استقال مفتي محافظة درعا السورية واثنين من نواب البرلمان أمس احتجاجا علي قتل قوات نظام الرئيس السوري يشار الأسد للمتظاهرين. يأتي ذلك في الوقت الذي أشارت فيه وكالة "أسوشيتد برس" إلي مقتل 120 شخصا خلال اليومين الماضيين، من بينهم 13شخصا أمس خلال تشييع جنازات مظاهرات "الجمعة العظيمة". في غضون ذلك، اعتقلت قوات الأمن السورية رئيس لجان الدفاع عن الحريات في سوريا دانيال سعود من منزله في بانياس شمال غرب البلاد.وطالب عشرات الآلاف من السوريين "باسقاط النظام" أمس أثناء تشييع جنازات الضحايا وردد المشيعون هتافات مناهضة للنظام تصف الرئيس السوري ب"الخائن". وقال شاهدان لرويترز إن قوات الأمن أطلقت الذخيرة الحية علي جنازة حاشدة في دوما وأوضح شاهد آخر أن حاملي النعوش تركوها وهرعوا بحثا عن مأوي عندما تعرضت الجنازة لاطلاق نار. وقال اثنان من سكان دمشق إن قوات الأمن السورية فتحت النيران في حي برزة بالعاصمة السورية أمس علي المشاركين في تشييع جنازة سبعة محتجين قتلوا الجمعة. وأضافا أن بامكانهما سماع اصوات أئمة مساجد يستخدمون مكبرات الصوت لمناشدة الأطباء تقديم المساعدة للمصابين. وقال شهود عيان إن قوات الامن السورية اطلقت ذخيرة حية علي مشيعين حاولوا الانضمام إلي آلاف الأشخاص المشاركين في جنازات في قرية (ازرع). وكان ناشط حقوقي قد أوضح إن عشرات الآلاف غادروا مدينة درعا والقري المجاورة لها أمس متوجهين الي قرية ازرع للمشاركة في تشييع جنازة 18 شهيدا قتلوا الجمعة في ازرع".وأشار إلي أن معظم المحلات التجارية أغلقت في درعا حدادا علي القتلي. في تطور اخر، اعلن نائبان سوريان هما خليل الرفاعي وناصر الحريري أمس استقالتيهما من مجلس الشعب السوري احتجاجا علي قتل المحتجين. في غضون ذلك، ارسلت لجنة التنسيق المحلية - وهي تجمع لناشطين يقوم بتنسيق المظاهرات- قائمة لوكالة أنباء رويترز بأسماء 88 شخصا قالت انهم قتلوا في أنحاء مختلفة من سوريا امس الأول. وكانت مجموعة اخري من الناشطين الحقوقيين علي الانترنت قد أشارت إلي سقوط 92 قتيلا في الاحتجاجات. وأكد الناشط الحقوقي محمد عبد الله أمس أن قوات الأمن استخدمت أسلحة محرمة دوليا ضد المواطنين خلال المظاهرات الجمعة، مشيرا إلي أن الشأن السوري سيكون علي جدول أعمال مجلس الأمن الدولي الثلاثاء المقبل. من جهتها، أوضحت منظمة العفو الدولية ان اعداد الذين قتلوا في الحركة الاحتجاجية التي بدأت منتصف مارس في سوريا ارتفعت الي 303 قتلي. وقالت منظمة العفو الدولية ان السلطات السورية"ردت من جديد بالرصاص والهراوات علي النداءات السلمية من اجل التغيير." في تطور اخر، ذكرت وكالة الانباء السورية "سانا" أن الرئيس السوري عين عبد القادر عبد الشيخ محافظا جديدا للاذقية. وفي سياق أخر، قالت الوكالة إن قوات الجيش ضبطت مع مجموعة مسلحة هاجمت أحد المواقع العسكرية في منطقة (رخم الحراك) في ريف مدينة درعا هواتف محمولة تعمل بشرائح غير سورية عليها مقاطع مفبركة تظهر أعمال عنف وقمع للمظاهرات. أشارت إلي مقتل عشرة أشخاص واصابة 39 اخرين بينهم عناصر من الجيش والشرطة في هجمات لمجموعات مسلحة في قرية ازرع ونقطة عسكرية في مدينة درعا وفي حمص ودمشق. وقد أدان الرئيس الامريكي باراك اوباما أمس الأول استخدام العنف ضد المتظاهرين في سوريا، متهما بشكل مباشر الرئيس السوري بشار الاسد بالسعي للحصول علي مساعدة طهران لقمع الاحتجاجات. وقال اوباما في بيان ان "هذا الاستخدام المروع للعنف ضد التظاهرات يجب ان يتوقف فورا". ورأي الرئيس الامريكي ان اعمال العنف هذه تدل علي ان اعلان النظام السوري رفع حال الطوارئ لم يكن "جديا"، وقال "نعترض بشدة علي المعاملة التي تخص بها الحكومة السورية مواطنيها ولا نزال نعترض علي موقفها الذي يزعزع الاستقرار، بما في ذلك دعمها للارهاب ولجماعات ارهابية". في السياق ذاته، أدان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس "القمع العشوائي والعنيف" في سوريا ودعا السلطات السورية الي "التخلي عن استخدام العنف". وفي نيويورك، أدان السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون استخدام العنف ضد المتظاهرين ودعا الي وقفه فورا واجراء تحقيق مستقل يتسم بالشفافية في أسباب القتل. في حين، اعرب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج عن قلقه الشديد إزاء "الانباء بشأن القتلي والجرحي في انحاء سوريا". ودعا قوات الامن السورية الي "ضبط النفس بدلا من ممارسة القمع". ودعت روسيا أمس الي تسريع الاصلاحات في سوريا.