أشارت التقديرات الأولية في ختام الجولة الأولي من انتخابات الرئاسة الفرنسية إلي صعود المرشحين إيمانويل ماكرون (الوسطي) وزير الاقتصاد السابق ومارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف لجولة ثانية عقب حصول كل منهما علي 23٪ من الأصوات. وقال ماكرون ل»فرانس برس» : »نطوي اليوم بوضوح صفحة من السياسة الفرنسية». وطالب رئيس الوزراء الاشتراكي برنار كازنوف جميع الديمقراطيين بالتصويت لماكرون في الجولة الثانية. واعتبر المراقبون أن هذه النتائج »عقاب تاريخي» للحزب الاشتراكي. ودُعي 47 مليون ناخب (بينهم 1.3 مليون ناخب في الخارج) لاختيار رئيس جديد للبلاد خلفا للاشتراكي فرانسوا أولاند الذي دعا الناخبين وهو يدلي بصوته إلي »إثبات ان الديمقراطية أقوي من كل شيء» في اشارة الي الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها فرنسا. وبعد 3 أيام علي اعتداء الشانزليزيه ووسط مخاوف من وقوع هجمات إرهابية انتشر 50 ألف شرطي و7 آلاف جندي في جميع أنحاء البلاد لضمان حسن سير الاقتراع. وتم إخلاء مركز اقتراع في بلدة بيزانسون شرق البلاد بعد اكتشاف وجود سيارة مسروقة تحمل لوحة أرقام مزيفة ومحركها دائر دون وجود سائقها أثناء إدلاء الناخبين بأصواتهم في حين جري استدعاء خبراء مفرقعات لفحص السيارة. وفتح أكثر من 66 ألف مركز اقتراع أبوابه أمام الناخبين في الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (6 صباحا بتوقيت جرينتش). وبلغت نسبة المشاركة حتي الخامسة مساء 69.42٪ حسبما أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية وأظهر استطلاعان للرأي ان النسبة النهائية لمن امتنعوا عن التصويت تبلغ نحو 20٪ وهي قريبة مما كانت عليه قبل 5 سنوات. ومستوي التعبئة هو أحد العناصر الأساسية في هذه الانتخابات التي يحيط الغموض بنتائجها خاصة وأن ربع الناخبين بقي مترددا في حسم خياره حتي اللحظة الأخيرة كما أشارت الاستطلاعات إلي اتجاه ما بين 20 و30% من الناخبين لعدم التصويت وهي نسبة أعلي من المعتاد. واختارت صحيفة »لو جورنال دو ديمانش» كلمة »صوتوا» عنوانا رئيسيا لها مرددة بذلك دعوة العديد من الشخصيات من بينها مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد إلي عدم المقاطعة. ومن أصل 11 مرشحا تشتد المنافسة بين 4 يتصدرون الاستطلاعات في مقدمتهم الوسطي الشاب إيمانويل ماكرون ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن يتبعهما بفارق طفيف المحافظ فرنسوا فيون وزعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون. وأدلي ماكرون بصوته مع زوجته في منتجع توكيه وقال »من الاساسي الاقتراع في المراحل التي نعيشها». أما لوبان فصوتت في اينان-بومون معقل حزبها شمال البلاد وصوت فيون في حي راق غرب العاصمة في حين صوتت زوجته في سوليسم غرب البلاد. وكان ميلانشون آخر المرشحين الذين ادلوا باصواتهم بعد أن انتظر في طابور أمام مركز الاقتراع. ويحظر القانون الفرنسي نشر أي نتائج باستثناء تلك المتعلقة بنسبة المشاركة قبل انتهاء عملية التصويت في الثامنة مساء بالتوقيت المحلي. وسيتواجه المرشحان اللذان سيحصلان علي أعلي الأصوات في الجولة الثانية من الانتخابات المقررة في 7 مايو المقبل. وتتجه أنظار العالم بقلق إلي النتيجة بوصفها مؤشرا علي انحسار أو استمرار تصاعد المد الشعبوي الذي أدي لتصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي وإلي انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وقال وزير المالية الألماني فولفجانج شويبله »ليس سرا أننا لن نهلل كثيرا إذا أسفرت الانتخابات عن جولة ثانية بين لوبان وميلانشون».