وزير الأوقاف يؤكد على التعامل بحسم مع أي مخالفة لتعليمات خطبة الجمعة    رئيس الوزراء يلتقي «البلشي».. ويؤكد احترامه لمهنة الصحافة ولجموع الصحفيين    جامعة أسيوط: نشرنا 2320 بحثا دوليا خلال 2023 أغلبها في مجلات المربع الذهبي (Q1 وQ2)    وزير الري: نبذل جهودا كبيرة لخدمة ودعم الدول الإفريقية    رابط نتيجة الصف الرابع الابتدائي الترم الثاني 2024.. الموعد وطريقة حساب الدرجات    سعر العنب والتفاح والفاكهة بالأسواق اليوم الخميس 23 مايو 2024    أسعار الذهب تواجه ضغوط احتمال رفع أسعار الفائدة الأمريكية    مصر تحتاج إلي 264 مليار دولار سنويا للتكيف مع آثار التغيرات المناخية    «العدل الدولية» تصدر اليوم قرارًا جديدًا حول وقف إطلاق النار فى غزة    الرئيس الإيرانى يوارى الثرى بمشاركة آلاف الإيرانيين    قطر تصدر سندات خضراء بقيمة إجمالية بلغت 2.5 مليار دولار    الجودو المصري يحجز مقعدين في أولمبياد باريس 2024    تشكيل مودرن فيوتشر لمباراة الزمالك.. أحمد عاطف في الهجوم    بعد اتفاقه مع يوفنتوس.. بولونيا يعلن رحيل تياجو موتا رسميًا    إبراهيم فايق يعلن اسم وموعد برنامجه الجديد    ضربة غير مسبوقة.. الداخلية تضبط نصف طن كوكايين ب 1.6 مليار جنيه    جرح 5 سم.. «علقة ساخنة» لمراقب في امتحان الإعدادية بالشرقية    فيديو أشعل السوشيال ميديا.. ضبط شابين عذبا كلبًا بطريقة بشعة في عابدين    البوستر الرسمي للفيلم الكوميدي العائلي جوازة توكسيك    أحمد الفيشاوي في مرمى الانتقادات من جديد.. ماذا فعل في عرض «بنقدر ظروفك»؟    بالفيديو.. ماريتا الحلاني تلعب دور جاسوسة تلاحق فرقة أدونيس في «حفضل أغني»    بمناسبة أعياد ميلاد مواليد برج الجوزاء.. 6 أفكار لهداياهم المفضلة (تعرف عليها)    مؤتمر يكشف تأثير الذكاء الاصطناعي في تحسن نتائج جراحات المخ والأعصاب    وزارة الصحة تؤكد: المرأة الحامل أكثر عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرى    صعود الأسهم الأوروبية ومؤشر التكنولوجيا يقود مكاسب القطاعات    استعد لعيد الأضحى 2024: أروع عبارات التهنئة لتبادل الفرحة والمحبة    ما حكم سقوط الشعر خلال تمشيطه أثناء الحج؟ أمين الفتوى يجيب (فيديو)    السعودية تفوز باستضافة منتدى الأونكتاد العالمي لسلاسل التوريد لعام 2026    محافظ كفر الشيخ يتفقد السوق الدائم بغرب العاصمة    «يرجح أنها أثرية».. العثور على مومياء في أحد شوارع أسوان    التعليم ل طلاب الثانوية العامة: لا تغيير في كتيب المفاهيم هذا العام    رئيس الوزراء يتابع موقف تنفيذ المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل    محافظ أسيوط يناشد المواطنين بالمشاركة في مبادرة المشروعات الخضراء الذكية    موسم الحرب والغناء و303 على مسرح قصر روض الفرج.. الليلة    زغلول صيام يكتب: من فضلكم ارفعوا إعلانات المراهنات من ملاعبنا لحماية الشباب والأطفال وسيبكم من فزاعة الفيفا والكاف!    