[email protected] والملك هو القطن المصري.. ملك أقطان الدنيا بشهادة جميع خبراء العالم هكذا بشرنا وزير زراعة حكومة الثورة.. التي نثق انها ستكون حكومة النهوض بمصر في جميع المجالات.. بعد ان صغرتها، واهدرت مواردها، وبددت أصولها ومزاياها النسبية المؤكدة وفي مقدمتها القطن حكومات العهد البائد والتي جاءتنا بوزير زراعة، دمر هذا القطن زراعة وصناعة وتجارة، وأهان الملك عندما كان يردد باستخفاف ان من يريدون عودة القطن المصري الي مكانته كمن يريد عودة »الطربوش«!! علي العكس من ذلك، بشرنا الدكتور ايمن فريد ابوحديد بأن القطن المصري سيعود الي عرشه وان الوزارة ستعمل علي زيادة مساحته من الرقم المتدني الذي اوصلنا اليه زمن العجز والفساد، وهو 300 الف فدان الي 500 الف فدان هذا الموسم ترتفع الي 700 الف فدان الموسم القادم وهكذا. وتفاؤل الدكتور ايمن له ما يبرره فارتفاع اسعار القطن هذاالموسم، شجع المزارعين علي زراعة مساحات اكبر فضلا عن روح الامل التي بثتها ثورة 25 يناير في جميع المصريين وفلاحو مصر هم آباء جميع المصريين. واذا كان لي كمتابع للزراعة المصرية، وكل محاصيلنا الرئيسية ان اؤكد علي بعض نقاط تضمن من وجهة نظري والارجح انها لا تغيب عن الدكتور ايمن فريد ابوحديد، وخبراء القطن في الوزارة ومعهد القطن والجامعات. اولا: دور ايجابي للوزارة مع المزارعين وانهاء زمن رفع يدها وشعار اللي يزرع يزرع واللي ما يزرعش ما يزرعش بدعوي حرية المزارعين وعدم التدخل التي كان يتبناها الوزير السابق وحتي يكون دور الوزارة ايجابيا، ارجو من الوزير احياء الحملة القومية للنهوض بمحصول القطن التي يشارك فيها الاختصاصيون الزراعيون واساتذة المحاصيل في كليات الزراعة ومقاومة الآفات، وممثلو الصناعات القطنية ومنتجاتها الثانوية المهمة جدا كالزيت والكسب والتجارة. ثانيا: ان يدفع الوزير بجهاز الارشاد الزراعي بكل طاقته، ليلتحم بالمزارعين في كل مراحل العمليات الزراعية حتي الجني النهائي وحبذا لو نظمت دورة تثقيفية لتنشيط وتجديد المعلومات، يقوم بها خبراء المعهد واساتذة الجامعات. ثالثا: كانت مشكلة مزارعي القطن هي ارتفاع تكاليف الزراعة، وخاصة اسعار الاسمدة، وتكاليف المقاومة، وتكاليف الجني، وان عائد بيع المحصول لا يغطي التكاليف او يغطيها بالكاد، بدون هامش ربح يشجعه علي الاستمرار في الزراعة. صحيح ان الاسعار ارتفعت الموسم الماضي.. لكن الارجح ان التكاليف ستزيد هذا الموسم والمطلوب ان تقدم الوزارة حلولا لاسعار الاسمدة وللمقاومة.. وفي الاساليب المعمول بها حاليا في المقاومة عيوب جوهرية يعرفها الخبراء ولذلك ارجو ان يستدعي الوزير خبرات ومبادرات اساتذة المقاومة حتي تتم بالاساليب العلمية فتقل تكاليفها ونجنب اراضينا ومياهنا التلوث الناتج عن الاسراف في استخدام المبيدات وغشها، وسوء استخدامها. اما الجني فلست ادري كيف ستخفض الوزارة تكاليفه مع الارتفاع المستمر لأجور العمالة، بعد ان حرم استخدام الاطفال لقد تحدث الوزير عن »الجني الآلي« والدكتور ايمن والخبراء يعلمون جيدا ان اصنافنا وتفاوت مواعيد زراعتنا تحول دون الجني الآلي واذكر ان الدكتور احمد السهريجي مؤسس معهد الهندسة الزراعية انهم اجروا تجربة للجني الآلي ايام الوزير محمود داود لم تنجح بسبب الفاقد الكبير لتفاوت طول شجيرات القطن. رابعا: من الضروري جدا، لكي يكون المحصول مجزيا، العمل بجدية لزيادة انتاجية الفدان، لان متوسط الانتاجية الحالي ما بين 7 و8 قناطير متدن جدا لقد حصل الدكتور شندي عبدالعظيم الحاصل علي الدكتوراة عن طريقة زراعة القطن بالبادرات والشتل علي 12 قنطارا وقد سألته كيف؟ قال: بالعلم.. والعناية واعتقد ان كثيرين من كبار المزارعين حققوا نتائج مقاربة والمطلوب ان تساعد الوزارة جموع المزارعين علي زيادة انتاجيتهم لكي يكون عائدهم مجزيا ومشجعا. ايضا، ولزيادة عائد المزارعين، الاخذ باقتراح الدكتور إمام الجمسي الوكيل السابق لمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي، بأن يحصل المزارع علي نصيبه نواتج بذور قطنهم من زيوت وكسب. خامسا: حتي لا يظلم مزارعو الصعيد الذين تزرع اراضيهم اقطان أقل طولا وارخص سعرا.. وحتي نلبي احتياجات مصانعنا من الاقطان قصيرة التيلة.. ارجو ان يحسم الدكتور ايمن فريد ابوحديد التردد الذي طال اكثر من اللازم وان يأخذ برأي الخبير المصري العالمي الدكتور محمد السيد عبدالسلام الذي ينادي بزراعة صنف »الآبلند« الامريكي في الصعيد وحتي يطمئن هو ومعهد القطن، ويكفون عن التجارب غير المجدية في شرق العوينات فمن حيث الانتاجية الابلند عال، بما يعوض قلة سعره عن اقطاننا وقد نال الدكتور علي عيسي نوار بجامعة الاسكندرية ضمن محاولات استاذيه محمد علي بشر وانور عبدالباري لحل اشكاليات صناعتنا.. نال الدكتوراه عام 1986 في زراعة الابلند فحصل علي 15 قنطارا ورغم انه زرع في مزرعة الكلية فقد ضمن عدم اختلاطه باصنافنا اما زميله الدكتور سامي الطباخ الذي سألته مؤخرا فقال ان زراعته ابتداء من بني سويف فما فوق، لتكون القاهرة والجيزة عازلا كافيا بين اقطاننا في بحري والابلند في الصعيد والابلند يمكن جنيه آليا ايضا بشرط كما يقول الدكتور زكريا الحداد استاذ الهندسة الزراعية ان تتم الزراعة اولا آليا في تجمعات حتي يكون النبات منتظما. أتمني للدكتور ايمن فريد ابوحديد ومساعديه ولمزارعينا التوفيق والنجاح.. فالقطن ليس مسألة زراعة او اقتصاد انه قضية وطنية.