أنهت الأديبة رباب كساب عملها الروائي الخامس الذي استغرقت كتابته نحو العامين، وتقول رباب: لا أحب التعرض لروايتي قبل نشرها، لذا أسمح لي ألا أتحدث عن التفاصيل وليكن اسمها وموضوعها مفاجأة، لكن كل ما استطيع قوله أنها أدخلتني إلي منطقة جديدة عليِّ قد تفتح أمامي سبلا أخري، وتجربة رباب مع رواياتها الأربع ثرية ومتنوعة، شهدت معها بدايات التعلم كما حدث في »قفص اسمه أنا» التي تحمل كل أخطاء العمل الأول، وفي كل مرة كانت تعمل علي رواية جديدة تحاول بعد الانتهاء منها النظر إلي العمل ككل، ماذا تجاوزت وماذا تعلمت وماذا تريد؟، وتري أن الرواية كالحياة بل هي حياة بالفعل في كل مرة تتقدم فيها عاما تنظر له جيدا هل مر مرور الكرام أم أنه ترك بصمته؟ تقول عن روايتها الثانية »مسرودة»، وتقول عنها رباب: ليست ترجمة لحياة الريف فأنا لم أعش كريفية مطلقا، لكن الريف كان مسرحا جيدا للحكاية ولأنه مهد المسرودة الأكلة التي لا يعرفها كثيرون غير أبناء ريف الوجه البحري، أوفي الوجه القبلي فلها اسم آخر، البطلة التي سميت باسم الأكلة ما كانت لها حياة إلا كصنف الطعام هذا صعبة مثله، مرهقة كطريقة صنعه، كانت اسما علي مسمي، ومن ضمن المواقف التي أعتبرها من الطرائف بعض ممن قرأوا أول سطور العمل قالوا لغتك لابد من تغييرها، مع أنهم لم يقرأوه كاملا، ومن قرأه كاملا سألني كتبت الجزء الثاني بعد الأول بكم سنة؟! لا أحد يعلم أنها كتبت في عام واحد، ولكني بحق كنت سعيدة بكلماتهم لأنها دليل علي أني نجحت فيما أردت، لقد كان لدي راو وراوية خلفية حياة وتركيبة وثقافة مختلفة لكل منهما، هذا الاختلاف كان لابد وأن يظهر في الحكي وقد كان، الفصول الثلاثة أبطال كثر، أعمار مختلفة، وبحث دائم عن الربيع، عن الذات، كانت من أكثر ما كتبت إرهاقا، كنت لازلت أذاكر للدكتوراه، ومحاطة بظروف نفسية سيئة، مراحل هبوط وصعود أظنها انعكست علي جميع الأبطال الذين كانوا في حالة بحث بداخلهم عن ذواتهم وعن ربيع حياتهم المفقود. وتقول رباب عن روايتها »فستان فرح»: عمل روائي قدري بامتياز، أنا لا أخطط لأعمالي ولا أرسم شخصياتي ثم أضفرها في عمل، شخصيات رواياتي تولد علي الصفحات، تأتيني وأنا أكتب وتفسح مجالا لنفسها بنفسها، فستان فرح كان العمل الوحيد الذي كتبت فيه عن شخصيتين قابلتهما في الحياة ولكني صنعت لهما حياة بعيدة عن حياتهما، فستان فرح التي بدأتها قبل الثورة وتوقفت عن كتابتها قبل أن ينتهي عام 2010 ثم عدت إليها لأجدها تجرني جرا نحو الثمانية عشر يوما الحلم، كنت قد مهدت الطريق دون أن أدري، وفرشت بساط حياة مصريين كانوا بانتظار أمل دون طائل، حتي جاءت ثورة يناير فلاءمت الأحداث وانتهت برحيل مبارك.