موسم دفن الأجسام في رمال »جبل الدكرور» الشهير في واحة سيوة بدأ أمس ويستمر حتي أول شهر سبتمبر المقبل الشهير، حيث يقبل الكثيرون علي الواحة الفريدة في اقصي جنوب غرب مصر هذه الايام طلبا للاستشفاء من امراض الروماتيزم والتهابات المفاصل والام الظهر، وسط أجواء شديدة السخونة ودرجات الحرارة تتجاوز الأربعين درجة مئوية. وكما يقول الحاج ابو القاسم علي ابوالقاسم صاحب اشهر حمامات الدفن الموجودة بجبل الدكرور فيستمر »الكورس العلاجي» للدفن علي مدار ثلاثة أيام، وما بعد الدفن 12 يومًا، يمنع فيها المبردات والتكييف والعلاقات الزوجية، ويقدم فيها للسائح أو المريض 3 وجبات، بخلاف المياه الكبريتية التي تعالج الأمراض الجلدية. ويبدأ اليوم الأول بتناول وجبة الإفطار في التاسعة صباحًا، ويتم الدفن في الرمال الساخنة في الواحدة ظهرا لمدة تصل إلي 7 دقائق ثم يخرج إلي الخيمة ويمكث فيها علي قدر المستطاع، وكلما طالت المدة كلما زادت قوة العلاج، ثم يخرج من الخيمة إلي السكن، ويمكث في حجرة لا هواء فيها حتي يتصبب العرق مرة أخري وينتظر حتي يجف العرق، ثم يخرج لتناول وجبتي الغداء والعشاء، ويتم تكرار نفس »الكورس» في اليومين التاليين، ويقدم خلالها للشخص مشروبات دافئة أثناء تواجده في الخيمة وفي الحجرة بعد الدفن. ويلفت الحاج ابو القاسم إلي أن رمال جبل الدكروري تتنوع من حيث تكوينها المعدني والكيميائي الذي يغلب عليه معدن الكوارتز، بالإضافة إلي معادن وصبغات كيميائية متنوعة، ويشهد علي ذلك بألوانها المتعددة، وتشمل الرمال الصفراء التي تحتوي علي كميات شحيحة من عناصر اليورانيوم والثوريوم والبوتاسيوم المشع، والرمال البيضاء التي تحتوي علي حبيبات السليكا الزجاجية الشفافة والبيضاء، وغالبا ما يستخدم هذا النوع في صناعة الزجاج والسبائك المعدنية، كما تتوافر أنواع ممتازة من الرمال الصفراء الناعمة النظيفة الصالحة لأغراض الطب البديل والاستشفاء البيئي في الواحة، حيث تتنوع الأمراض التي يمكن علاجها بحمامات الرمال بين الروماتيزم والروماتويد المفصلي والنقرس والأمراض الجلدية والكلي والجهاز التنفسي وقصور الشرايين والتخلص من القلق والضغوط النفسية. وتعد واحة سيوة هي الاشهر في حمامات الدفن في رمالها الساخنة حيث تعمل فيها خمس حمامات شهيرة في جبل الدكرور بقلب الواحة الساحرة التي لم تبح رمالها بجميع أسرارها حتي الآن.