استعادة سيناء لم تأت من فراغ

أصغر قائد سرب مقاتلات عمره 20 سنة ، حصل علي أعلي وسام عسكري » نجمة الشرف »‬ في سن صغيرة ، شارك في 87 طلعة جوية خلال 20 يوماً ، لقب »‬ بصقر السماء »‬ ، يري أن حرب أكتوبر كانت نزهة جوية استرد خلالها الابطال المصريون حقهم المسلوب ، إنه اللواء طيار حسن محمد فريد تحدث معنا وفرحة الانتصار مازالت تكسو وجهه العجوز وحكي عن الفترات العصيبة التي عاشها المقاتل المصري خلال 6 سنوات حتي استرداد الكرامة وطرد العدو من الارض المحتلة .
في البداية قال اللواء حسن فريد كنت آنذاك ملازما بسلاح القوات الجوية بقاعدة المنصورة الجوية ، وكانت هي القاعدة الرئيسية لتوفير الحماية للقوات المسلحة ومعاونة الجيشين الثاني والثالث ، وكنا نتنافس ونبادر للدخول في اشتباكات مع العدو لدرجة أننا عندما كنا نخرج في طلعات تدريبية نتمني أن تقابلنا طائرات العدو للاشتباك معه للثأر لزملائنا واستعاده أرضنا وحماية مقدراتنا ، فكانت تلك الفترة مهمة في حياة كل مقاتل.
واضاف : كنا دائما في حاله استعداد دائم حتي انطلقت ساعة الصفر واستشهد عدد من زملائي وتوليت قيادة السرب المكلف بتأمين الجبهة بدءاً من بورسعيد مرورا بالسويس ودمياط وكانت حرب أكتوبر بمثابة »‬ نزهة جوية »‬ أسهل بكثير من الاشتباك مع العدو خلال فترة الاعداد ودليلي علي ذلك عودة جميع طيارينا الذين قاموا بالطلعة الجوية الأولي إلي قواعدهم بعد تنفيذهم جميع المهام التي كلفوا بها وتدمير جميع الأهداف بدقة شديدة و استطرد فريد قائلا تمكنا خلال 20 يوما من المشاركة في 87 طلعة جوية كان هدفها الرئيسي هو حماية الطائرات التي قامت بالضربات الجوية ، وحماية الحدود المصرية و ضرب الذراع الطولي لإسرائيل »‬ قواتها الجوية »‬ لاعتمادها عليها وأتذكر زملائي بالسرب الجوي وهم يؤمنون عودة مقاتلاتنا الجوية كانوا في قمة الغضب والاستياء لعدم الاشتباك مع الاهداف الاسرائيلية الجوية وتدميرها فوق مواقعهم و الاكتفاء بتأمين ظهور الطائرات المصرية ، وبعد نجاح علمياتنا حصلت علي نجمة الشرف وهو أعلي وسام عسكري وكان عمري 21 سنة ولقبني زملائي »‬ بصقر السماء »‬ .
وأرجع اللواء حسن فريد النجاح الذي حققته القوات الجوية إلي دهاء قادتنا في العديد من الامور أولها التدريبات الشاقة التي رفعت معنويات المقاتلين ، و خداع العدو أثناء الهجمات الجوية فان الطيارين المصريين نزلوا الي اقل ارتفاع عن سطح الارض لتفادي دفاعات العدو ، وأصبحت الطائرات تسير في الجو كالسيارات علي الارض ، وكذلك مهارة المقاتل المصري تفوقت علي السلاح الجوي الاسرائيلي فكان الجندي المصري يحارب الزمن للقضاء علي العدو ويظهر ذلك جلياَ خلال فترة تجهيز الطائرات علي الارض .
في نهاية حديثه أكد »‬صقر السماء» أن نجاح أبطال القوات المسلحة في معركة رد الكرامة واستعادة الارض لم تأت من فراغ وإنما جاء بناء علي إصرارا وعزيمة واستشهاد الآلاف من خيرة الابطال فيجب علي الشعب المصري الوقوف بجانب جيشه في دحر الإرهاب والحفاظ علي أرض الوطن.