حسين لبيب: اتحمل مسؤولية إخفاق ألعاب الصالات فى الزمالك    الأزهر للفتوى يوضح فضل حج بيت الله الحرام    رئيس وزراء أيرلندا: أوروبا تقف على الجانب الخطأ لاخفاقها فى وقف إراقة الدماء بغزة    تريزيجيه: أنشيلوتي طلب التعاقد معي.. وهذه كواليس رسالة "أبوتريكة" قبل اعتزاله    أوستن يدعو وزير دفاع الاحتلال لإعادة فتح معبر رفح    وزير الدفاع: القوات المسلحة قادرة على مجابهة أى تحديات تفرض عليها    الكشف على 1021 حالة مجانًا في قافلة طبية بنجع حمادي    مع عرض آخر حلقات «البيت بيتي 2».. نهاية مفتوحة وتوقعات بموسم ثالث    تعاون بين الجايكا اليابانية وجهاز تنمية المشروعات في مجال الصناعة    ننشر حيثيات تغريم شيرين عبد الوهاب 5 آلاف جنيه بتهمة سب المنتج محمد الشاعر    هل يجوز شرعا التضحية بالطيور.. دار الإفتاء تجيب    أيام قليلة تفصلنا عن: موعد عطلة عيد الأضحى المبارك لعام 2024    أكرم القصاص: لا يمكن الاستغناء عن دور مصر بأزمة غزة.. وشبكة CNN متواطئة    الملك تشارلز يوافق على حل البرلمان استعدادا للانتخابات بطلب سوناك    تاج الدين: مصر لديها مراكز لتجميع البلازما بمواصفات عالمية    الرعاية الصحية تعلن نجاح اعتماد مستشفيي طابا وسانت كاترين بجنوب سيناء    أمين الفتوى يوضح ما يجب فعله يوم عيد الأضحى    المراكز التكنولوجية بالشرقية تستقبل 9215 طلب تصالح على مخالفات البناء    تعليم القاهرة تعلن تفاصيل التقديم لرياض الأطفال والصف الأول الأبتدائي للعام الدراسي المقبل    جوزيب بوريل يؤكد استئناف جميع الجهات المانحة بالاتحاد الأوروبي دعمها لوكالة الأونروا    الهلال السعودي يستهدف التعاقد مع نجم برشلونة في الانتقالات الصيفية    الداخلية تضبط 484 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1356 رخصة خلال 24 ساعة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-5-2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الدريني صاحب كتاب »عاصمة جهنم« في حوار ساخن جدا :
مقر أمن الدولة بمدينة نصر هو »عاصمة جهنم« التي كتبت عنها ولم أعرف موقعها
نشر في الأخبار يوم 21 - 03 - 2011

لا شك أن عددا كبيرا من اصحاب الرأي والمواقف المعارضة للنظام السابق قد تعرضوا للغدر والاضطهاد وخاصة من جانب جهاز مباحث امن الدولة الذي مارس معهم أبشع انواع التعذيب والجلد ووصل الي حد القتل في بعض السجون والمعتقلات..
لكن عدداً قليلاً من هؤلاء الضحايا استطاع الصمود علي مواقفه رغم هذا التعذيب بل وقام بعض منهم بتوثيق هذا الاضطهاد.. محمد الدريني رئيس المجلس الاعلي لرعاية آل البيت في مصر ومؤسس الجبهة الشعبية لاستعادة ام الرشاش أو كما يطلق عليها الاسرائيليون »ايلات« واحد.. ممن استطاعوا توثيق هذا التعذيب بعد اعتقاله لاول مرة في 21 مارس 2004 فلم يخرج ليمشي بجوار الحائط كما يفعل الكثيرون علي الرغم من تعرضه لابشع انواع التعذيب داخل مباحث امن الدولة لكنه خرج ليوثق هذا التعذيب في كتاب بعنوان »عاصمة جهنم« قاصدا مقر جهاز مباحث أمن الدولة الذي مكث فيه 40 يوما ظل خلالها عاريا مقيد اليدين والقدمين..
هذا الكتاب الذي تم منعه وملاحقة صاحبه حتي تم اعتقاله للمرة الثانية في 2008 لتعاد الكرة مرة اخري معه.. ثم جاءت الاحداث الاخيرة من اقتحام مقار جهاز مباحث امن الدولة لتكشف له مفاجأة وهي ان عاصمة جهنم التي تحدث عنها في كتابه هي مقر جهاز مباحث أمن الدولة بمدينة نصر.
