تخطي دور »السوشيال ميديا» ومواقع الإنترنت مبدأ التواصل بين الناس فقط..ليصبح مصدرا جديدا وإضافيا للدخل دون الحاجة إلي بذل مجهود مضاعف للتسويق عن منتجاتهم أو العمل بمبدأ الموظفين.. ليتوجه عدد كبير من الشباب في الآونة الأخيرة هروبا من شبح البطالة إلي »الإنترنت» لخلق »بيزنس» جديد علي المواقع الإلكترونية التي تتميز بأنها الأسرع مفعولا وتأثيرا والأقل سعرا في نفس ذات الوقت ، وظهرت في مصر خلال السنوات القليلة الماضية صفحات متخصصة علي شبكات الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي »فيسبوك، تويتر، يوتيوب، جوجل بلس، وغيرها» يديرها أفراد لبيع منتجات وبضائع مختلفة كالملابس والإكسسوارات والكتب وحجوزات السفر والأجهزة الالكترونية، فمفهوم التجارة الإلكترونية ليس فقط البيع والشراء عبر شبكات الإنترنت، بل أيضا سلسلة الخدمات المتعلقة بها من تصميم لمواقع إلكترونية متخصصة، وبرمجيات لتشفير عمليات نقل البيانات الخصوصية، مثل الحسابات المصرفية والتحويلات وشبكات الاتصال، . تقول عبير التلاوي، 26 عاماً، خريجة كلية التجارة، أنها لم تعمل منذ تخرجها بعد أن حاولت البحث عن وظائف عديدة وجميعها باءت بالفشل، ولكن إحدي صديقاتها عرضت عليها العمل في التسويق الإلكتروني وتستطرد قائلة : » في البداية كان الأمر غريبا ومقلقا نظراً لأنني كنت اعتقد ان النت ما هو إلا عالم افتراضي، ولكن بعد ان تعمقت في الموضوع وجدت انها فرصة عمل جيدة، وأستطيع ان اعمل بها من منزلي ولكنها تعتمد علي مهاراتي في التواصل الإلكتروني». وأضافت : » بدأت أتعامل مع بعض الشركات بحيث أشتري منها بعض منتجات للملابس الجاهزة من خلال النت وأسوقها أيضاً من خلال صفحات مختلفة لمختلف المحافظات وأصبح لديّ هامش ربح جيد أستطيع ان أنفق منه علي نفسي وعلي أسرتي أيضاً. إعلان ببلاش! ويقول محمود حسن، 55 عاماً، مهندس ديكور : » أنا لست من عشاق التواصل الاجتماعي لأن وقتي لا يسمح نظراً لطبيعة عملي طول الوقت، ولكن بدأت أصور كل شقة او فيلا او مكتب قمت بعمل ديكورات له ثم انشر الصور عبر صفحة علي الفيس بوك، وبالتوفيق من ربنا نالت الديكورات إعجاب الكثير، وبدأ يكون لي شعبية وصور منتشرة في كل مواقع الانترنت والحمد الله اليوم أصبح عندي شركة للديكور والتصميم الهندسي»، بينما يقول محمد حسين، طالب بكلية الحقوق : » التسويق الألكتروني أصبح شيئا مهما وضروريا ولا يمكن الاستغناء عنه بالعكس نحن تأخرنا كثيراً عن باقي الدول، فأنا استخدمه دائماً سواء في بيع بعض السلع مثل موبايل أو سيارة وأيضاً عند شرائي لأي سلعة علي الفور ادخل عبر الإنترنت لمعرفعة معلومات عنها وعن جودتها وسعرها». ومن جانبه قال الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدي المصري للدرسات السياسية والإقتصادية ان عملية التسويق الالكتروني أصبحت منتشرة في العالم كله وتزداد معدلات استخدامها الدول المتقدمة أكثر من الدول النامية، وذلك نظراً لأن وسائل التكنولوجيا الحديثة هناك تكون أجود وشبكات الإنترنت تكون أسرع، وهناك العديد من الشركات العالمية سواء في أمريكا أو الصين تعتمد علي هذا النوع من التسويق بشكل كامل. وأضاف »خبير الاقتصاد الدولي» أن التجارة الإلكترونية أصبحت بديلاً عن السوق القديم وهو المكان الذي كان يجتمع فيه البائع والمشتري لشراء السلع مقابل المال ويكون الوسيط غالباً هو البنك، بينما التجارة الإلكترونية تمنحك الفرصة لشراء احتياجاتك دون البائع والوسيط بحيث يكون هناك نوع من التعامل المباشر من خلال استخدام »الفيزا»، لذلك يشترط ان يكون عملاؤها عادة إما خريجي جامعات كحد أدني او يتسمون بمهارات إلكترونية عالية. وأوضح »عبده» ان هناك نوعا آخر من التسويق الإلكتروني وهو ما يُطلق عليه » فن الترويج والإعلان » بحيث يقوم الشخص بتصوير ما يرغب في بيعه او شرائه، ثم ينشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويترك رقم هاتفه ويقبل عليه العملاء من خلال ذاك الإعلان دون الحاجة لدفع أموال إلي شركات إعلانات من أجل عمل دعاية للسلعة، مؤكداً ان التسويق والتجارة الإلكترونية تُعد مصدرا هاما لخلق فرص عمل لشباب الخريجين الذين يبحثون عن عمل ويجب ان تشجعها الدولة وتدعمها، مادام هؤلاء الشباب يتمتعون بمهارت اتصال جيدة ودائرة علاقات عامة واسعة. جرائم عابرة للحدود من جانبه يؤكد المستشار فتحي عزت » رئيس محكمة استئناف القاهرة الاقتصادية» بأن التسويق الإلكتروني هو لفظ يندرج في »قانون التجارة الإلكترونية» الذي يغطي بعض المسائل التي تتعلق بهذا الموضوع ولكن الأزمة تكمن في استخدام التسويق الإلكتروني في النصب او التسويق لمنتج مجهول »ملوش مصدر» او خالي من المواصفات القياسية او بدون ترخيص ويندرج كل ذلك تحت مسمي عمليات النصب الإلكتروني ، وأشار عزت بأن قانون التجارة الإلكترونية حسم هذه المسألة ولكن يجب ان لايكون المنتج مجهولا او باسم مستعار لأنك بعد ذلك ستكتشف ان المنتج المبيع علي الإنترنت به عيوب صناعية ومن الممكن ان يؤدي إلي اضرار صحية ، مضيفا أنه يضطر إلي اللجوء للماده 366 من قانون العقوبات والتي اعتبرها غير كافية والتي تخضع لتقدير القاضي ،وأشار »رئيس محكمة استئناف القاهرة الاقتصادية» إلي أنه حاليا هناك مشروع قانون لتقنين هذه الوضع وهي »جرائم التسويق الإلكتروني» مطالبا بالتوسع في هذا القانون حتي نستطيع تحجيم هذه التجارة. ويقول د.عبد الله النجار » أستاذ الفقه المقارن بجامعه الأزهر» إن هناك فرقا بين التسويق الشبكي والتجارة الإلكترونية،موضحا أن التسويق الشبكي متفق علي حرمته لمايحمل من 10 محاذير شرعية تصل لحد ارتكاب الكبيرة لمن يتعامل به لأنه اشبه بصالات القمار ويبدد ثروات أفراد المجتمع دون طائل،ويضيف النجار أن التجارة الالكترونية هي عملية تعاقد تتم علي منتج محدد ويتم عرضها في المواقع الإلكترونية وهو بمثابة تعاقد مكتوب لذا فهي حلال شرعا إذا كانت دون غش.