أنا قبطية من أهل مصر الذين يمتد الدين عندهم إلي الفرعونية حيث لم يعبد المصري القديم الصنم اطلاقا بل عبد آلهة العطاء مثل النيل وحورس والتمساح الذي ينقي ماء النيل إله الزرع والخصب والوجود المصري القديم عبد الإله الواحد الأحد وقل هو الله احد موجودة في البرديات.. المصري عبد الاله الأحد مسيحيا ومسلما. أنا مصرية اصلي ويلزم لصلاتي قل هو الله أحد وفي المسيحية »الله الأحد« قبل بداية الصلاة كما تقول الدكتورة ليلي تكلا في كتابها الضرورة »التراث المسيحي الاسلامي«. أنا قبطية حججت بيت الله مرات لا احصيها فهي بيني وبين خالقي، انا قبطية أؤمن بالله واليوم الاخر وكتبه ورسله، انا قبطية اقيم الصلاة وآتي الزكاة.. انا قبطية من أهل مصر الخالدة العظيمة ذات الكيمياء الخاصة، مصر التي اذا وقعت استعدلت وقامت استعدلت بأهلها الذين امتزج فيهم فكر الدينين المسيحية والاسلام. أنا قبطية في كياني تراكمات مسيحية نصرانية صقلها اسلام مستنير.. التراكمات المسيحية منذ الاجداد.. ان عمرو بن العاص لم يأت ومعه كل المسلمين بل دخل الاسلام مصر بحرية بآياته الموجودة في كتابه العزيز »وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر« إلي آخر الآية 92 من سورة الكهف.. أنا قبطية لدي التسامح من تراكمات مسيحية قديمة من السيد المسيح عليه السلام مع اسلام مستنير.. لدي المقدرة علي احتواء الاخر منذ القدم.. جديد علينا هذه الخلطة الوافدة في رفض الاخر!! انا قبطية اتبرك بزيارة اضرحة أولياء الله الصالحين للتبرك والموعظة الحسنة.. لدينا ثمانية من آل البيت ولدينا عشرات الكنائس للقديسين الراحلين نصلي فيها ونتبرك بهم ونصلي ركعتين في محراب الولي ونوقد شمعة في الكنيسة تبركا وتضرعا للإله الواحد الصمد ليحفظنا ويبارك حياتنا. أنا قبطية أؤمن بالتبرك بالصالحين أنا قبطية تراكماتي من الذين سألوا عمرو بن العاص قبل الفتح عن الدين الجديد فأخبرهم بأنه دين يؤمن بالله وكتبه ورسله فطلبوا منه المجيء ليحميهم من بطش الرومان وانتقامهم. وجاء عمرو وآمن من آمن وظل علي مسيحيته من ظل في اخاء وتسامح.. وبني عمرو بن العاص مسجده بجانب الكنائس ضاربا المثل بالتآخي والتجاور وامتزجت في قبطيتي المثل العليا والآيات القاطعة بأهمية الخير للانسانية. وأتعجب هذه الأيام.. تلك الأيام التي بارك الله فيها مصر بشبابها وثورتهم.. أتعجب بظهور نباتات شيطانية انتهازية كانت مختبئة فظهرت وامتطت جواد الثورة في اختراق كيمياء المصريين السمحة تطلع علينا أصوات نكراء بآراء مرفوضة دينيا ودنيويا.. وقال سلفي من قنا: لا نولي علينا نصرانيا؟ وهو لا يعلم أنه ألقي قنبلة في بلد آمن نجحت ثورته بكيمياء بين المسيحيين والمسلمين وهم قبط مصر العظام. لعله لم يقرأ سيرة سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم حينما دخل المدينة واستقبله نصاري يثرب وآمن منهم من آمن وظل علي دينه من لم يقتنع بالدين الجديد هذا الدخول والامتزاج الذي جعل مفرداتنا تتآخي في ابداع مصري لا تضاهيه لغة في مسلمي العالم حيث يقسم المصريين »ثلاثة بالله العظيم« هل هناك ثلاثة بالله العظيم.. ابدا انه امتزاج التراث فالمسيحي يقول باسم الاب والابن والروح القدس والمسلم يقسم ثلاثة بالله العظيم وهي مجرد لغة كلامية ودليل الامتزاج الروحي بين افراد الشعب.. وتظل كيمياء تتنامي. ولعلنا ندرس دراسة ميدانية ولعلها تكون دراسة علمية عن الكارثة التي تحدث الان في مصر.. حينما يقول احدهم »لا نولي علينا نصرانيا« فهو ينسف الاسلام الذي دخل دولا واليها نصراني؟! وان الرسول في رسائله لم يكن جبارا ولكنه كان سمحا ذكيا فأوصي بأهل الذمة وهو القائل صلوات الله عليه »أوصيكم بأهل مصر خيرا فإن لكم فيهم صهرا ونسبا« لم يكن رسول الاسلام متعصبا فقد قدم رسالته بالحسني وأوصل قرآن الله المنزل عليه بكل الرحمة للعالمين وان الاسلام والايمان بالايمان بكل الرسل والكتب ولا نفرق بين احد من رسله. انا قبطية أحببت في عمر بن الخطاب عدله واحترامه للكنيسة ورفضه للصلاة فيها حينما فتح بيت المقدس. انا قبطية من أهل مصر حينما اصلي في مسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها اتذكر ان بيتها كان هدية من قبطي عظيم في نفس المكان وانه أصبح مسجدها فيما بعد!! أنا قبطية أؤمن بقول المسيح عليه السلام »من ليس علينا فهو معنا«. أنا قبطية احلم بكتاب للتلاميذ في بلدي تجمع فيه الآيات التي تتآخي في المعاني والتعاليم في القرآن والانجيل.. وأحلم بسؤال في الثانوية العامة »سن النضوج والاختيار« سؤال في امتحان النصوص يطرح التآخي بين الدينين المسيحي والاسلامي. أنا قبطية يدمع مني القلب والعقل قبل العين لان هؤلاء الذين يتلاعبون بالدين يجدون ضالتهم في البسطاء الذين لم نحسن ادخال ثقافة التآخي الديني اليهم وليس لديهم اي نوع من الثقافات ليحميهم من تلك الاوبئة الضارية.. هؤلاء الذين يضربون الاسلام بالاسلام هؤلاء الذين زوروا الاستفتاء علي الدستور تماما كما كانت تزور الانتخابات زوروها بجرعات تدغدغ احساسيهم الدينية ويصبحون كأنهم منومون ورهن اشارة هولاء الناس.. يا أهل مصر يا أقباطها.. يا مسلميها ومسيحييها تنبهوا جيدا يا أهل الرأي والفكر.. في اعناقكم امانة هؤلاء الناس الذين لا يعرفون فساقهم الذين يظنون انهم يعرفون وحسبنا الله ونعم الوكيل وحمي الله مصر من هؤلاء الوافدين بأفكارهم المدمرة.