الدريني قال ان الثورة العظيمة لم تأت له فقط بشعور الانتصار وإنما حملت العديد من المفاجآت التي لم يكن يتوقعها وكانت المفاجأة الثانية هي تعيين عماد أبوغازي وزيرا للثقافة وهو نفس الرجل الذي كان ضمن لجنة من 5 اشخاص تمثل لجنة للرقابة علي احد الاعمال التي اتفق مع احدي شركات الانتاج علي انتاجها كفيلم وهي رواية »الغماية« التي تتناول التعذيب في عصر النظام الراحل وأبوغازي كان العضو الوحيد الذي ابدي اعتراضه علي منع هذا العمل رقابيا وقال داخل اللجنة »لا أري مبررا لرفض هذا العمل الجيد« لكن رأي الاغلبية في النهاية كان رفض العمل.. كان هذا بالاضافة الي 65 بلاغا تقدم بها الدريني ضد الرئيس السابق حسني مبارك ورجاله والتي بدأ إعادة التحقيق فيها حاليا في القضية التي اخذت رقم 45 وارد احداث يناير هي محور الحوار الثاني.
ما هي قصة كتاب عاصمة جهنم الذي قمت بتأليفه والذي كان سببا في اعتقالك وتعذيبك؟
عاصمة جهنم هو الاسم الذي أطلقته علي احد الاماكن الذي تم اعتقالي به لمدة 40 يوما ذقت خلالها جميع ألوان التعذيب الذي يصل الي حد القتل في بعض الحالات لكني لم أعرف اين يوجد هذا المكان حتي حدثت المفاجأة عندما تم اجتياح مقار مباحث امن الدولة في الفترة الاخيرة في واقعة التخلص من وثائق الجهاز المشبوه حيث اكتشفت ان هذا المكان الذي كان سببا في ان اقوم بتأليف كتاب عن التعذيب في عصر مبارك موجود في مقر مباحث امن الدولة في مدينة نصر.
كيف تأكدت ان هذا هو المكان الذي أطلقت عليه »عاصمة جهنم« وماذا حدث لك في هذا المكان؟
لابد ان اوضح أولا انه تم اعتقالي في 21 مارس 2004 عندما هاجمت قوات وكتائب من المدرعات وجحافل الشرطة للمنطقة التي أسكن بها في حي الزيتون حيث تم غلق المنطقة بالكامل وتم ارهاب اهلها واعتلي الضباط والجنود ممن يحملون الاسلحة والرشاشات اسطح العمارات المجاورة حيث كان الهدف من كل ذلك هو القبض عليّ لعدة اسباب اهمها تأسيسي للجبهة الشعبية لاستعادة »أم الرشراش« المصرية أو إيلات كما يطلق عليها الاسرائيليون والتي ضمت العديد من رموز القوي الوطنية وضباط الجيش السابقين.
أما السبب الثاني هو هجومي علي احمد عز واتهامي له بالاستيلاء علي اموال نقابة الاشراف وتزوير شهادات نسب للاشراف لشخصيات عديدة خاصة ممن يرغبون في الترشح في الانتخابات في الدوائر التي يوجد بها عدد كبير من الاصوات ممن ينتمون إلي الاشراف..أما السبب الثالث فهو انتقادي الحاد لنظام الرئيس الراحل مبارك فيما يتعلق بتراجع دور مصر خارجيا في عدد من وسائل الاعلام وقتها لكن في الحقيقة كل هذه الاسباب لم تكن السبب الحقيقي في الاعتقال وكان هناك سبب آخر حتي وسائل الاعلام لم تجرؤ علي تناوله في ذلك الوقت وهو حيازتي لوثيقة عبارة عن 002 ورقة تكشف تورط جهاز امن الدولة في مصر في انشطة أشبه بالانشطة التجارية مع بعض الدول والجهات في المنطقة..بالاضافة الي نشاط استخباراتي لاحدي الدول العربية الصديقة تقوم به داخل مصر والتجسس علي عدد من ابناء هذه الدولة والمصريين ايضا داخل الاراضي المصرية بالاضافة الي تقاضي شخصيات مصرية بارزة اموالها من هذه الدولة نظير القيام بمهام محددة.
