انه الشاهد الوحيد الباقي علي قيد الحياة علي جرائم السيارة الدبلوماسية البيضاء الغامضة التي خرجت بسرعة جنونية من احد الشوارع الجانبية بجوار مجلس الشعب مساء يوم جمعة الغضب 82 يناير خلال احداث الثورة، لتكتسح وتقتل بعنف كل من يقابلها من المتظاهرين العزل في الطريق وعلي الارصفة في مشهد غير مسبوق تم تصويره بالفيديو واذاعته علي الانترنت.. انه المواطن المصري الشاب أحمد محرز عبدالفتاح الذي شاءت العناية الالهية ان تبقيه حيا وشاهدا علي جرائم هذه السيارة الغامضة ليبلغ النيابة بها وبرقمها وبما فعلته من قتل متعمد للمتظاهرين. هذا البطل يرقد الان في بيته يعاني من الاضرار المدمرة التي اصابته من جراء هذه الجريمة يحتاج إلي المساندة الطبية والمادية للعلاج. عندما ذهبت اليه في بيته في منطقة حدائق المعادي كان غير قادر علي الحركة بسبب اصاباته العديدة في الوجه والرأس والفك والقدم، بينما الاسي والحزن مازال يخيم علي والدته، فهو الابن الاكبر لوالديه حيث يعول والده ثلاثة اشقاء آخرين بمراحل تعليمية مختلفة، ومازال طالبا يدرس بالمعهد العالي للدراسات التعاونية بالمنيرة وهو معهد خاص بالمصاريف، فزادت تكاليف علاج إصاباته الاعباء المالية الكثيرة الملقاة علي اسرته قال لي أحمد محرز انه عندما بدأت احداث الثورة المصرية لم يتأخر هو واصدقاؤه عن المشاركة فيها املا في تخليص البلاد من الظلم والقهر الذي يتعرض له المصريون.. وفي يوم جمعة الغضب ركبوا مترو الانفاق من حدائق المعادي إلي التحرير، الا ان محطة التحرير كانت مغلقة فنزلوا في محطة السيدة زينب وساروا في شارع القصر، حيث مشوا في مظاهرة كانت قد بدأت من اول الشارع. ويروي أحمد.. ان مداخل عمارات شارع القصر العيني تحولت في هذا اليوم لمراكز استقبال طبية شعبية للمصابين من المتظاهرين، حيث كان الاطباء المتطوعون يجرون لهم الاسعافات الاولية قبل نقلهم بسيارات الاسعاف إلي المستشفيات. وفي بداية الشارع نصحهم المتظاهرون بتغطية انوفهم بكمامات، وحمل زجاجتي خل وبيسي أو كوكاولا كوقاية لهم من الاضرار السامة لقنابل الغاز المسيل للدموع، وعندما وصلوا إلي منطقة مجلس الشعب بشارع القصر العيني، كانت تنتظرهم وكثير من المتظاهرين تلك العملية الاجرامية المدبرة التي قام بها بعض الاشخاص باستخدام سيارات بلوحات دبلوماسية خرج أغلبها من احد الشوارع الجانبية القريبة من مجلس الشعب والشوارع الجانبية، تلك السيارة التي جرت بسرعة رهيبة بين المتظاهرين المكدسين في شارع القصر العيني لتقتل كل من يقابلها لتطرحه ارضا أو علي الارصفة مقتولا، بل كانت هذه السيارة بالذات تصعد علي الارصفة لتدهس المتظاهرين وتقتلهم بإجرام لم يسبق له مثيل، وقد قذفت بي هذه السيارة من علي الرصيف الذي يقع في الجزيرة الوسطي للشارع، ومن حسن حظي فقد شاء الله ان اكون الناجي والشاهد الوحيد علي جرائم هذه السيارة في هذه الجريمة، ادليت برقمها في التحقيقات الذي اجرته معي النيابة في مستشفي قصر العيني القديم. ويكمل أحمد محرز قصته قائلا عندما صدمتني السيارة كنت قد فقدت الوعي تقريبا وحملني عدد من المتظاهرين المتطوعين للقصر العيني الجديد، حيث اجريت لي الاسعافات الاولية، ولكن نظرا لخطورة الاصابات في رأسي التي ادت لنزيف كبير بالمخ وتكسير في عظام الوجه والفك والقدم تم تركي بدون علاج بالقصر العيني الفرنساوي لعدم وجود احد من اهلي بجواري حيث اني كنت اعاني من غيبوبة شديدة وضاع موبايلي وعندما تذكرت رقم بيت صديقي بعد ان حملني عدد من المتطوعين علي ترولي وجروا بي إلي قصر العيني القديم بعد ذلك وصل والدي واختي ولم يتعرفا علي الامن خلال صوتي عندما قلت لوالدي انا أحمد يابابا كاد والدي أن يغمي عليه وقال عليه العوض منه العوض في ابني وسألني ليه كده قلت له عشان خاطر مصر بلدنا وانتظرت ساعات امام غرفة العمليات حتي جاء دوري في الدخول، حيث قام الاطباء بانقاذي من نزيف المخ، وعمل بعض الجراحات في وجهي الا انني بعد العملية اعاني من شلل عصبي بالحاجب الايمن من الوجه بالاضافة إلي وجود تجميع لعظام الانف التي اكُسرت وتجمعت في ناحية واحدة من الانف مما يعوق عملية التنفس بالشكل الطبيعي الا من فتحة واحدة من الانف بجانب ايجاد صعوبة في ابتلاع الطعام بسبب مشكلة في الاسنان والفك وهو ما يتطلب اجراء عدة جراحات عاجلة في الوجه والانف والفك وجراحة تجميل بالوجه والقدم يحتاج للعلاج الطبيعي لاني تعرضت اثناء الحادث لكدمات شديدة اثرت علي ثني الركبة ولا استطيع الصلاة الا وانا جالس علي الكرسي ولا استطيع ممارسة حياتي بشكل طبيعي واسرتي لا تستطيع تحمل تلك الاعباء المادية الباهظة لاجراء هذه الجراحات بالاضافة إلي عدم قدرتهم المالية علي شراء ادوية شهرية بقيمة الف وخمسمائة جنيه لبقاء وضعي الصحي كما هو عليه دون تدهور حتي استطيع عمل باقي العمليات الجراحية التي يقررها الدكاترة الاخرون خلال الايام المقبلة. ويطالب أحمد محرز بأن تقوم احدي الجهات الطبية بعلاجه واجراء العمليات الجراحية التي يحتاجها ومساعدته علي التأهيل بالعلاج الطبيعي، كذلك مساعدته علي تحمل تكاليف العلاج الشهري »الادوية« التي يحتاجها حتي يتمكن من مواصلة مسيرة حياته التعليمية والعملية بشكل طبيعي مثل كل الشباب. وأكد محرز انه ليس نادما علي مشاركته في إنجاح الثورة المصرية، ولكنه يود ان يشعر انه لايقف وحده في هذه الدنيا خاصة وان والده تحمل الفترة الماضية اعباء مالية فاقت قدرته علي التحمل ومواصلة الحياة. وقدمت المبادرة لأحمد مبلغ 5 آلاف جنيه مساهمة في إعادة الحياة الطبيعة إلي منزل أحمد.