذلك ما صرح به متحدث رسمي من الخارجية القطرية ً، وأن ما قامت به المملكة والبحرين والإمارات ومصر ودول أخري لا يستهدف الشعب القطري
ألا تعتقد ان قطر نجحت في الترويج لفكرة أن الدول المقاطعة قدمت اليها مطالب »‬تعجيزية» حتي لاتنفذها الدوحة وتستمر الأزمة وتتصاعد ؟
- هذا غير صحيح، وهي محاولة للالتفاف علي المطالب التي تتمحور علي معالجة وقف دعم الجماعات الإرهابية. ترديد قطر لهذا العذر يوضح للجميع أنها لا ترغب في تطبيق المطالب، ومعظمها وافقت عليه في السابق وتعهدت به، ولكنها لم تنفذها. إن تجاوب قطر مع المطالب من شأنه أن يسهم في تجاوز هذه الأزمة.
مصر في قلب الأزمة
نعود إلي بعد آخر للأزمة، وهي كما تم الكشف عنه ليست وليدة اليوم، فقد جرت محاولات سابقة للتوصل إلي قواسم مشتركة عبر اتفاق الرياض الأول والآخر التكميلي، ولكنه مثل محاولة لحل خلاف خليجي خليجي دون ان تكون مصر طرفا فيه علي عكس الأزمة الجديدة، وهذا يدفعنا للتساؤل أين هي البنود التي تمس مصر بشكل مباشر في تلك الاتفاقيات؟
- أولاً نحن نتعامل مع الأزمة الراهنة بمنظور موحد، بمعني أن المصالح المصرية تتسق وتتوافق تماما مع المصالح الخليجية ولا خلاف حول هذا الأمر إطلاقاً. وفيما يتعلق بمصر، نص اتفاق الرياض علي البند الخاص »‬بضرورة التزام كافة الدول بنهج سياسة مجلس التعاون الخليجي بدعم القاهرة والإسهام في أمنها واستقرارها والمساهمة في دعمها اقتصادياً وايقاف كافة النشاطات الاعلامية الموجهة ضد مصر في جميع وسائل الإعلام بصفة مباشرة وغير مباشرة، بما في ذلك، ما يبث من إساءات علي قنوات الجزيرة والجزيرة مباشر مصر».
في كل تصريحات كبار المسئولين في الدول الثلاث تأكيدات بأن قطر جزء من مجلس التعاون، فلماذا لا تتحاورون مباشرة معها؟
- تحاورنا مع قطر كثيراً خلال 20 عاماً، وتعهدت لنا قطر كثيراً، ولكن لم نجد منها التزاماً بالتعهدات، وأهم هذه التعهدات اتفاق الرياض 2013 والاتفاق التكميلي 2014. ونؤكد بأننا لا نرفض الحوار عندما يكون بناءً ومفيداً، ومع من يستحق أن نتحاور معه. ولكن في الأزمة الحالية، ليس المهم أن يكون الحوار مباشراً أو غير مباشر، فالمهم أن تلتزم قطر بإيقاف دعمها للإرهاب والتطرف.
هناك أمور لا مساومة فيها ولا نقاش، وأهمها الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب وتجريم صناعته، وذلك هدف جميع دول العالم وليس فقط الدول المقاطعة لقطر. ومع كل ذلك، نؤكد أن قطر جزء من النسيج الخليجي، ولن نرضي أن تصاب بمكروه.
هناك اتهامات مبطنة حول »‬غياب» دور مجلس التعاون في حل الأزمة.... ما تعليقكم؟
- المملكة تحترم ما يصدر عن مجلس التعاون الخليجي، وتحترم وساطة الشقيقة دولة الكويت لحل الأزمة، وبينت بقبولها وساطة الكويت دون غيرها من دول العالم أنها تريد الحل خليجياً خليجياً، كما سبق وأن أكد معالي وزير الخارجية عادل الجبير أن الدول الخليجية قادرة علي حل الخلاف مع قطر بنفسها دون مساعدة خارجية.
رصاصة الرحمة
ألا تخشون من أن تكون الأزمة الاخيرة، وقرار قطع العلاقات »‬رصاصة الرحمة» لمجلس التعاون الخليجي ؟
- الخطر الحقيقي علي مجلس التعاون الخليجي يكمن في دعم إحدي دول المجلس لأنشطة متطرفة وإرهابية تهدف لزعزعة الاستقرار، سواء في المملكة أو في البحرين أو غيرهما، وهذا للأسف ما تقوم به السلطات في الدوحة. وقرار قطع العلاقات جاء لإيقاف هذه التجاوزات، ومن شأنه الحفاظ علي الكيان الخليجي متماسكاً. وهنا، لابد من الإشارة إلي أن جميع الدول الخمس لم يسبق لها أن أتّهمت من بعضها أو من الخارج بدعم الإرهاب، وأن الدولة الوحيدة محل الاتهام عالمياً هي قطر.
