لا تزال تداعيات الزلزال الدبلوماسي الذي حدث منذ يومين بعد قرار مصر والسعودية والإمارات والبحرين وليبيا واليمن مقاطعة قطر تلقي بظلالها علي العالم وعلي المنطقة. فما بين محاولات دولية لاحتواء الأزمة وإيجاد حلول لها, وتنفيذ بنود المقاطعة ووضعها في حيز التنفيذ, تجري حوارات وجهود دبلوماسية في عواصم عربية وأوروبية في الأروقة الدبلوماسية وعبر قنوات الحوار الرسمية. العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز استقبل أمس الثلاثاء الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح, أمير دولة الكويت, بقصر السلام في مدينة جدة, بحثا خلالها مستجدات الأحداث في المنطقة, وسبل رأب الصدع في البيت الخليجي, خاصة بعد إعلان الرياض قطع علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية مع دولة قطر. فيما أبدي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون, استعداده لدعم كافة المبادرات من أجل تهدئة الأزمة, داعيا إلي وحدة دول الخليج العربي. وأكد ماكرون في اتصال هاتفي مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بن, علي أهمية الحفاظ علي الاستقرار في المنطقة, مؤكدا استعداد فرنسا للتواصل مع كافة الأطراف المعنية لدعم التهدئة وفق لبيان للرئاسة الفرنسية. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية أعربت عن أملها في وقت سابق في إنهاء التوترات في منطقة الخليج عبر الحوار وذلك في الوقت الذي ترتبط فيه باريس بعلاقات طيبة لاسيما تجارية مع كل الدول المعنية. بينما جاء رد وزير الخارجية السعودي علي سؤال حول وساطة فرنسية محتملة عقب لقائه أمس بباريس بنظيره الفرنسي جون إيف لودريان, أن المسألة تخص مجلس التعاون الخليجي, داعيا قطر إلي تغيير سياستها. بدوره أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين,خلال اتصال هاتفي أمس, مع أمير قطر موقف روسيا المبدئي من تسوية الأزمات عبر الأساليب السياسية الدبلوماسية والحوار. أما ألمانيا فتبنت نهجا آخر من الأزمة حيث علقت مسئوليتها بالكامل في رقبة الرئيس الأمريكي حيث اتهم وزير خارجيتها سيجمار جابرييل ترامب بتأجيج النزاعات في الشرق الأوسط عبر المجازفة بسباق جديد علي التسلح. واشترطت الإمارات علي لسان وزير الدولة للشئون الخارجية أنور قرقاش وجود ضمانات لأي حل للأزمة, وجاء في تغريدة علي حسابه علي تويتر: بعد تجارب الشقيقة السابقة لا بد من إطار مستقبلي يعزز أمن واستقرار المنطقة, مضيفا: لا بد من إعادة بناء الثقة بعد نكث العهود, لا بد من خريطة طريق مضمونة. وتعهدت قطر بعدم التصعيد, أما قناة الجزيرة فنددت بقرار إغلاق مكتبها في الرياض. ودعا عدد من الدول من بينها إيرانوالكويت وتركيا والجزائر والسودان دول الخليج إلي حل الأزمة عن طريق الحوار. ورغم أن إجراءات المقاطعة دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من أمس, إلا أن الحوارات والمساعي الدولية لإيجاد حل للأزمة لن تقف عند حد.