بقلم : جمال الشرقاوي [email protected] تصر الحكومة علي أن نكتفي بشراء 3 ملايين طن من انتاجنا المحلي من القمح. استطاع الدكتور أحمد جويلي، عندما كان وزيرا للتموين، أن يرتفع برقم التوريد المحلي خلال خمس سنوات من لا شيء يذكر.. إلي 7.2 مليون طن عام 0002، أي منذ عشر سنوات »!« عندما كان إجمالي انتاجنا لا يتجاوز 6 ملايين طن، كان الفكر واضحا، أننا كلما زاد اعتمادنا علي ذاتنا، وقللنا الاستيراد، تحسن مركزنا الاقتصادي، أيامها كنا نستورد للخبز 5.4 مليون طن، ويستورد القطاع الخاص للفينو والنواشف 5.1 مليون طن. وفي عام 5002، كان المهندس أحمد الليثي قد رفع مساحة القمح إلي 3 ملايين فدان، حسب البيانات الرسمية، وأعلن أن الانتاج بلغ 8 ملايين طن. لكن التموين لم يحصل من التوريد إلا علي 2.2 مليون طن، عندئذ تساءل الوزير الدكتور حسن خضر: إذا كان الانتاج 8 ملايين، والتوريد 2.2 مليون.. فأين الباقي؟ وبغض النظر عن تقاعس التموين في الحصول علي أكبر قدر من المحصول.. فإن السؤال ظل قائما.. ولايزال حتي الآن، رغم اننا طلبنا مرارا وتكرارا أن تتولي جهات الاقتصاد الزراعي في الوزارة ومركز البحوث الزراعية وكليات الزراعة، بحث كيف يتم تداول القمح المحلي.. وبالتحديد في الكمية التي يستهلكها الفلاحون في بيوتهم.. وطبعا لا مجيب! الآن يعلن الوزير أمين أباظة أن المساحة المزروعة 3 ملايين فدان والانتاج 5.7 مليون طن، ومع ذلك فالمستهدف من التوريد برضه 3 ملايين طن، وهو الرقم الذي جمدت عنده الحكومة منذ 3 سنوات. وأكده الوزير مؤخرا. الغريب في الأمر أن الوزير نفسه سبق أن صرح - كما نشرت أخبار اليوم- أن الحكومة ستشتري من الفلاحين 6 ملايين طن، وانها رصدت لذلك 4 مليارات من الجنيهات، وأحاط الوزيرعملية التوريد بضوابط لمنع المستوردين والتجار من خلط القمح المستورد الأرخص 07 جنيها في الأردب، والأردأ طبعا.. بالقمح المحلي، الأغلي والأفضل، بأن يسجل الفلاحون حيازاتهم أولا لدي بنك الائتمان والتنمية الزراعي.. ليكون التوريد علي أساسها، يومها كتبت أن ذلك معناه استبعاد صغار الفلاحين، وشراء ال3 ملايين المقررة، ويستمر الاستيراد رغم شكاوي الوزير المرة من مستوردي القمح واللحوم! المهم، ومن جديد: إذا كان انتاجنا 5.7 مليون طن، ستأخذ منه الحكومة 3 ملايين طن، فأين سيذهب ال 5.4 مليون الباقية. نعرف ان تقاوي الثلاثة ملايين فدان للموسم القادم، ستحتاج حوالي 002 ألف طن - بمتوسط 56 كيلو للفدان - فهل سيحتفظ الفلاحون لأنفسهم ب3.4 مليون طن لغذائهم؟ قد يقال ان جزءا منها سيذهب علفا- وقد قدر مركز البحوث الزراعية هذا الجزء بحوالي 002 ألف طن، فهل يأكل الفلاحون أكثر من نصف المحصول.. مع انتشار المخابز ورغيف التموين في كل القري؟! قولوا لنا: لماذا لا تشتري الحكومة القمح.. بأكبر كمية ممكنة.. أم أن المستوردين لهم اليد العليا؟