هو فنان قدير.. وسياسي قدير.. كان عضوا نشطا بحزب العمل الاشتراكي، وكان عضوا معارضا بمجلس الشعب من 1979 حتي 1984، وقبل كل ذلك ذاق مرارة الاعتقال في شبابه حينما تظاهر هاتفا بسقوط الملك، والآن بعد ثورة 25 يناير قرر استعادة نشاطه السياسي وتأسيس حزب جديد هدفه الأول صياغة برنامج للمستقبل في كل المجالات.. هو الفنان القدير حمدي أحمد ابن البلد وابن الحارة وأحد الأعضاء البارزين في قائمة الشرف الفنية، التي تضم أبرز اسماء الفنانين المتضامنين مع الثورة. بعد 25 يناير أعلنت عن تأسيس حزب جديد.. فلماذا قررت العودة لتفعيل مشاركتك السياسية بعد سنوات من الغياب؟ لم انقطع ابدا عن السياسة فأنا اتابع واكتب اراء سياسية في الصحف ولكن المشاركة من خلال الاحزاب او البرلمان لم تكن مجدية لان الأحزاب تحولت الي ديكور والبرلمان لاوجود له لانه لا معني لبرلمان بلا معارضة، وقد جاءت الثورة لتمثل حالة يقظة اصابت الشعب المصري بعد سنوات طويلة من الصمت والصبر علي الفساد، ومن هنا قررت العودة للمشاركة الفعالة. وعظمة هذه الثورة انها لم تكن لها كوادرمحددة ولم يكن لها رأس مدبر مثل كل الثورات بل كل افراد الشعب كانوا كوادرها وكان الملايين يعملون بروح واحدة وهدف واحد، حتي شعار الثورة »الشعب يريد تغيير النظام« هو شعار ولد داخل الميدان ووجد صدي في جميع المحافظات في نفس التوقيت، وفي رأيي ان شدة الظلم والفساد الذي شهده الشعب المصري هو الذي وحد بين جميع أفراده وادي لنجاح هذه الثورة. قوانين فاسدة ما هو تعليقك علي المحاكمات التي تتم حاليا وما هو تصورك لنتائجها ؟ المشكلة ان كل من تم حبسهم ارتكبوا الاثم طبقا للقانون فالنظام السابق ظل ثلاثين عاما يقنن الفساد حتي اصبح لدينا فساد تشريعي رهيب.. واعتقد ان أول من يجب حسابهم هم رموز المؤسسة التشريعية من ترزية القوانين الذين افسدوا الحياة السياسية والتشريعية وكان مصدر ضميرهم هو ارضاء الحاكم وليس ارضاء الله، وتهمة تقنين الفساد اخطر من السرقة نفسها لانها افسدت أجيالا كاملة بل غيرت جينات الشعب المصري وقلبت موازين السلوك والأخلاق وحولت الباطل إلي حق. ويصمت قليلا ثم يقول : تعالوا نتأمل وضع رجال الشرطة والنيابة، بصراحة انا اراهم مظلومين فالضابط او وكيل النيابة منذ تخرجه وعلي مدي 30 عاما لم يحكم بالقانون العام العادل بل يحكم بقانون الطوارئ والقوانين العرفية، و تصدر له احكام اعتقال علي بياض، هذه هي الاوضاع التي تربي عليها رجال الشرطة والنيابة ثلاثين عاما كاملة فماذا ننتظر منهم، هل نحاكمهم ام نحاكم من وضع هذه القوانين الظالمة. الشباب والحكماء وماذا بعد هذه الثورة الناجحة ؟ المطلوب الآن صياغة برنامج لما بعد الثورة ويكون لهذا البرنامج رقباء علي تنفيذه من المثقفين ورجال الفكر والثوار والشباب، فالشباب لديهم الحماس وقد قام الشباب والشعب بثورتهم ونحن الآن في حاجة لمن يأخذ هذا الفكر ويترجمه ويصيغه وإذا لم يتقبل الشباب حكمة الحكماء فسيتحول كل منهم إلي دكتاتور. حزب جديد اعلنت عن تشكيل حزب جديد فهل تفكر في الترشيح للرئاسة ؟ اطلاقا فهدفي من تأسيس الحزب مختلف تماما , فقد رأينا انا والدكتور حلمي الحديدي ومعنا مجموعة من المثقفين والمفكرين في كافة المجالات ان الثورة حتي الآن لم تصغ برنامجا محددا يوضح شكل المستقبل في مختلف المجالات ولهذا قررت انا والدكتور حلمي تأسيس حزب جديد هو حزب النصر العربي المصري، بعد ان قمنا بالاجتماع بمناضلين من كل الاتجاهات ناصريين واشتراكيين وليبراليين من مفكرين واساتذة جامعة وشباب وفكرنا معا بصوت عال وهدفنا من الحزب الجديد هو صياغة كل مطالب الشعب في وتحديد رؤية للمستقبل في كل المجالات كالزراعة والصناعة والتعليم والصحة وغيرها. ولماذا لم تفكر في الانضمام لأحد الاحزاب القائمة ؟ الفترة الماضية كما قلنا شهدت فسادا كبيرا في الحياة السياسية وهو ما انعكس علي الاحزاب فمعظم الاحزاب القائمة من وجهة نظري كانت الحديقة الخلفية للحزب الوطني وبرامج معظمهم كانت صناعة امن دولة وبالتالي فمعظم هذه الاحزاب تحتاج اعادة صياغة برامجها او يجب حلها. كنت عضوا بمجلس الشعب عن المعارضة عن دائرة بولاق ابو العلا من سنة 1978 حتي 1984، فما هي ذكرياتك البرلمانية عن هذه الفترة ؟ كنت عضوا وقت رئاسة صوفي ابو طالب وقتها ايضا كان المناخ سيئا ولكنه بالتدريج سار من سيئ الي اسوأ، وقد كنت دائما معارضا ودفعت الثمن بحرماني من العمل سنوات طويلة، وعلي سبيل المثال فانا لدي مضبطة بها تفويض من المجلس للرئيس مبارك باتخاذ قرارات لها قوة القانون منها مثلا تجارة السلاح، وكنت وقتها المعترض الوحيد في المجلس. من تعطيه صوتك رئيسا لمصر ؟ مصر بها كفاءات ممتازة ولكن النظام السابق لم يكن يعطي الفرصة لظهور اي كفاءة، وانا اتوقع ان هناك وجوها جديدة وقوي سياسية جديدة ستظهر خلال الفترة القادمة وتقدم برامج تستوعب أحلام وآمال الناس مسئولية الرئيس ماذا تقول للذين يتعاطفون مع الرئيس بحجة ان المحيطين به خدعوه او بحجة المرض ؟ اقول لمن بشعرون بالتعاطف مع مبارك : لماذا لم يتعاطف هو مع الملايين التي جاعت ومرضت ولم تجد ثمن الطعام والعلاج، لماذا لم يتعاطف مع 12 مليون مواطن يعيشون حياة غير آدمية في العشوائيات بدون مياه نظيفة او طعام نظيف أو بيئة نظيفة.. بل وبدون أمن ولا آمان، لماذا لم يتعاطف مع الذين سجنوا ظلما في ظل قوانين الطوارئ والذين ظلوا في السجون بعد انتهاء عقوباتهم، لماذا لم يتعاطف مع 835 شهيدا والف وخمسمائة مصاب سقطوا في يومين. لا نريد ان نفرق بين زيد وعبيد فمن اخطأ لابد ان يقف امام القضاء والقضاء هو الذي يقول كلمته الاخيرة، ولا يمكن ان نعفيه من المسئولية بحجة ان الحاشية التي حوله ضللته، فقد كان عمر يقول لو ان دابة تعثرت في الشام لسألني الله عنها، ونحن نسأل ألم يقرأ الرئيس جريدة معارضة، ألم يسمع عن حاكم عادل، ألم يقرأ آية أو حديثا يحذر من الظلم، اعتقد ان هؤلاء هم الذين نسوا الله فأنساهم انفسهم. مليون جنيه لماذا تبتعد عن الساحة الفنية ؟ انا أعيش في تصالح مع نفسي وأحترمها ولا أتنازل أو تغريني الفلوس ويكفيني فخرا أن الناس تتذكر أعمالي بكل احترام. والفن خلال الثلاثين عاما الماضية كان غير منحاز للجماهير ولا يمت للشارع، كان لا يقدم سوي النماذج المشوهة.. الحارة المشوهة والموظف المشوه ورجل الأعمال المشوه ورجل الدين المشوه وكأن مصر كلها مشوهة، في العام الماضي فقط عرض علي عمل اعجبني هو مسلسل الحارة وقتها كنت اسمع عن الممثلين الذين يأخذون الملايين ولا اصدق فقد كان اجري في فيلم القاهرة 30 مائتين وخمسين جنيها، المهم قررت ان اغامر واطلب مليون جنيه وفوجئت بالمنتج يوافق، وقررت تخصيص معظم المبلغ لانشاء وحدة فشل كلوي بقريتي المنشأة بسوهاج وقمت بتجهيزها بالكامل وتم افتتاحها والحمد لله.