وكيف حصلت علي هذه الوثيقة وما مصيرها بعد ذلك؟
حصلت عليها من دبلوماسي عربي قرر ان يفضح سياسة هذه الدولة فقام بتسليمي هذه الوثيقة وقمت بتسليم نسخ منها للعديد من الجهات في مصر ومنها عدد من الجهات السيادية علي الرغم من تهديدي بعد مساومتي علي تسليمها...كل هذه الوثائق وغيرها قام جهاز مباحث امن الدولة بسرقتها اثناء مداهمة منزلي واعتقالي في المرة الاولي في 3 مارس 4002 حيث أخذوا كل شيء في المنزل ولم يتركوا به سوي الكراسي بعد التأكد من عدم وجود اي اوراق اخري بداخلها.
عاصمة جهنم
وماذا حدث معك بعد ذلك؟
تم اصطحابي الي منزل آخر وبعدها الي شركة السياحة الخاصة بي حيث تم تفتيش كل هذه الاماكن والحصول علي كل ما فيها وبعدها تم غلق الشركة والتي لا تزال مغلقة حتي الآن بعدها تم اقتيادي معصوب العينين الي المكان الذي أطلقت عليه »عاصمة جهنم« والذي اتضح مؤخرا انه مقر مباحث امن الدولة في مدينة نصر ومكثت به 04 يوما عاريا وحافيا أتعرض للتعذيب بأبشع انواع آلات التعذيب الامريكية الصنع وسط كل ذلك كان يتم التحقيق معي اذا جاز التعبير لكن بطريقة ضباط امن الدولة بمعني انهم كانوا يقولون لي »انت بتنقد أسيادك ليه« انت مالك ومال أحمد عز؟.. سعد الدين الشاذلي اعطاك كام عشان تأسس موضوع أم الرشواش ده؟.. واخيرا قول »يرحمني مبارك عشان نرحمك« وبعد ان قضيت 04 يوما علي هذا النحو تم ترحيلي الي اكثر من معتقل وانا معصوب العينين حيث كان يتم وضعي في زنازين انفرادية عبارة عن حفرة 08سم*06سم أجلس فيها القرفصاء كانت كل احلامي وقتها أن أنام مفرود الظهر. قضيت 61 شهرا علي هذا الحال الي ان تم الافراج عني بقرار من الامم المتحدة وهو القرار رقم 5 لسنة 5002 بعد ان تعمدت وزارة الداخلية وحبيب العادلي تجاهل 7 أحكام قضائية للافراج عني فجاء هذا القرار لاجبارهم علي اطلاق سراحي بعد ان فشلوا في مساومتي علي عدم ذكر الوثيقة التي قاموا بسرقتها من منزلي او الاسماء التي كانت موجودة بها »المهم انني خرجت لكي تبدأ رحلتي مع محاولة كشف ما يحدث داخل مصر بداية من مبارك وانتهاء بأصغر فرد في جهاز مباحث امن الدولة..
وكيف كانت رحلتك في كشف حقيقة هذا النظام؟
قدمت أولا 56 بلاغا للنائب العام ضد كل من حسني مبارك وجمال مبارك وحبيب العادلي واحمد عز وزهير جرانة وصلاح سلامة رئيس جهاز مباحث امن الدولة السابق وغيرهم ممن اتهمتهم بالمسئولية عما حدث لي من تعذيب وإهانة كاد ان يصل الي حد القتل.
ثم قمت بتأليف كتابي »عاصمة جهنم« حيث تصدر الكتاب بلاغا عما يحدث داخل المعتقلات والسجون المصرية من قتل وتعذيب وقمت بسرد العديد من الحقائق التي عرفتها داخل هذه المعتقلات بداية من »عاصمة جهنم« وادوات التعذيب الموجودة بها والتي تم الكشف عنها مؤخرا وانتهاء بالجماعات الاسلامية داخل المعتقلات وكيف ان جهاز مباحث امن الدولة كان يتعاون مع الموساد وبعض الجهات الاجنبية في اعتقال شخصيات عربية وفسلطينية تم القبض عليها خارج مصر وتم ترحيلها لمصر بمعرفة الموساد وبالمناسبة كل هذه الوقائع ثابتة في بلاغات رسمية تقدمت بها اثناء حكم مبارك في وقت لم يكن احد يجرؤ علي معارضته وقدمت بلاغا برقم 2113 اتهمت فيه مبارك بمسئوليته عن التعذيب وبالمناسبة وكيل النيابة الذي كان يحقق معي في هذا البلاغ منذ 5 سنوات تعرض للاضطهاد لفترة من الوقت لمجرد انه أثبت في اقوالي اتهامي لمبارك بهذا الاتهام وان يشاء القدر ان نفس الشخص وهو المستشار رامي السيد هو الذي يقوم حاليا بالتحقيق في احداث البلاغ الذي اتخذ اسم البلاغ 54 وارد احداث يناير الذي يحقق حاليا في كل ما سبق وتقدمت به من بلاغات وكل الاتهامات التي اوردتها في كتاب »عاصمة جهنم« حيث تم استدعائي منذ 51 يوما وتم التحقيق معي لمدة 11 ساعة علي مدار يومين في كل هذه الوقائع.
