أهداني الصديق الغالي وصاحب رحلة عمل وكفاح أكثر من أربعين عامًا- منذ أن كنا طلابا بكلية الإعلام جامعة القاهرة أنور عبد اللطيف مدير تحرير الأهرام- كتابه الجميل والرشيق جدا »هيكل..الوصايا الأخيرة» ومن خلاله اكتشفت روعة الأسلوب والشرح والسرد التي ضاعت لسنوات طويلة بسبب اختياره للعمل في سكرتارية التحرير الفنية وليس في أقسام التحرير، وأروع ما في الكتاب رسالته الرائعة إلي والدته التي كانت تعتقد أنه يعمل في جريدة الأهرام كسكرتير لإحدي القيادات الصحفية »وهذا الواقع عشته في بداية عملي بجريدة الأخبار» وحاول أن يشرح لها حقيقة عمله وأنه مسئول عن رسم وإخراج ومتابعة صفحات الجريدة ولكنها فارقت الحياة ولم تر كتابه الرشيق لتتأكد أن ابنها أصبح من الصحفيين الكبار في الأهرام ، وفي السنوات الأخيرة تولي رئاسة سكرتارية تحرير الأهرام وبالتالي أصبح قريبًا من رئيس التحرير ورئيس مجلس الإدارة، من هنا اقترب من الأستاذ محمد حسنين هيكل بعد أن ذهب إليه ليراجع معه الحوار الذي أجراه معه لبيب السباعي رئيس التحرير في ذلك الوقت بعد ثورة 25 يناير، توطدت العلاقات معه وأصبح يدون كل ما يقوله أثناء لقائه به واستطاع أن يجمع حواراته في هذا الكتاب الرشيق، وبسبب تقدير الأستاذ هيكل للصديق أنور، استجاب لطلبه وأجاب عن كل الاستفسارات التي طرحها عليه وأطلعه علي أسرار الصحافة السياسية علي مدار السنوات الماضية بدءا من ثورة أحمد عرابي وحتي ثورة 25 يناير وتحدث في الكتاب عن تجربته الصحفية عبر 70 عامًا حتي وصل إلي ماهو عليه وشرح فيه أيضًا محطات العمر التي مر بها وعلاقاته بمصطفي وعلي أمين وحريق القاهرة وثورة 1952 والانتقال لمبني الأهرام الجديد بشارع الجلاء وفي نهاية الكتاب يشرح المؤلف الوصايا الأخيرة التي استخلصها من خلال لقاءاته بالأستاذ هيكل وفيها يقدم نصائحه للجيل الجديد من الصحفيين. الختام : من يقرأ الكتاب يكتشف أن أنور عبداللطيف أديب كبير اختفي طويلا وراء الإخراج الصحفي ولكنه تألق أخيراً من خلال مقالاته الأسبوعية وإشرافه علي ملحق أهرام الجمعة وأخيرا كتابه: هيكل والوصايا الأخيرة.