ان الحديث عن القيامة هي متعة للآذان لانه يملأ القلب فرحا ورجاء، لماذا؟ لان القيامة تعني عودة الانسان إلي رتبته الاولي بل وافضل، لقد خلق الله الانسان للحياة »نفخ في انفه نسمة حياة فصار آدم نفسا حية »تك 2: 7» ثم دخل الموت إلي العالم نتيجة للخطية »ملك الموت علي الجميع» »رو 5 : 12» ولكن الموت كان دخيلا علي الطبيعة البشرية التي خلقها للحياة لذلك أراد الله بمحبته ان يرجعنا إلي الحياة مرة اخري لذلك كما سمح للموت ان يدخل إلي طبيعتنا سمح ايضا ان تدخل القيامة إلي طبيعتنا فنعود إلي الحياة، وقد قام المسيح وقيل انه صار باكورة للراقدين »1 كو 15 : 5». بعد القيامة سوف نرتقي إلي الحالة التي قال عنها الرب »يكونون كملائكة الله في السماء» (مت 22: 30) الأمر الذي لم يكن لآدم وحواء. بعد القيامة سوف نحيا مع الله وملائكته ومجمع القديسين حسب عبارة سفر الرؤيا »مسكن الله مع الناس» (رؤ 21: 3) أما آدم وحواء فلم يكن معهما سوي حيوانات البرية التي كانوا يأتنسون بها ولم تسمع عن أحد منهما رأي ملائكة. في القيامة سوف يعطينا الله أن نأكل بين شجرة الحياة (رؤ 2: 6) الأمر الذي لم يكن متاحاً لآدم وحواء، لهذا كان الآباء يفرحون بالقيامة وبالحياة التي بعدها ويشتهون تلك الحياة وينظرون إلي المدينة التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله »(عب 11:10) وكانوا »يبتغون وطناً أفضل أي سماوياً(عب 11: 16) وكان قديس مثل بولس يقول »لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح فإن ذاك أفضل جداً» (في 1: 23)، فعيد القيامة يمثل رجاء الحي والمستقبل الأبدي.