مسئولية مبارك
وما هو مضمون هذا البلاغ؟
مضمون هذا البلاغ هو اتهامي لمبارك بالمسئولية عن القتل والتعذيب لآلاف المصريين داخل السجون ومقار جهاز مباحث امن الدولة باعتبار ان كل ذلك كان يحدث تحت سمعه وبصره وبأوامره علي عكس ما يدعي البعض من انه كان معزولا علي كل هذا والدليل علي ذلك هو معرفته الشخصية بقضيتي والتي نجح في تحويلها من قضية صراع عربي اسرائيلي الي قضية صراع سني شيعي عندما تم تقديمي علي انني زعيم الشيعة في مصر والعالم العربي لاستخدام هذا الامر كفزاعة للحصول علي اموال طائلة من بعض الدول السنية حتي إنه تم تأسيس ما يعرف بلجنة مكافحة الشيعة والتي كان يتولاها هو شخصيا. وقام رجال الحزب الوطني بترديد عبارة انه لو لم يكن لمبارك من انجازات إلا القضاء علي الشيعة في مصر لكان كافيا ان يظل رئيسا لمصر وتم تحويلي من مؤسس لجنة شعبية لاستعادة أم الرشراش الي زعيم شيعي ملاحق.
ولكن ما دليلك علي علم مبارك الشخصي بقضيتك؟
في اعقاب تأسيس اللجنة في باديء الامر بشكل سري اتصل بي اللواء سعد الدين الشاذلي وطلب مني عدم الابقاء علي سرية الأمر والخروج بهذه اللجنة الي النور لمشروعية مطلبها. وقام مبارك بالقاء خطاب وجه فيه كلاما لي حيث قال الذين يطالبون بالحرب من اجل استعادة جزء من ارض مصر اقول لهم اننا فقدنا 001 الف شهيد في الحروب الاربع التي خضناها لكن العديد من الشرفاء ردوا عليه في ذلك الوقت ان هذا العدد هو خمس ما فقدناه من ضحايا لحوادث الطرق في عهده.
طباعة سرية
وهل تم السماح لك بطبع وتوزيع هذا الكتاب؟
بالطبع لا فقد كتبته بشكل سري وقمت بطبعه في 4 مطابع مختلفة ثم قمت بتوزيعه مجانا علي العديد من رموز القوي الوطنية والناشطين والحقوقيين والشرفاء وقمنا بتوزيعه علي بعض الباعة مجانا لنشره والامر الذي جعلني اشعر ببعض الارتياح ان مختلف القوي الوطنية في ذلك الوقت اعتبرت الكتاب وثيقة اتهام رسمية للنظام السابق وجرائمه ضد الشعب المصري حيث ذكرت بالاسماء عددا من الذين لقوا حتفهم اثناء التعذيب في السجون المصرية خاصة سجن الوادي الجديد ووادي النطرون وغيرهما بالاضافة الي عاصمة جهنم مقر جهاز مباحث امن الدولة بمدينة نصر.
