دورانات عشوائية .. لا لوحات إرشادية أو خدمات والحواجز الخرسانية لم تستكمل محافظ الإسكندرية يحذر السائقين.. ورئيس لجنة المحليات بالنواب: حلول عاجلة الشركة المنفذة : 5 أسباب وراء ارتفاع الطريق أبرزها المياه الجوفية والصرف الزراعي والصحي »دماء وسيارات مهشمة وأخري عالقة في الرمال».. مشهد بات يتكرر علي طريق الساحل الشمالي فيكاد لا يمر يوم بل ساعات دون وقوع حادث تصادم مروع أو أكثر علي الطريق الرابط بين محافظتي الإسكندرية ومطروح. ومؤخرا صُنف الطريق الذي بات يعرف ب »طريق الموت» ضمن أعلي الطرق في معدلات الحوادث، حيث وقع نحو 17 حادثا مروريا خلال عطلة عيد الفطر المبارك فقط، خلفت وراءها عشرات القتلي والمصابين، ليحول فرحة العيد لأسرهم وذويهم إلي أحزان. 70 كيلو مترا.. قد تبدو لقائدي السيارات مسافة قصيرة يمكن قطعها في أقل من ساعة إلا أنها أصبحت مصيدة لأرواح المصطافين الحالمين بأوقات من السعادة والاستجمام علي شواطيء القري السياحية بالساحل الشمالي. ومع تزايد استغاثات المواطنين من خطورة الطريق وافتراش الموت جنباته، أجرت »الأخبار» جولة ميدانية علي الطريق الذي علقت عليه آمال كبيرة في زيادة الحركة إلي قري الساحل الشمالي وفتح آفاق جديدة للتنمية. البداية من منطقة سيدي كرير حيث يبدو الطريق للوهلة الأولي في وضع أفضل بكثير من السابق قبل تطويره، إلا أنه بعد تجاوزنا كيلو مترات قليلة تأكدنا من صحة شكاوي قائدي المركبات، حيث بدأ الطريق يتلوي كالأفعي ويرتفع عن الأرض بارتفاع يتراوح بين متر إلي 4 أمتار في بعض المناطق. ورغم ارتفاع مستوي الطريق عن المناطق المحيطة به، خلت معظم جنباته لمسافات طويلة من الحواجز الخرسانية، فضلا عن اختفاء الحدايد عن جزيرة منتصف الطريق التي يعلوها تلال الرمل في بعض الأماكن، وتتحول إلي منخفضات عميقة في أماكن أخري. ورصدت»الأخبار» عدم وجود أي كمين أمني أو خدمات مرورية بدءا من سيدي كرير حتي مدخل مدينة الحمام حيث يقع الكمين الوحيد في الاتجاه المؤدي إلي مطروح وتحديدا أمام نقطة إسعاف الحمام، بينما يوجد الكمين الثاني أمام بوابات مارينا 3. ومع ارتفاع مستوي الطريق واتساعه مما يشجع قائدي السيارات علي تجاوز السرعات المقررة، يصبح الوصول إلي مداخل القري السياحية أمرا صعبا، حيث تندر الفتحات والمداخل المخصصة لدخول السيارات لتلك القري، حتي الموجود منه يصبح اجتيازها أمرا صعبا فهي بالكاد تمرر السيارة لتصل إلي وجهتها عبر مدق ترابي للقري التي أصبحت في مستوي منخفض عن الطريق. سيارات عالقة فقري الكروان وجامعة الدول العربية لا يوجد أمامها أي »مداخل» تؤدي إليها ويتطلب الوصول إليها الدخول من »فتحة» أمام قرية كازابلانكا السياحية وصولا إليها عبر مدق ترابي. ويخلو الطريق – تماما – من أي لافتات أو لوحات توضح إرشادات وتعليمات المرور أو تحذيرية توضح لقائدي المركبات أن الطريق جاري العمل به رغم تراكم تلال الرمال علي جوانب ومنتصف الطريق. وباقترابنا من قري مارينا، وتحديدا أمام قرية المنتزه، تأكدنا من خطورة ما رصدناه منذ سلوكنا الطريق حيث وقع حادث تصادم بين سيارة ميكروباص صغيرة الحجم»سوزوكي» وأخري ملاكي. وبسؤال شهود عيان أجمعوا أن سبب الحادث يرجع إلي محاولة إحدي السيارات عبور الطريق للاتجاه الآخر من مكان غير مخصص لذلك، نظرا إلي وجود الدورانات علي مسافات تزيد علي 5 كيلو مترات. وتسبب تباعد المسافات بين الدورانات في تحول جزيرة منتصف الطريق إلي مصيدة للسيارات، حيث رصدت »الأخبار» وجود 3 سيارات عالقة في الرمال بمنتصف الطريق أثناء محاولة قائديها عبور الطريق للاتجاه المقابل. ومع وصولنا إلي مدينة العلمين وبدء رحلة العودة إلي الإسكندرية لم يختلف الوضع كثيرا عما رصدناه في رحلة الذهاب من سيارات عالقة في الرمال وتلال من الأتربة وغياب للوحات الاسترشادية وكمائن المرور وغيرها. مخاطر الطريق وحول ما يتعرض