حكم مصر طوال تاريخها الذي بدأ علي ارجح الأقوال سنة 0043 قبل الميلاد وقبل هذا التاريخ عالم من المجهول يتضمن العصر الاقطاعي وقبله العصر الحجري . المهم.. أقول حكم مصر طوال هذا التاريخ المعروف والذي بدأ مع الملك مينا سنة 0043 وحتي الآن ست ملكات والصدفة الغريبة أن الملكات الست اللائي تولين عرش مصر انتهي حكم كل واحدة منهن بعصر من الفوضي العارمة التي عصفت بمصر من أقصاها إلي أقصاها، امتدت في بعض الأحيان الي 002 سنة وربما أكثر.. وقبل أن ابدأ عرض التاريخ الموجز للملكات الست هناك أمر لابد من الاشارة اليه هو أن ما سوف يعرض في هذه السطور والسطور القادمة ليس ابتكاراً مني ولا اختراعاً وإنما هو استقراء دقيق للتاريخ وهو تاريخ حدث وسجل ووصل الينا عبر الكثير من المصادر ابرزها في هذا الصدد موسوعة العلامة الكبير الراحل الدكتور سليم حسن والعلامة الامريكي الراحل ويل ديورانت والعظام مؤرخو العصر المملوكي هذا من ناحية.. من ناحية أخري أنني لا أقوم هنا بأي اسقاطات ولكن هذا لا يمنع أن يقوم القاريء العزيز بعمل الاسقاطات التي يتوصل اليها باجتهاده هو ولاشك أنه سوف يخرج بالعديد منها والمفيد ايضاً. اعود الي البداية فأقول: ان مصر طوال تاريخها حكمها ست ملكات والملكة هنا هي التي احتلت العرش وأدارت البلاد وهي تختلف عن الزوجة الملكية أي زوجة الفرعون والصدف العجيبة أن حكم كل واحد من الملكات الست انتهي كما قلت بكارثة علي البلاد، دخلت خلالها في عصر من الفوضي. ونذهب الآن إلي التاريخ. أول ملكة حكمت مصر في تاريخها هي الملكة خنت كاوس سنة 0062 قبل الميلاد تقريبا وهي ابنة منقرع أو (. من كاو . رع) وهو صاحب الهرم الثالث، وكانت هذه الملكة آخر من حكم من الاسرة الرابعة وهي الاسرة التي يطلق عليها عصر بناة الاهرامات وقد اسسها الفرعون سنفرو وجاء بعده ابنه خوفو صاحب الهرم الأكبر ثم الفرعون خفرع صاحب الهرم الثاني ثم منقرع صاحب الهرم الثالث ثم جاء بعده ابنه شبسكاف ولكن شبسكاف لم ينجب ذكوراً وكان ينازعه الملك جبهة قديمة وقوية كانت تطمع في الملك هي جبهة تنحدر من أبناء خوفو واسمه (د.د.ف رع) قامت خنت كاوس بالتحالف مع عدد من أمراء الاقطاع وأعلنت نفسها لقب (ملك الوجهين القبلي والبحري) وهي هنا تستخدم لفظ المذكر كما فعلت حتشبسوت من بعد.. وبمجرد تولي خنت كاوس الحكم بدأت المشاكل.. وأطلت الفتنة علي البلاد.. اضطرت للزواج من أحد كهنة عين شمس وكان للكهنة نفوذ ضخم وقد ساعدها ذلك في السيطرة مؤقتا علي الأمور وسرعان ما أنجبت طفلا اطلقت عليه اسم و»سر كاف« وكان كل همها أن تظل علي العرش حتي يكبر ابنها ويتولي الامر ولكن الفوضي استمرت وقد بدأت بقيام عدد من امراء الاقطاع. وكانت مصر وقتها مقسمة الي 34 مقاطعة - قام عدد من هؤلاء بالخروج عن طاعتها ولما كانوا هم الذين يزودون خزانة الدولة بالمحاصيل ويزودون الجيش بالجنود فقد اصبح عرش خنت كاوس في مهب الريح ولم يطل الامر كثيراً حتي قام عدد من المناهضين لها بتنحيتها عن العرش واستقلت كل مقاطعة بحكم نفسها وضاع الجهد الكبير الذي بذله مينا في توحيد الوجهين وسرعان ما عمت الفوضي البلاد وانتشر السلب والنهب وقطع الطرق. ولم تستطع خنت كاوس ان تكمل بناء هرمها وهو ما يطلق عليه الآن الهرم الرابع وهو موجود بعد هرم ابيها وأن اختلف معماره عن الاهرامات الثلاثة.. لم تكتف الفوضي بازاحة الملكة خنتكاوس وانما قضت تماماً علي الاسرة الرابعة التي تعتبر من أعظم الاسر التي حكمت مصر.. ويصمت التاريخ بعد سقوط واختفاء الاسرة الرابعة بعد خنت كاوس فلم يكن أحد يستطيع أن يكتب شيئا أو ينشئ أثراً. وبعد قرابة 05 عاماً من الفوضي. أعاد الموالون لها الامور الي نصابها ووضعوا ابنها و»سر كاف« علي عرش مصر ليؤسس الاسرة الفرعونية الخامسة والي لقاء مع الملكة الثانية. ولله الأمر