ماذا كان رد فعل النظام علي هذا الكتاب؟
الرد معروف طبعا وهو إعادة اعتقالي مرة اخري في 8002 بعد ان نشرت إحدي الصحف الخاصة موضوعا بعنوان »تعذيب المعتقلين بالجن والعفريت في سجن الوادي الجديد«. وكان هذا الموضوع يتضمن بعض تصريحات مني عن مقتل ما يقرب من 005 معتقل داخل سجن وادي النطرون وحده واستحداث وسيلة جديدة للتعذيب داخل هذا السجن عن طريق اشاعة خروج الجن والعفاريت في احد الاماكن المهجورة في هذا السجن وتسمي »بطن الحوت« وهي منطقة مشئومة يتم فيها تعذيب المساجين والمعتقلين الذين لهم طبيعة خاصة الي حد الموت الي درجة انتشار الدماء والاشلاء في هذا المكان وكان يتم معاقبة بعض المعتقلين بالوضع في هذا المكان الي حد ان بعضهم اصيب بالجنون وبدا لهم انهم يرون اشباحا في هذه المنطقة.. علي خلفية نشر هذا الموضوع تم اعتقالي انا وواحد ممن ورد ذكرهم في الموضوع وهو احمد صبح قيادي سابق في الجماعة الاسلامية وحاولوا معنا اثناء التحقيق الايقاع بالصحفي الذي كتب هذا الموضوع لكننا رفضنا لانه نقل الحقيقة التي قلناها له حيث تصادف ان تم سجننا انا وأحمد صبح في منطقة »بطن الحوت« هذه وتم عمل قضية جديدة لنا برقم 8601 وتم اعتقالي مرة اخري..
أروح المعتقلين
ولكن ماذا عن ثورة ارواح المعتقلين التي كانت مضمون القضية التي تم اعتقالك بسببها للمرة الثانية؟
موضوع »أرواح المعتقلين« له شقان الشق الاول يتعلق بشخصي حيث تم اعتقالي في سجن الوادي الجديد في بطن الحوت بالتحديد لمدة 7 شهور بعد ان تم ترحيلي من اكثر من معتقل بداية من ابوزعبل ثم سجن طرة ومنه إلي وادي النطرون وعندما حدث ما يسمي بالثورة الاولي داخل سجن وادي النطرون للدعوة الي تمرد داخل السجن بالاشتراك مع قيادات الجماعة الاسلامية المعتقلين هناك بعدها تم ترحيلي الي »بطن الحوت« وكان يتم نقلي من سجن الي آخر معصوب العينين وفي »بطن الحوت« تم وضعي في حفرة مساحتها 08*06 ولم يكن مقررا ان اعلم مكان اعتقالي لكني عرفت بعد فترة عن طريق وسائل داخل السجن انني موجود في الوادي الجديد واخبرتهم باسماء مدير السجن وضابط امن الدولة المكلف بي فظنوا انني علي اتصال بارواح المعتقلين الذين قتلوا في هذا المكان حتي ان مدير السجن نفسه قال لي ان وزارة الداخلية ارسلت لهم تحذرهم من ذلك الامر بعد ان تم وصفي بلقب »خطر فوق العادة« وقال لي مدير السجن ذات مرة اننا نخشي ان نفتح زنزانتك فنجد معك رشاشا وان تقوم بمهاجمتنا.. المهم ان الجانب الآخر من الموضوع هو روايات بعض المعتقلين الذين نجوا من »بطن الحوت« حيث كان مقررا ان يتم القضاء علي كل من يتم احتجازه بهذا المكان ممن يتم وصفهم بلقب »خطر فوق العادة« حيث روي عدد كبير منهم انهم شاهدوا أمورا خارقة داخل هذا المكان مثل اشباح وسيدات ترتدي ملابس داخلية وغيرها من الروايات.
أسرار من المعتقلات
تقول إن وجودك لفترة طويلة داخل المعتقلات جعلك تحصل علي اسرار كثيرة مثل ماذا؟
في الحقيقة أنا كنت مستمعا جيدا جدا واختلطت بعدد كبير من المعتقلين الذين رووا لي الكثير عن حقيقة وصولهم الي هذا المكان فاكتشفت ان قرارات الاعتقال كان عبارة عن بيزنس يتم ابتزاز البعض به مقابل الحصول علي اموال او مساومته علي اشياء اخري او الحصول علي مقابل ايضا لكن من جهات اجنبية فالامر كله كان تجارة والدليل علي ذلك أولا قصة الشاب احمد حازم وهو من عائلة غنية جدا وقام بتوزيع منشور علي المساجين في سجن طرة قال فيه ان وزير الداخلية شخصيا متورط في ابتزاز عائلته مقابل الافراج عنه والجدير بالذكر ان هذا الشاب تم الافراج عنه بقرار من الوزير فعلا بعد هذه الواقعة.