له قائدو المركبات من مخاطر علي طريق الساحل الشمالي، قال محمد حسين، عضو رابطة السائقين بالإسكندرية سابقا، وعضو مجلس إدارة نقابة عمال النقل البري بالمحافظة، إن الطريق أصبح 4 حارات في كل تجاه ويغري السائقين بزيادة السرعة مما يسبب حوادث كثيرة. وحصر »حسين» أسباب الحوادث في ارتفاع منسوب الطريق في بعض الأماكن عند مداخل القري بنحو أربعة أمتار، وعدم الانتهاء من حارات التهدئة والدورانات وغياب اللافتات الإرشادية وحواجز الأمان الخرسانية الجانبية. وأشار عضو مجلس إدارة نقابة عمال النقل البري بالإسكندرية، إلي أن عدم التزام معظم السائقين باتباع قوانين ولوائح المرور خاصة السرعة قد يتسبب في وقوع حوادث إلا أن معظم الحوادث يرجع إلي عدم استكمال أعمال تطوير الطريق بوقت كاف قبل بدء موسم الصيف – بحسب قوله. تلافي العيوب ومع تزايد استغاثات رواد الساحل الشمالي من خطورة الطريق، انتقد المهندس أحمد السجيني، رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، ما وصفه ب»حالة التراخي» وعدم انجاز المحور الأساسي منه قبل بدء الصيف، مشيرا إلي أن القائمين علي الطريق سبق وتعهدوا له بإنجاز المحور الأساسي قبل بداية الصيف واستكمال طرق الخدمة في أكتوبر المقبل. وقال»السجيني»: »تأكدت بنفسي من غياب الخدمة والرقابة المرورية علي الطريق غير مناسبة.. فضلا عن عدم وجود ادارات وعدم استكمال الحواجز الخرسانية»، لافتا إلي عدم ضبط العلاقة ما بين مداخل القري والمدن والمحال العامة ومحطات الوقود وبين الطريق الأساسي. وأضاف رئيس لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، أنه تواصل مع كل من محافظي الإسكندرية ومطروح والهيئة الهندسية للقوات المسلحة ورئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، لتنفيذ عدة حلول فنية عاجلة لتلافي تلك الملاحظات. الشركة تدافع علي الجانب الآخر، أصدرت الشركة المتحدة للمقاولات ورصف الطرق- القائمة علي تنفيذ أعمال انشاء ورصف الطريق – بيانا للرد علي شكاوي مرتادي طريق »إسكندرية – مطروح» الساحلي، بررت فيه أسباب ارتفاع الطريق عن الأماكن المحيطة به. وحددت الشركة 5 أسباب لارتفاع الطريق هي وجود مياه جوفية ومياه ناتجة عن الصرف الزراعي جنوب الطريق، فضلا عن أن بعض الأماكن بها صرف صحي مما يضر بجوانب الطريق، وتخليق ميل طولي ليساعد علي صرف مياه الأمطار في موسم الشتاء، الابتعاد بقدر الإمكان عن شبكة المرافق المتواجدة أسفل الطريق»مياه شرب – مياه عكره – كابلات كهرباء – كابلات إشارة». المحافظة تحذر وحول ما تم تنفيذه من أعمال في الطريق حتي الآن، أوضح الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، أنه تم تنفيذ معظم أعمال التوسعة والتطوير بطريق »إسكندرية – مطروح» الساحلي بطول حوالي 70 كيلو حتي بوابة مارينا 2 وبورتو مارينا، لافتا إلي أنه سيتم استئناف العمل بالطريق بداية من الأسبوع المقبل مع وضع لوحات إرشادية وفواصل خرسانية لمنع العبور العشوائي. وناشد »سلطان» زوار الساحل الشمالي وقائدي المركبات باتخاذ الحيطة والحذر أثناء سفرهم علي الطريق لحين انتهاء الإصلاحات، وضرورة اتباع ارشادات المرور وعدم تجاوز السرعة أثناء السير خاصة ليلاً، والالتزام بحارات الطريق وضرورة استخدام الإشارات والتهدئة عند اللزوم، لمنع وقوع أي حوادث تؤدي إلي وفيات وإصابات. وشدد المحافظ علي الجهات المعنية بوضع لوحات إرشادية علي الطريق لتنبيه المواطنين لحين الانتهاء من عمليات الإصلاح، مؤكدا علي ضرورة نشر التوعية بينهم باتباع الإرشادات السليمة وهو ما يصب في صالحهم، ومنع الحوادث علي الطرق. وأعلن المحافظ عن قيام لجنة من قبل المحافظة وبتواجد الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لمعاينة الطريق والأعمال التي تمت به ووضع لوحات مرورية وإرشادية به منعا لحدوث أية حوادث وحفاظا علي أرواح المواطنين.