تحولت الساحة أمام سجن طرة أمس إلي ميدان للاحتفالات وتبادل الأحضان بعد الإفراج عن 220 مسجونا بمناسبة عيد الفطر، ضمن قرار العفو الذي شمل أكثر من ألف سجين. منذ ساعات الصباح الأولي تجمع أهالي السجناء أمام بوابة السجن في انتظار خروج ابنائهم، قطعوا مسافات بعيدة من مقار إقاماتهم بالمحافظات، حملوا الأطعمة والملابس الجديدة للسجناء الذين سيخرجون لمعانقة الحرية من جديد. ومع دقات العاشرة من صباح أمس، فتحت بوابة السجن وبدأ تدفق العائدين إلي الحرية بعد سنوات من الحرمان منها خلف القضبان.. تحول المشهد من الترقب والانتظار إلي فرحة عارمة، تعالت الزغاريد، وتبادل المفرج عنهم الاحضان مع ذويهم بعد طول انتظار.. وبدأ الجميع يردد هتافا تلقائيا: »تحيا مصر«. «الأخبار» التقت عددا من المفرج عنهم، ومنهم أحمد سرحان، الذي سجد لله شكرا عقب خروجه من بوابة السجن، وأكد انه قضي 4 سنوات خلف القضبان، وهي نصف العقوبة، وأضاف: علمت بقرار العفو عني صباح أمس الأول ولم أصدق نفسي إلا انني فوجئت بصحة القرار وأنا الآن حر طليق اتنفس الحرية، واعتبر هذه اللحظة ميلادا جديدا لي بفضل توجيهات الرئيس الإنسان عبدالفتاح السيسي بسرعة الإفراج عن المسجونين لقضاء العيد مع أهاليهم فهو بحق رئيس لكل المصريين واضاف أحمد سرحان: شكرا يا ريس العيدية وصلت لأولادك. «هناء» طفلة صغيرة لم يتجاوز عمرها 4 أعوام، جلست تحت أشعة الشمس تنتظر بشغف خروج والدها بعد عامين حرمت من حنانه، شاهدها والدها سيد رجب فأسرعت تجاهه وتعانقا طويلا وهي تردد «بابا وحشتني» وكان سيد رجب حكم عليه بالسجن 5 سنوات قضي منهم عامين خلف الأسوار وقال لقد حرمت من احتضان أولادي بسبب تظاهرات لا فائدة منها سوي تعطيل المصالح الا ان الرئيس السيسي نظر إلينا بعين الرحمة ولم شمل مئات الأسر من جديد. أما أحمد عيد فخرج يهرول تجاه والدته المسنة يقبل رأسها ويدها والدموع تنهمر من عينيها وتقول له حرمتني من حنانك وطيبتك 4 سنين يا ولدي خفت أموت قبل ما أشوفك تاني، وفجأة رفعت يدها إلي عنان السماء داعية يا رب أحم مصر ويارب يفرحك يا سيسي زي ما فرحت قلوبنا وقال أحمد قضيت 3 سنوات من عمري داخل السجن بسبب جماعات إرهابية استغلوا ضعفي للمشاركة في تظاهرات لا تغني ولا تسمن من جوع مضيفا أنه تخلي عن الجماعة الإرهابية وان هدفه الوحيد الآن هو استكمال دراسته. ويقول المفرج عنه محمد مصطفي ان الحياة داخل السجن صعبة للغاية لم نشعر بالاعياد خلالها الا ان هذا العيد أصبح فرحتين لخروجنا بعد قضاء نصف المدة وبسبب مواقف الرئيس الإنسانية المتكررة في الأعياد والمناسبات الرسمية. وشهد محيط سجن دمنهور العمومي للرجال وسجن النساء أول أيام العيد فرحة عارمة عقب العفو عن 31 من المساجين منهم 25 رجالا و6 سيدات بمناسبة عيد الفطر، حيث تبادل المفرج عنهم التهاني بالعيد وعبروا عن فرحتهم بقرار العفو عنهم برفع علامة النصر، ووجه اللواء علاء الدين شوقي مدير أمن البحيرة العميد إيهاب الرومي مدير إدارة شرطة الترحيلات بنقلهم في سيارات الشرطة إلي مقر إدارة الترحيلات وسرعة إنهاء إجراءات العفو حتي يستطيعوا مشاركة أسرهم فرحة العيد « الأخبار « رصدت فرحة المفرج عنهم حيث يقول علاء ضياء سعد عثمان مقيم مركز دمنهور إنه دخل السجن لقضاء حكم بالحبس لمدة 5 سنوات بتهمة إحداث عاهة قضي منها 3 سنوات وفوجيء بقرار العفو مؤكدا سعادته بالقرار ويقول ناصر جاد أحمد، مقيم بمحافظة السويس إنه دخل السجن عام 2001 لقضاء عقوبة المؤبد 25 سنة في قضية قتل قضي منها 16 عاما وخرج ضمن قرار العفو معربا عن سعادته واستعادة حريته مرة أخري وأضاف بأنه سيتوجه فور إنهاء الإجراءات لمنزله لقضاء العيد مع أفراد أسرته الذين لايعرفون بقرار العفو عنه.