ثانيا قصة مجموعة من الشباب الجهادي الذين قابلتهم في سجن طرة الذين عزموا علي التسلل لاسرائيل للانضمام الي المقاومة لكنهم فوجئوا بإلقاء القبض عليهم من جانب الموساد وعرفوا في تل ابيب ان امن الدولة في مصر ابلغ عنهم الموساد ثم قامت اسرائيل بترحيلهم الي مصر..
الامر الثاني وهو استخدام امن الدولة لبعض الاقلام الصحفية في الفترة السابقة وهي للاسف معروفة لتزييف بعض الحقائق فأثناء وجودنا في المعتقل وقعت احداث معتقل العقرب حيث تم القبض علي العديد من رموز الجماعات الاسلامية واقتيادهم إلي مقر »عاصمة جهنم« الذي كان بمثابة العقاب الرادع حيث روجت بعض الصحف الخاصة في هذا الوقت لهذه الاحداث في السجون علي ان بعض القيادات مثل محمد الظواهري وغيرهم يرفضون المبادرات لكن حقيقة الامر هي انه تم ضبط 11 جهاز موبايل مع معتقلين داخل المعتقلات ابرزهم محمد الظواهري واحمد حازم الذي سبق الاشارة إلي.. وقتها تعرضنا جميعا للتفتيش لدرجة ازالة بعض جدران السجون لاخراج اجهزة الموبايلات.
مؤلفات أخري
هل هناك مؤلفات اخري غير عاصمة جهنم؟
توجد العشرات من المؤلفات بعضها في شكل اعمال فنية ومسلسلات كلها ذات طابع تاريخي تتناول بطولات الجيش المصري والشعب مثل الفدائيين ولسان التمساح وأقدام فوق شفرات السيوف وغيرها من الاعمال التي قدمتها للتليفزيون وتم تعطيلها حتي ان القوات المسلحة ارسلت تستفسر عن سبب تعطيل هذه الاعمال بعد ان لجأت إليها وتقدمت ببلاغ للنائب العام برقم 7838 بأن بتعطيل هذه الاعمال والملاحم يستهدف الورلاء والانتماء لدي ابناء الشعب المصري والدليل علي ذلك ان مصر لم تنتج سوي 02 عملا ملحميا فقط بينما اسرائيل انتجت 522 عملا.. ونفس الامر تكرر مع رواية »الغماية« وهي رواية تتناول التعذيب في عهد النظام السابق وقمت بالاتفاق مع احدي شركات الانتاج لتصويرها في شكل فيلم سينمائي لكن اللجنة التي تم تشكيلها من الرقابة رفضت إجازة العمل. لكن المفاجأة ان هذه اللجنة كانت تتكون من خمسة اعضاء وكان هذا الكلام منذ عامين تقريبا وأحد اعضاء هذه اللجنة قال: لا اري اي مبرر لرفض هذا العمل لكن الاربعة الآخرين رفضوا العمل ورغم محاربة هذا العضو من اجل الموافقة علي العمل الا انه لم تتم الموافقة عليه.
والمفاجأة هنا ان هذا العضو الذي كان موظفا في وزارة الثقافة هو الآن وزير للثقافة وهو د. عماد أبوغازي.
كيف تقرأ وثائق أمن الدولة التي تم تسريبها؟
انا احذر من أن عددا كبيرا من الوثائق التي تم تسريبها تم بمعرفة جهاز امن الدولة نفسه لشغل الرأي العام ونشر الشائعات ونشر التخوين بين صفوف الشعب المصري.. عن طريق ذكر بعض الشخصيات علي انها كانت عميلة لهذا الجهاز. كما ان الوثائق تنطوي علي شيء آخر مهم وهو ما يتعلق بمكافحة الارهاب وهو ما يمكن ان يؤدي إلي مطالبة البعض بعودة هذا الجهاز. أما الوثائق الحقيقية لجرائم وفضائح هذا الجهاز فأنا أذكر انه تم التخلص منها إما بالحرق أو الاتلاف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.