ألا تعتقد ان قطر تلعب علي هامش الخلاف بين فكرة الارهابي والمعارض في الدول العربية وتتحدث عن انها لاتدعم ارهابيين ؟
- هذا ما تقوله قطر لكن قوائم أسماء الإرهابيين والمنظمات المتورطة تتطابق في معظمها مع قوائم دولية. وسبق أن أصدرت مؤسسات أمريكية منها الخزانة الأمريكية أسماء مطابقة توضح طبيعة الجرائم. وبإمكان السلطات القطرية أن تثبت للعالم جديتها في التعاون باتخاذ خطوات علنية من اعتقال ومحاكمة الأشخاص والكيانات الواردة أسماؤها بشكل علني، وبحضور ممثلي الجهات المعنية دولياً.
والدول الأربع وزعت هذه القائمة علي دول العالم، وتم توضيح الأسباب التي أدت إلي إدراج هذه الشخصيات والكيانات عليها، بكونها تحتوي شخصيات تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من الدول، إرهابية أو داعمة للإرهاب والتطرف، وتتضمن أسماء لأشخاص مصنفين علي قوائم الأمم المتحدة أيضاً.
فلدينا قائمة طويلة مليئة بالأدلة، وعلي الدوحة الرد عليها، ومن هذه الأدلة ما لم يظهر في الإعلام، وسبق أن واجهنا السلطات القطرية بذلك عندما قمنا بسحب السفراء عام 2013، ونحن نلخص ما تقوم به قطر من أعمال غير مسئولة في دعمها للجماعات المتطرفة التي استهدفت بلداننا، ولدي أجهزتنا الأمنية أعمال مثبتة لمحاولاتها هز أمننا واستقرارنا.
ما وجهته الدول الأربع من اتهامات لحكومة قطر سبق لحكومات أخري أن صرحت بمثله، من بينها الحكومة الأمريكية. ديفيد كوهين وكيل وزارة الخزانة الأمريكية لشئون الإرهاب سبق أن صرح قائلاً: »‬ممولو الإرهاب يعيشون بحرية في قطر، ولم يجرمهم القانون القطري». ولذلك، اعتبرت الخزانة الأمريكية قطر دولة متورطة في تمويل الإرهاب.
ولكن قطر تدعي ان لديها سجلاً بمحاسبة المتهمين في قضايا الإرهاب الدولي، فما ردكم؟
- وقطر أيضاً تملك سجلاً سيئاً في التعامل مع المتهمين والمشبوهين والمبلغ عنهم دولياً. سبق للسلطات الأمريكية أن طلبت من قطر اعتقال ممول العقل المدبر لأحداث 11 سبتمبر (خالد شيخ محمد)، ولكن تم اطلاق سراحه من قِبَل السلطات القطرية في عام 2009 بعد سجنه لمدة لم تتجاوز الستة أشهر!. ومنذ إطلاق سراحه، ثبت أنه متورط بعمليات تمويل الأنشطة الإرهابية في العراق وسوريا وهجمات 11 سبتمبر الإرهابية.
تري قطر أن قطع العلاقات يهدف إلي فرض »‬الوصاية» عليها والمساس بسيادتها، ما تعليقكم؟
- مطالبتنا الدوحة بوقف دعم الإرهاب والإعلام المعادي ليس فرضاً للوصاية بل حفاظاً علي أمن الدول المقاطعة. فنحن نري محاولات جادة لتهديد وزعزعة الاستقرار في الخليج، ودعم مكشوف للجماعات المتطرفة، فمطالبتنا الدوحة بوقف دعم الإرهاب والإعلام المعادي لا يستهدف سيادتها. ونحن حريصون علي أمن وسلامة قطر، وهذه الإجراءات لحمايتها من تبعات الأعمال غير المحسوبة. ومعظم سياساتنا في مجلس التعاون متفق عليها بالتفاهم وليس بالوصاية علي أحد.
شهدت الأزمة سلوكا قطريا خبيثا ففي اطار محاولتها تبرئة نفسها من »‬تمويل» المنظمات الإرهابية سعت باستخدام أذرعها الإعلامية إلي إلصاق التهمة بالمملكة؟
- السلطات في الدوحة متورطة في رعاية ودعم جماعات إرهابية وطائفية، منها تنظيمات داعش وجبهة النصرة وأحرار البحرين وحزب الله وجماعة الإخوان وسرايا الدفاع عن بنغازي وغيرها، إضافة إلي دعم نشاطات جماعات إرهابية مدعومة من إيران في السعودية، ومساندة الميليشيات الحوثية في اليمن.
