مازالت أصداء القرار العربي بقطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر تدوي في الأوساط الدولية، حيث اتهم وزير الخارجية الألماني »سيجمار جابرييل» الرئيس دونالد ترامب بتأجيج النزاعات في الشرق الأوسط بالمجازفة بسباق جديد علي التسلح بعد مقاطعة قطر من الدول المجاورة لها. وقال جابرييل إن ترامب تسبب في »توتير» العلاقات في منطقة تشهد أصلا أزمات خطيرة جدا. وأشار الوزير الألماني إلي أن العقود العسكرية الضخمة الأخيرة التي أبرمها الرئيس الأمريكي مع دول الخليج تزيد مخاطر سباق جديد للتسلح. وأكد جابرييل أنها »سياسة خاطئة تماما وبالتأكيد ليست سياسة ألمانيا». من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولاياتالمتحدة لم يتم إبلاغها بقرار الدول الأربع (مصر والسعودية والبحرين والإمارات) قطع العلاقات مع قطر إلا قبل الإعلان عن ذلك مباشرة. وعلي الرغم من إشادة ترامب بالخطوة التي أقدمت عليها الدول العربية، أثنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) مجددا علي قطر لاستضافتها القوات الأمريكية و»التزامها الدائم بالأمن الإقليمي». ويتمركز نحو 8 آلاف عسكري أمريكي في قاعدة العديد في قطر وهي أكبر قاعدة جوية أمريكية في الشرق الأوسط وقاعدة انطلاق للضربات التي تقودها الولاياتالمتحدة علي تنظيم داعش الذي يسيطر علي أجواء من العراق وسوريا. وذكر متحدث باسم البنتاجون أن وزير الدفاع »جيم ماتيس» تحدث هاتفيا مع نظيره القطري لكنه لم يكشف عن تفاصيل المحادثة. وقال الرئيس الفرنسي »إيمانويل ماكرون» لولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إنه منزعج بشدة بشأن التوتر المتزايد في الخليج، مؤكداً أن فرنسا لن تتهاون في محاربة الإرهاب. ودعا ماكرون إلي الحفاظ علي الاستقرار في الخليج، كما أعرب عن تأييده لكل المبادرات التي تهدف لتهدئة التوتر الذي نشب بين قطر وجيرانها العرب. وأكد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية »كريستوف كاستانيه» أن فرنسا لن تنحاز إلي أي طرف في الخلاف الدبلوماسي بين بعض الدول العربية وقطر لكن علي الدوحة التحلي بالشفافية والرد علي أسئلة جيرانها. من جهة أخري، أعلن الرئيس التركي »رجب طيب إردوغان» رفضه للعقوبات العربية التي فرضت علي قطر، مؤكدا عزمه علي »تطوير» العلاقات مع الدولة الخليجية الصغيرة الغنية بالنفط والغاز. ودعا الرئيس التركي دول مجلس التعاون الخليجي إلي »حل خلافاتها عن طريق الحوار»، مؤكدا أن استخدام العقوبات »لن يحل أي مشكلة».