قطاع كبير من أهالي شمال سيناء يعتمد علي مهنة الصيد كمصدر دخل أساسي، فمحافظتهم تتمتع بوجود مسطحات مائية واسعة علي طول 200 كيلو علي البحر المتوسط و165 ألف فدان ببحيرة البردويل التي يتحرك عليها نحو 1280 مركبا في 5 مراسي، بخلاف اللنشات الكبيرة التي تعمل في البحر لصيد الأسماك الكبيرة التي ترسو في ميناء العريش البحري، وعلي هذه الخلفية كانت صناعة قوارب الصيد هي الأخري، وخاصة أنها شهدت ازدهارا في الفترة الأخيرة، نظرا لقيام؛ الكثير من الشباب الباحث عن فرصة عمل، للجوء للبحر وبحيرة البردويل للعمل كصيادين لتوفير لقمة العيش حيث يبدأ موسم الصيد اعتبارا من أول شهر مايو المقبل وحتي نهاية ديسمبر من كل عام. ونجح هؤلاء الصناع في التوصل إلي طريقة جديدة للتصنيع، حيث استبدلوا الأخشاب المستخدمة في تشكيل جسم القارب، بمادة بلاستيكية »الفيبر جلاس» التي تعد أقوي وأصلب في مواجهة المياه، وكما يشير محمد أبو زقدان صياد، فقد كانت التكلفة مرتفعة بسبب أسعار الخشب، موضحا أن طول المركب الذي يقومون بتصنيعه يصل إلي 11 مترا والعرض نحو 3 أمتار تقريبا، وتتناسب مع عمق البحيرة الذي يصل إلي 5 أمتار، ويعمل عليها من 4 إلي 5 صيادين. ورغم أنها المهنة المتاحة أمام الشباب حاليا، لكن مصطفي السيد نقيب الصيادين بالعريش يلفت إلي أنها مهنة شاقة تتطلب وجود تأمين علي الصياد وصرف معاش له عند بلوغ السن القانونية وبطاقة تأمين صحي للصياد للعلاج عند تعرضه للمرض، ودعا إلي توفير مصدر دخل للصياد وقت توقف العمل في بحيرة البردويل لمدة 4 أشهر من يناير حتي أبريل من كل عام. وفي نفس السياق يوضح المهندس سامي الهواري رئيس جمعية كنوز البردويل إلي أنه يتم توفير فرص عمل أمام الشباب بعد التخرج في الصيد، سواء من المدارس الفنية أو من الجامعات، وتقوم الجمعية بتدريب شباب الخريجين من أبناء المنطقة من أجل نشر المهنة والحفاظ عليها، ويوضح أنه تتم الاستعانة بشيوخ المهنة بحيث يتم نقل خبراتهم إلي الشباب.