أما محاولات إلصاق التهمة بالمملكة، فالمملكة كانت هدفاً للعمليات الإرهابية وليس العكس، ومنها تلك المدعومة والممولة من قطر، وبينها مساهمتها في محاولة اغتيال ملك المملكة العربية السعودية الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالتعاون مع نظام معمر القذافي في عام 2003. وتقود المملكة النشاط الإقليمي في محاربة الإرهاب علي كافة الأصعدة منذ سنوات. ليس بإمكان أي شخص التشكيك في مواقف المملكة تجاه الإرهاب وهي التي فقدت أكثر من 240 شهيداً وأكثر من 1055 جريحاً، في أكثر من 50 عملية إرهابية. نحن في مواجهة مفتوحة مع الإرهاب، في حين قطر، مثل إيران، ليستا أهدافاً للإرهاب.
اتهامات باطلة
ولكنها اعادت إلي الاذهان التقارير والمعلومات التي صدرت من جهات معادية للسعودية والتي حاولت الربط بين المملكة وأحداث 11 سبتمبر؟
- ليس للحكومة السعودية أي دور في أحداث 11 سبتمبر، وجميع الحكومات الأمريكية أكدت هذا الأمر، ولا توجد معلومات أو تقارير صادرة عن المؤسسات الأمريكية تتهم المملكة بذلك بل أكدت عكس ذلك تماماً.
استغلت قطر بدء الأزمة في 5 يونيو الماضي ونهاية القمة العربية الاسلامية الامريكية في محاولة الترويج لفكرة ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب »‬شجع» السعودية علي قطع العلاقات مع قطر؟ هل يبدو الامر صحيحا؟
- المملكة والدول المشاركة في القمة العربية الإسلامية الأمريكية اتفقوا علي محاربة الإرهاب والمتطرفين، وهذا يشمل تجفيف منابع تمويل الإرهاب.
والمملكة اتخذت قرارها بقطع العلاقات وذلك بعد سنوات طويلة تعرضت خلالها لسياسة عدائية من قطر، وبعد أن تبين لها علاقة الدوحة بدعم الجماعات الإرهابية المتطرفة.. ونحن بقرارنا هذا نتشارك الرؤية ذاتها مع فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك دليل علي صدق رغبتنا في تجنيب قطر مخاطر ما تفعله علي الخليج والمنطقة والعالم.
هل نجحت قطر في استخدام علاقتها العسكرية مع واشنطن كدليل علي »‬براءتها» خاصة بعد توقيع اتفاقية منع تمويل الارهاب بين وزيري خارجية البلدين؟
- إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه سبق وأكد أن قطر لديها تاريخ في تمويل الإرهاب علي مستوي عال جداً، وأعلن عن اتفاقه مع القادة العسكريين والمسئولين الأمريكيين علي ضرورة أن توقف قطر تمويل الإرهاب. كما أن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون قد قال: إنه ينبغي علي قطر بذل المزيد في وقف الدعم المالي وطرد العناصر الإرهابية. وهذه التصريحات دليل علي استيعاب الجانب الأمريكي للدور القطري في دعم وتمويل الإرهاب ورغبة واشنطن الجادة في إيقاف تحركات الدوحة في هذا الجانب.
ولكن واشنطن رغم الأزمة وقعت اتفاقية حول مكافحة الارهاب مع قطر مما مثل مؤشرا حاولت قطر استخدامه لصالحها فما هو تقييم الدول الاربع المقاطعة لقطر؟
- اعتبرت الدول العربية الأربع المقاطعة لقطر أن الاتفاقية الأخيرة، التي وقعتها قطر مع واشنطن حول سبل مكافحة تمويل الإرهاب غير كافية. وهذا ما يؤكده بيان وزراء خارجية الدول الأربع عقب لقائهم مع نظيرهم الأمريكي تيلرسون والذي جاء فيه تثمين الدول الأربع لجهود الولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة الإرهاب وتمويله والشراكة المتينة الكاملة في صيغتها النهائية المتجسدة في القمة العربية الإسلامية الأمريكية التي شكلت موقفاً دولياً صارماً لمواجهة التطرف والإرهاب أياً كان مصدره ومنشأه مؤكدين في الوقت ذاته أن توقيع مذكرة تفاهم في مكافحة تمويل الإرهاب بين الولايات المتحدة الأمريكية والسلطات القطرية نتيجة للضغوط والمطالبات المتكررة طوال السنوات الماضية للسلطات القطرية، من قبل الدول الأربع وشركائها بوقف دعمها للإرهاب هي خطوة غير كافية وسنراقب عن كثب مدي جدية السلطات القطرية في مكافحتها لكل أشكال تمويل الإرهاب ودعمه واحتضانه.
