بعد يوم واحد من قرار الدول العربية الكبرى بقطع العلاقات مع قطر، اعتمدت الدوحة لغة تصالحية داعية فى الوقت ذاته الى حوار صريح للخروج من الأزمة، فى حين بدأت الكويت جهودا للوساطة، بينما دعت ابوظبى الى العمل على «خريطة طريق» لاعادة العلاقات، الا انها شددت على ضرورة وجود ضمانات لتنفيذها. وقال وزير الخارجية القطرى محمد بن عبد الرحمن فى مقابلة مع قناة «الجزيرة» القطرية بثت أمس الأول «لن تكون هناك إجراءات تصعيدية مقابلة من قطر، لأنها ترى أن مثل هذه الخلافات بين الدول الشقيقة يجب أن تحل على طاولة حوار». واضاف «يجب أن تكون هناك جلسة فيها مكاشفة وصراحة وطرح لوجهات النظر وتعريف مواقع الاختلاف والعمل على تضييق مساحات الاختلاف مع احترام آراء بعضنا البعض».موضحاً ان امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح يقوم بمساع من اجل حل الازمة الخطيرة بين الدوحة وكل من الرياض وابوظبى والقاهرة والمنامة. وتحدث الوزير عن تلقيه العديد من الاتصالات وإجرائه اتصالات أخرى مع عدد من نظرائه الذين عبروا عن أملهم فى احتواء الخلاف الخليجى بأقرب وقت، وأكد تلقى عروض من أجل الوساطة إلا أنه أوضح أن قطر تتمسك بحل الخلافات داخل المنظومة الخليجية. وأكد أن علاقات قطر استراتيجية وممتازة مع المؤسسات الأمريكية الرسمية ولا تقاد عبر المؤسسات الهامشية المتطرفة. وقال الوزير القطرى إن أمير قطر الشيخ تميم آل ثانى كان يعتزم توجيه خطاب الى القطريين بشأن الازمة، لكن نظيره الكويتى اتصل به متمنيا عليه تأجيل هذا الخطاب لاعطائه «مساحة للتحرك والتواصل مع اطراف الازمة»، فوافق الشيخ تميم على ذلك. وسبق للكويت ان قامت بدور وساطة بين قطر والدول الخليجية فى مجلس التعاون فى 2014 تم على اثرها إعادة العلاقات مع الدوحة بعد فترة من قطعها من جانب الرياض وابوظبى والمنامة. لكن ابوظبى اكدت أمس ان اى حل للازمة يجب ان يكون مرفقا بضمانات. وقال وزير الدولة للشئون الخارجية أنور قرقاش على حسابه على تويتر «بعد تجارب الشقيق السابقة لا بد من إطار مستقبلى يعزز أمن واستقرار المنطقة»، مضيفا «لا بد من إعادة بناء الثقة بعد نكث العهود، لا بد من خريطة طريق مضمونة». وأضاف قرقاش ان قرارات المقاطعة الخليجية جاءت بعد سنوات من «تحريض الشقيق على أشقائه، وبعد سنوات من النصح والصبر»، مشيرا الى أن قطر «نكثت العهود»، مؤكداً أن القرار اتخذ «رفضا لسياسة موجهة تضر بالأشقاء وتقوض أمن واستقرار الخليج العربي». ونشر قرقاش تغريدات قال فيها «يوم صعب ومأزوم، تراكم سنوات من تحريض الشقيق على أشقائه، قرار الأشقاء جاء بعد سنوات من النصح والصبر، كم تمنينا تحكيم العقل والحكمة بدل المكابرة». وتابع: «المسألة ليست حول السيادة واستقلال القرار، بل رفض لسياسة موجهة تضر بالأشقاء وتقوض أمن واستقرار الخليج العربي، لا يمكن أن نكون جميعا مخطئين».