معارك عنيفة في المدينة والحكومة تتراجع عن إعلان الانسحاب منها القذافي يحرض القبائل علي تصفية الثوار في مصراتة

تواصلت المعارك في مدينة مصراتة الليبية أمس علي الرغم من إعلان نظام العقيد معمر القذافي سحب قواته وتفويض القبائل بمهمة إنهاء النزاع فيها عبر التفاوض أو القوة.
وتراجع نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم عن تصريحه السابق بشأن الانسحاب من المدينة، وقال إن القوات الحكومية لم تنسحب من مصراتة بل "علقت عملياتها فقط" ضد المسلحين لتتيح للقبائل التوصل الي حل سلمي، مؤكدا ان "القبائل مصممة علي حل المشكلة في غضون يومين". وقال الكعيم ان القبائل قادرة علي حشد 60 الف مقاتل لانهاء النزاع في المدينة ولكنها ستمهل المسلحين يومين للخروج منها في اطار عملية تفاوض قبل اللجوء الي القوة. وقال شهود عيان ان مسلحين في زي مدني بدأوا في التوافد علي المدينة للقتال ضد الثوار. واضافوا ان المدينة تعرضت لقصف عنيف من قبل قوات القذافي أمس. ويري محللون ات ذلك يضع القبائل في مواجهة الثوار مما يشعل حربا اهلية خطيرة.
وشهدت مصراته، الواقعة شرق طرابلس، معارك عنيفة علي مدي اليومين الماضيين، هي الأسوأ منذ حصارها، حيث قتل حوالي 40 شخصا واصيب اكثر من 75 في الاشتباكات بين الثوار وقوات القذافي. واعلن الثوار في مصراتة انهم ارغموا قوات القذافي علي التراجع وسيطروا علي جزء من الطريق المؤدي الي طرابلس حيث يقع خط الجبهة. كما اكدوا انهم سيطروا علي مبني التأمين المشرف علي المدينة حيث كان يتمركز قناصة موالون لنظام القذافي منذ عدة ايام.
وفي اثينا، أعلنت رئاسة الوزراء ان رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي أجري اتصالا هاتفيا بنظيره اليوناني جورج باباندريو جري خلاله البحث في اخر التطورات في ليبيا. وقالت ان باباندريو الذي تقيم حكومته علاقات ودية مع العالم العربي، شدد لنظيره الليبي علي "ضرورة تطبيق قرارات الامم المتحدة". كما عبر عبد العاطي العبيدي وزير الخارجية الليبي الحدود التونسية متوجها الي قبرص لاجراء محادثات مع السلطات اليونانية امس.
في غضون ذلك، أعلنت المفوضية العليا للاجئين والمنظمة الدولية للهجرة ان 550 الف شخص فروا من المعارك في ليبيا منذ منتصف فبراير الماضي، واكدتا ان تدفق النازحين مستمر.