تحالف أيراني قطري
احد المطالب التي تقدمت بها الدول الاربع إلي قطر هي وضع العلاقات بين الدوحة وطهران في إطارها المتعارف عليه لكن مسار الأزمة يكشف عن تمتين للعلاقة بين البلدين، ألا تخشي الرياض من قيام تحالف بين البلدين يستهدف السعودية ؟
- هذا خيارها، وسيكون ذلك مؤسفاً بالتأكيد. إيران هي رأس حربة الإرهاب عالمياً، والتحالف معها يضع قطر في نفس المصاف. إيران تعمل علي نشر الفوضي وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، بما في ذلك أمن المملكة واستقرارها. وإذا أرادت قطر أن تكون في ذات الخانة، فهذا تأكيد علي أنها تمارس سياسة تضر بالمنطقة والعالم. وتأكيد للمخاوف التي دفعت المملكة لاتخاذ قرار قطع العلاقات معها.
نعرف تاريخيا ان السعودية تفرق بين الخلافات السياسية وبين حق المسلمين في اداء فريضة الحج. ألا تعتقد ان قطر تحاول الترويج لمزاعم بأن المملكة توظف الحج في تلك الأزمة وتحاول استخدام الحج في الضغط لعزل قطر؟
- لم تقم حكومة المملكة العربية السعودية مطلقاً بممارسة أي ضغوط تجاه الدول، وذلك انطلاقاً من مبدأ إيمانها التام بأن لكل بلد الحرية في ممارسة سيادته واتخاذ القرارات، وأي إجراءات تتناسب مع مصالحه، كما أن القيادة العليا في المملكة توجه دائماً وأبداً بتقديم الخدمات وتسهيل أمور الحجاج والمعتمرين من كل دول العالم. وتحذر دوماً من تسييس واستغلال الشعائر الدينية. وأبواب الحرمين مفتوحة لجميع المسلمين. وربط الموقف السياسي باستقبال ضيوف الرحمن ليس من سياستنا مطلقاً.
سوريا كانت احدي الساحات التي شهدت تدخلا سلبيا من دولة قطر، هل تتوافق مع ذلك الرأي الذي يتحدث عن هذا الدور المدمر لدولة عربية شقيقة ؟
- في الوقت الذي كانت تدعم فيه المملكة القوي الوطنية السورية والجيش الحر، اختارت قطر دعم جماعات مسلحة؛ دولياً مصنفة إرهابية، امتداداً لما تفعله قطر في ساحات حرب أخري بدول المنطقة، كما سعت إلي استهداف المملكة بدعم معارضيها مالياً وإعلامياً، بمن فيهم أسامة بن لادن، زعيم (القاعدة) حينها، الذي كان يدعو لإسقاط النظام السعودي من علي شاشة التليفزيون القطري. وبعد الغزو الأمريكي للعراق استمرت قطر في دعم مسلحين سعوديين ضمن تبنيها تنظيمات إرهابية، مثل (النصرة)، التي وضعتها السعودية علي قائمتها السوداء. ورداً علي قطر، أصدرت وزارة الداخلية السعودية إنذارات علنية للمواطنين تحذرهم من الانخراط في الحرب السورية، ومن أبرز السعوديين الهاربين عبد الله المحيسني، الذي تولت قطر رعايته ضمن تمويلها ل(جبهة النصرة) الإرهابية. والمحيسني، مثل بن لادن، ينحدر من أسرة ثرية، وفر إلي سوريا في عام 2013 متحدياً الحظر السعودي. إن قطر دمرت المنطقة، بدعمها الحركات المتطرفة؛ مثل الإخوان المسلمين في مصر، والجماعات المتطرفة في ليبيا وسوريا، وورطت السنّة في العراق.
في النهاية ما مآلات تلك الأزمة؟ وكيف في اعتقادك يمكن التوصل إلي حل لها؟
هناك مبادئ أساسية يجب أن تلتزم بها جميع الدول بما فيها قطر. الأول هو عدم دعم الإرهاب وعدم تمويل الإرهاب. الثاني هو عدم دعم التطرف وعدم التحريض ونشر الكراهية عبر وسائل الإعلام بأي شكل كان ، وعدم استضافة إرهابيين أو أشخاص متورطين في تمويل الإرهاب أو مطلوبين من دولهم، وعدم التدخل في شئون دول المنطقة.
وكما قال معالي وزير الخارجية عادل الجبير »‬نحن نأمل أن نحل هذه الأزمة داخل البيت الخليجي ونأمل أن تسود الحكمة الأشقاء في قطر ويستجيبوا لمطالبات المجتمع الدولي، وليس فقط الدول الأربع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.