الغضب يعتبر جزءاً من الحياة المحيطة بنا فالجميع تنتابه نوبات الغضب في بعض الأوقات وحينها يكون الإنسان عرضة لارتكاب كثير من الأفعال التي قد يندم عليها. تقول د.منال زكريا أستاذة علم النفس بكلية آداب جامعة القاهرة إلي أن العصبية تعني عدم القدرة علي ضبط الانفعالات في المواقف التي توجد بها مشقة فيصبح الشخص سريع التوتر وبما أننا نتحدث عن الجهاز العصبي وسرعة التوتر فهذا يعني أن هناك جانباً بيولوجياً وهناك جانباً وراثياً مما يؤثر علي بعض السمات الموجودة في الشخصية فالجميع يولدون بسمات شخصية مختلفة وقد يكون من ضمن هذه السمات سرعة استثارة الجهاز العصبي بمعني أن الجهاز العصبي جاهز للانفعال ورد الفعل السريع علي أبسط الأمور وعلي الرغم من أن هناك العديد من الأفراد يكون لديهم هذا الجانب البيولوجي في جهازهم العصبي إلا أن الحياة والضغوطات والجوانب الاجتماعية المحيطة بالأفراد لها تأثير قوي في طريقة التعامل مع هذا الانفعال وهو ما يسمي بإدارة الانفعال وإدارة الغضب وهي طريقة يتم اكتسابها من خلال أكثر من جانب منها الأسرة فهي لها أثر كبير في تعليم الشخص كيفية التعلم مع الأحداث الضاغطة في حياته فمن خلال التوجيه يمكن التحكم في الانفعالات نسبيا ويمكن ضبط سرعة رد الفعل التي ترجع لعوامل وراثية وبالتالي عندما يبدأ يشعر الشخص بالغضب منذ الصغر، علي الأباء أن يقوموا بتوجيهه ليتعلم كيفية إدارة الغضب والتحكم في الانفعالات، كما أن في بعض الحالات يحدث ألا تهتم الأسرة بتوجيه الأبناء للسيطرة علي غضبهم والتحكم فيه ويزيد من هذا الجانب الوراثي التدليل الزائد مما يخلق في المستقبل شخصاً سريع الغضب لأن الأسرة قدمت له المبررات علي سلوكه المتوتر بدلا من توجيهه فالدعم داخل الأسرة يخلق شخصاً أفضل يستطيع التغلب علي المشكلات لخلق بيت هادئ يتعامل مع الأطفال بالمشاركة والحب فحتما بالحب والمشاركة والاحتواء نستطيع أن نقوم الكثير من سمات الشخصية وتعديل السلوك. أما في حالة عدم اهتمام الأسرة بتعديل السلوك وفي حالة ما إذا كبر الفرد وهو مازال يواجه هذه المشكلة في سلوكه الغاضب سريع التوتر فيجب اللجوء إلي متخصص لتقديم برامج لإدارة الانفعالات، فمن خلال هذه البرامج يمكن اكتساب مهارات فالمهارة يتم اكتسابها من خلال التعلم الذاتي أو من خلال برامج متخصصة يقدمها متخصصون. وتضيف د.منال أن هناك بعض الأساليب التي يمكن اتباعها عند الشعور بالغضب منها عدم التكلم حتي يقوم الشخص الغاضب بالعد لرقم عشرة وإن كان شديد الغضب يقوم بالعد للرقم مئة، كما يجب التخلص من الأفكار السلبية وعدم التفكير الطويل في سبب الغضب، كذلك التنفس بعمق من الطرق الفعالة في السيطرة علي الغضب، وأيضا الكتابة تعتبر من الأشياء التي تعطي فرصة للتفكير في كيفية استجابتك للغضب بدلا من ردود الفعل كما أن عند الشعور بالغضب يفضل بذل مجهود جسدي ليساعد علي التخلص من المشاعر السلبية. ويؤكد د.عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوي الأسبق بالأزهر الشريف أن النبي صلي الله عليه وسلم أوصي وقال "لا تغضب" لأن النبي صلي الله عليه وسلم أوضح لنا أن الغضب جمرة من النار وهذه الجمرة يطفئها الماء لذا بين النبي صلي الله عليه وسلم أن الإنسان إذا غضب وكان واقفا يجلس فإذا كان جالسا اضطجع فإذا كان راقدا قام وتوضأ وصلي ركعتين فالغضب يخرج الإنسان عن وضعه الطبيعي وربما يخسر بغضبه هذا الكثير وكما أمرنا النبي أن القاضي لا يقضي وهو غضبان ففي حالة الغضب الشيطان يتلبس الإنسان ويزين له السيء حسنا وبالتالي يتهور الإنسان وربما خسر صديقا أو زوجة أو مالا ولربما تطاول الغضب إلي أن يصل به إلي درجة الانتحار واليأس والقنوط من رحمة الله سبحانه لذا علي الإنسان دائما أن يتجنب الغضب فلم يثبت أن النبي صلي الله عليه وسلم قد غضب لنفسه أبدا وإنما كان يغضب إذا انتهكت حرمة من حرمات الله ويقول الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز "والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس"، ولقد بين النبي أن أعظم جرعة يتجرعها العبد المؤمن جرعة غيظ وهو قادر علي تنفيسها ويقول ربنا "وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما "سلاما هنا من التسلم لا من الاستسلام والضعف فإذا ما شعر الفرد بالغضب وسيطر عليه فليتوضأ ويصلي ركعتين حتي يطرد الشيطان ولا يتسرع في حكمه ولا يطلق العنان للسانه لأنه في حالة غضبه سيفعل ما يندم عليه ولا ينفعه الندم.